الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدمة للمواطن ... أم إيذاء وإذلال للمواطن المسكين

حميد غني جعفر

2013 / 5 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قوانين أو قرارات تتسم بالإيجابية لخدمة بعض الشرائح الاجتماعية المتضررة جراء العمليات الإرهابية – مثلا – أو المهجرين بفعل العنف الطائفي أو شريحة المفصولين السياسيين ، بتعويضهم عما لحق بهم وبعوائلهم من أضرار ومثل هذه القرارات إيجابية – بمضمونها – وقد تخفف عنهم ما لحق بهم من أضرار – بعض الشيء – لكن إيجابيتها يجري تضييعها وتمييعها – للأسف الشديد - في خضم سلسلة المراجعات الطويلة العريضة التي تستغرق سنوات بفعل الروتين المتحجر لبعض المسئولين – من جهة – وبفعل استشراء الفساد المالي والإداري في كل مؤسسات ودوائر الدولة – من جهة أخرى – بحيث تشكل عبئا آخر على المواطن المسكين في سلسلة مراجعاته – الطويلة – للحصول على حقوقه المشروعة - ماديا ونفسيا وصحيا خصوصا المواطنين المسنين ذوي الأمراض المزمنة الذين يصعب عليهم الوقوف لساعات طويلة - ربما إلى نهاية الدوام الرسمي – وتحت أشعة الشمس والناظر لهم وكأنهم شحاذين مساكين ينتظرون رحمة أو صدقات المسئول – المتعجرف والمتعالي – وهو يبتز المواطن بكل الأساليب والأشكال ، وإزاء هذا الشعور بالمهانة الذي يشعر به المواطن يضطر لدفع الإتاوة التي يطلبها المسئول - رغما عنه - بهدف التسريع في انجاز معاملته ... هكذا هي المراجعات في كل دوائر الدولة وبكل مفاصلها ، ويرى المواطن أن هذه الآلية مقصودة بهدف الابتزاز لا أكثر وهو تشجيع من الحكومة على نشر الفساد .
وعلى سبيل المثال : أقرت الحكومة منح المهجرين – من الداخل – بسبب العنف الطائفي مبلغ أربعة ملايين دينار لكل من يعود إلى منطقة سكناه كتعويض لما أصابه وعائلته من أضرار ... وقد عاد الكثير منهم منذ أكثر من عامين ومنذ ذالك الوقت وحتى اليوم لازالوا في خضم سلسلة المراجعات المرهقة على المعاملة ، و استنزفت منه مبالغ كبيرة كأجور سيارات – ناهيك عن الابتزاز الذي يمارسه صغار وكبار المسئولين – أما الذين أنجزت معاملاتهم منذ شهرين فلا زالوا – أيضا – مستمرون في مراجعاتهم لاستلام المبلغ ولم يحصلوا عليه حتى الآن ، بفعل الآلية – غير السليمة – التي اتبعتها الحكومة إذ اشترطت تسليم المبلغ المذكور بالحصول على البطاقة الذكية ، وحددت بعض المصارف للحصول عليها ثم يتم تسليم المبلغ ، ويتساءل المواطن ما هي ضرورة البطاقة الذكية في هكذا قضية ؟... فهي ليست راتب تقاعدي مستمر ، بل استلام هذا المبلغ – كتعويض – لمرة واحدة فلا جدوى للبطاقة الذكية ، ويرى المواطن في هذه الآلية – غير المبررة – هي تشجيع على نشر الفساد وابتزاز المواطن ، وهذا ما لمسناه خلال مراجعاتنا للمصارف للحصول على البطاقة الذكية ... فكانت المواعيد – للمواطن بعيدة جدا – ولأربعة أو خمسة أشهر أخرى ، الأمر الذي فسح المجال للفاسدين والمفسدين في ابتزاز المواطن من خلال فرض مبالغ من – 200 – 300 ألف دينار لتقريب الموعد المذكور ، إلى أيام أو أسبوع للحصول على البطاقة الذكية مما يضطر المواطن المسكين – والمتضرر أصلا – إلى دفع هذا المبلغ للحصول على البطاقة ، فما هو الربط بين الحصول على البطاقة وبين استلام المبلغ ؟ وإذا كان لابد أو من الضروري الحصول على هذه البطاقة ... فيمكن تسليم هذا المبلغ للمواطن المتضرر ومن ثم منحه البطاقة – فيما بعد – فالمواطن المنكوب والمتضرر هو بحاجة ماسة لهذا المبلغ ... ولا ينبغي المماطلة والتسويف لشهور أخرى طويلة تفاقم وتضاعف معاناته القاسية ... فهل سيصغي أولي الأمر ويستجيبوا لمناشدة المواطن المخلصة هذه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار