الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصّراع السوري

بوطلحة عزيز

2013 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لا توجد ثورة في سوريا إنما هو صّراع على السلطة ،صّراع بين الثوار........
يؤلمني كل هذا الّتنكر لنظام سوريا الذي كان غطاءا لكل المناضلين في الماضي ،رغم اخطائه كان ممانعا في حين كانت الانظمة الاخرى منبطحة بدون ملابس يُفعل بها الافاعيل لا يستحق هذا المقلب و المنقلب.

اما المستغلون للحدث فيصبغونه بصباغة صّراع طائفي و تارة اخرى بلون مذهبي في حين هو قتل للثورات العربية الحقيقية بذلك تم توجيه بوصلة الثورة في الاتجاه الخاطئ لاسيما انه بعد بداية الفوضى بسوريا لم نرى اي شرارة جديدة للثورة في اي بلد الاخر كأن سوريا أخر العنقود في الانظمة الاستبدادية.
لقد استفادت كثير من الدول من الصراع الموجود الان في سوريا و اذا اردنا ان نكون منصفين في ما يجري في سوريا هو انه صراع بين الثوار و هو مدفن للثورة إن لم يعي ذلك الثوار لا محال ستكون نهاية مأساوية اذا علما ان كثير من الانظمة الاستبدادية يفرحها ما يجري و ما وصلت اليه الامور فهي تراقب الوضع عن كثب و تسكب الزيت على النار المشتعلة بنظام و انتظام و مكتفية بتسخين اكتاف و جيوب الثوار والإرهابيين وتاركتهم في ارض المعركة حفاة عراة امام النظام العادل/الظالم(نظام السيد بشار الاسد)تشجعهم من وراء الشاشة و عينها الاخرى على باقي افراد شعبها.

لا يمكن لأي متتبع للوضع في سوريا و موقعها الجغرافي ان ينكر ان الصّراع في سوريا لذيذ و مر في الان نفسه و ان الصّراع تقوم به اطراف نيابة عن اطراف اخرى يمكن ان نصفها بأطراف دولية يهمها ان يبقى الوضع في هذا "لا وضع " على ان تخسر كل نفوذها و نحن نعلم ان هذه الدول لن تُمكن هؤلاء الذين يمكن ان نسّميهم من باب العطف بالثوار من السيطرة على كل الامور الا بترتيبات تخدم مصالحها و تحفظ امّتيازاتها القديمة و تُنميها في أحسن الاحوال و في أسوئها تترك الوضع في حالة صراع بين الاطراف المنتصرة حتي تصطاد في الماء العكر بالطريقة التي تتقنها .

اما بالنسبة للدول العربية فهي تريد لهذا الصراع ان يطول و للأوجاع ان تكبر حتى يقضي دخان الصّراع السوري على كل امال الثوار العرب و يفقدوا الامل بعد طول زمان و على رأي صاحب مقولة "لقد هرمنا...لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية" 1 بذلك تخبوا نار الثورة و هذا ما نراه الان فكل البلدان التي كانت على لائحة الثورة بعد سوريا لم تصلها او نارها لم توقد بقوة بفعل ما نراه في سوريا و البلدان التي اجتاحتها الثورة من تخبط يبعث على الظنك.

بذلك تكون سوريا الدولة الممانعة قد رحلت بلا رجعة تحت غطاء الثورة في حين هو اغتصاب للسلطة وللإنسان العربي اذا كنا منصفين فالدم عمره ما يصبح ماء هو انتقال من شكل اقل ضررا الى نظام لا يحفظ للوجه مائه ،اكثر ضررا و انبطاحا للغرب و زبانيتهم .
أنداك نكون قد خّدعنا وفات الاوان و لا ينفع الندم ،صحيح ان سوريا لم تكن يوما ديمقراطية حقيقية و خاصة طريقة انتقال الحكم من الاب الى الابن كأنه مُلك و البرلمان الشكلي، في العموم السياسة الداخلية كانت استبداديه و لكن السياسة الخارجية كانت ناجحة *









1 اسمه أحمد الحفناوي
•خاصة لما سحبت اعترافها بجبهة البوليزاريو الذي كان يضر المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو