الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رامسفيلد والعراق

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


قد تكون زيارة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد إلى العراق، أربكت إلى حد كبير المفاوضات الجارية بين القائمة الكردية والشيعية، خاصة بعد التصريحات التي طالب فيها بعدم شن حملة تطهير سياسي في الأجهزة الأمنية.
فبعض المصادر القريبة من قائمة الائتلاف العراقي الموحد تشير الى أن زيارة رامسفيلد الأخيرة كانت سببا في تأخير إعلان الحكومة. وهناك من يرى أن الإدارة الأمريكية بدأت تتعامل تعاملا مختلفا مع العناصر المسلحة في العراق، خاصة بعد معارك الفلوجة وتلعفر والقائم، ويستدل على ذلك بالقول إن رامسفيلد قد يكون ألمح إلى أن طرد البعثيين من المراكز والقيادات الأمنية يمكن أن يكون سبب تأجيج المقاومة المسلحة، وهو ما لا تريده واشنطن ولا الحكومة الجديدة.
وقد أكدت نفس المصادر أن رامسفيلد تدخل بشكل مباشر في تسمية المرشحين لوزارتي الدفاع والداخلية، وأن تأخر إعلان الحكومة كان بسببهما، حيث أشارت تلك المصادر إلى أن وزير الدفاع الأمريكي رفض تولي هادي العامري، المسؤول عن منظمة بدر، التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية منصب وزير الداخلية، كما يصر الائتلاف العراقي الموحد على ذلك. وأكدت تلك المصادر أن رامسفيلد قال إن بلاده ترفض بشدة أن يتولى شخص له امتداد إقليمي لأي منصب أمني في العراق، في إشارة واضحة إلى علاقة المجلس الأعلى للثورة الاسلامية ومنظمة بدر بإيران.
ومع ذلك , فإن بعض الأنباء تشير الى أن منصب وزير الداخلية قد يذهب على الأرجح إلى بيان جبر صولاغ، العضو في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ووزير الإسكان السابق في حكومة مجلس الحكم، التي تشكلت بعد سقوط النظام السابق، في حين تبقى وزارة الدفاع من حصة السنة العرب، الذين يخشون أن يتولاها فلاح النقيب، وزير الداخلية الحالي على أنه مرشح السنة العرب، إذ تشير مصادر مجلس الحوار الوطني، الذي شكله السنة العرب إلى أن النقيب لا يمثل السنة، وإنما هو يمثل القائمة العراقية، التي يتزعمها علاوي، وأن الائتلاف الشيعي والقائمة الكردية تحاول أن تعطي المنصب للنقيب كي تضرب عصفورين بحجر، فهي تعطي المنصب لسني من العرب، والثاني أنها تعطي وزارة سيادية لقائمة علاوي، وهو الأمر الذي ترفضه الكتلة السنية.
ويشير صالح المطلك المتحدث باسم الكتلة السنية إلى أن العرب السنة حالما أبغلوا بضرورة تقديم أسماء مرشحيهم، فإنهم سارعوا إلى تقديم الأسماء خلال ساعات، رافضا في الوقت نفسه تحميل العرب السنة مسألة تأخير إعلان الحكومة، مؤكدا أن الكثير من الأسماء التي تقدمت لاحتلال مناصب مخصصة للعرب السنة لا تثمل إلا نفسها، وأن العرب السنة لديهم مرشحيهم، غير أن التوافقات بين الأكراد والشيعة هي التي تطبق في نهاية المطاف، معتبرا أن ما سمي بالحوار مع الأطراف، التي قاطعت الانتخابات هو محض دعايات، حيث لم يجر شيئ من ذلك.
وعلى الرغم من فترة الهدوء النسبية التي أعقبت مباشرة الانتخابات، فإن الأوضاع الأمنية عادت مجددا إلى التدهور الكبير، حيث شهدت الأيام الأخيرة العديد من العمليات المسلحة، التي استهدفت القوات الأمريكية والعراقية على السواء, ويستمر الأمر كذلك هذه الأيام. ورسمت هذه الهجمات واقعا جديدا على خارطة تشكيل الحكومة القادمة، كما يرى أحد الأكاديميين العراقيين , وهو يقول "أعتقد أن رسالة المسلحين كانت واضحة تماما، وهي أن لديهم الكثير، وأن أي تشكيل وزاري جديد لا يعجب هذه الأطراف فاقرأ عليه السلام، فالعناصر المسلحة في العراق أثبتت أنها قادرة، ومازال لديها الكثير، وأعتقد أن عملية تشكيل الوزارة، بعيدا عن هذه الأطراف سيكون خطأ يشابه الخطأ، الذي وقعت فيه حكومة إياد علاوي إبان تشكيلها، وزيارة رامسفيلد كانت تصب أصلا في هذا الاتجاه، وهو محاولة فتح حوار مع الأطراف المسلحة، التي تخوض حرب استنزاف..."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية


.. فاغنر تتكاثر في ليبيا وتربط بين مناطق انتشارها من السودان إل




.. الاستئناف يؤكد سَجن الغنوشي 3 سنوات • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تتقدم في خاركيف وتكشف عن خطة لإنشاء -منطقة عازلة- |#غر




.. تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وإسرائيل...أسلحة جديدة تدخل الم