الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإفلاسُ السياسيّ

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2013 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يدخل النظام السياسي المآزق المتواصلة بسبب عمل سياسيي القمة الذين يُفترض أن تكون لديهم القدرة على الخروج منها وإيصال البلاد إلى بر الأمان ، و لا يقدرون ، يكون عندها الإعلان عن إفلاسهم سياسياً .

رؤوس السلطات الثلاثة : التنفيذية والتشريعية والقضائية ، وإن جاؤا عبر الإنتخابات ، إن لم يتمكنوا من إرساء قواعد العدالة ، شاعت الفوضى وإستشرس الظلم والطغيان والفساد بجميع أشكالها وألوانها ، وأصبح الشعب الذي إنتخبهم الضحية و دافع الثمن ، وأصبح السياسيون عراة أمام الشعب لا سلاح لديهم للدفاع عن أنفسهم وتبرير ما أدى إلى إفلاسهم سوى طريق إسقاط بعضهم البعض وتنسيب أسباب كل المشاكل إلى كاهل الأطراف الأخرى ، وكذا طريق الكذب المفضوح ، تلاعباً بالكلمات ، وتفسير الأمور بأضدادها ، ضحكاً على ذقون أبناء الشعب البسطاء ، بغرض كسب ولائهم . و لا يتورّع واحدهم عن الكذب ، بدون حياء ، وهو يعلم أنه هو بالذات ، وقبل أقرب الناس إليه ، غير مؤمن بصحة ما يقول ، أو بما معناه أنه يعلم أنه يكذب ، ويعلم أن مستمعيه يعرفون ذلك .

يطلعُ علينا المالكي على شاشة إحدى القنوات الفضائية ويقول " كان معدل متوسط عمر العراقي في عام 2007 ، 58 سنة ، وبتأثير الخدمات المتحققة في العراق وتحسن الأوضاع ( عامة ) بالنسبة للعراقي أصبح معدل متوسط عمر العراقي في عام 2011 ، 69 سنة " . كذب مفضوح بقدر وضوح ( لا إله إلا الله ) . بلد لا إحصاء للنفوس فيه من عقود ، والبطاقة التموينية هي المعول عليها في تقدير النفوس وتحقيق هوية أبنائه ( بما يتخللها من تزوير ) ، كيف يا ترى تسنى لأي مستشار لرئيس مجلس الوزراء من الوصول إلى هذه المعادلة وتقديمها مشورة مقبولة عقلاً لديه !! على الرغم أن أرقى الدول التي إستتب فيها النظام لعقود طويلة لا تستطيع أن تجزم في هذا الموضوع سواء سلباً أو إيجابا ، فكيف يخرج علينا المالكي " بتصريحه " في عام 2013 ومشيراً إلى الفترة بين 2007 إلى 2011 . فأي " حياءٍ " يختبئ في نفس هذا المسؤول ، وكيف يريدنا أن نصدّق موضوعا ، لم يصدقه هو بالذات . الكذب أحد علائم الإفلاس السياسي .

يخرج علينا المالكي " بشخصه " ، في مناسبة أخرى ، على شاشة التلفاز ، ومعه عصبة من جماعته ومواليه ، للحديث عن موضوع كان الأجدر أن يكون بواسطة أحدٍ ينسبه . يبخس دور الإعلام في التركيز على الفساد في صفقة الأسلحة الروسية ويقول أن المسؤولين عن الفساد المذكور قد تمت محاكمتهم وهم في السجون من ثلاث سنوات . ويريدنا أن نصدّق أن المسؤولية إنحصرت بهذه المجموعة فقط دون غيرها . عقول أبناء الشعب مفتحة وتعرف أن مثل هذه الصفقة ، بحجمها وأهميتها لا يمكن أن تتحكّم بها مثل هذه الحفنة الصغيرة . إن هذه الصفقة ، وغيرها من صفقات ملأت الدنيا برائحتها النتنة التي تزكم الأنوف لا تمرر ما لم تكن تحت عباءة رأس النظام . إن أبناء الشعب لا يستبعدون ذلك ، وخاصة بعد تصريح المالكي أن لديه ملفات ، إذا حضر بها إلى مجلس النواب وكشفها ، ستنقلب الدنيا ، وأن الحراك في المجلس يكون بالبوكسات !!! . بل هو خائفٌ على العملية السياسية ( كذا ) وأن التحالف الوطني طلب منه عدم الحضور في مجلس النواب ( كذا ) ، و لا ندري ما الذي يخافه التحالف الوطني من كشف ملفات الفساد و المفسدين .

الكذب عملية قلب الحقيقة إلى ضدها وبالعكس . يقول المالكي أنه يعرف قاتل الطفل الذي ( نشرت صورته !! ) ، والعقل يحتار بين أن يصدّق هذا التصريح أو يكذبه . فإن صدقناه ، جدلاً ، ونحن الذين عرفناه يكذب ، لأصبح المالكي تحت طائلة القانون بتستره على قاتل ، ولأصبح شريكاً في الجريمة المرتكبة ، وفي نفس الوقت أصبح حانثاً للقسم الذي أقسمه عند توليه منصبه كرئيس لمجلس الوزراء ، أي أنه أقسم قسماً كاذباً . وأما إذا لم نصدقه ، و هذا ما إعتدنا عليه ، فإن تصريحه الكاذب ، إعتراف كامل يدينه .

يا ناس إننا أبتلينا بأناس كذبة ، ونحمد الله أن عمر الإنسان مهما طال ، قصير بالقياس إلى عمر الشعب الخالد .

وكم من حاكم سجل إسمه في سجل الخالدين ، وغيره سجله في سجل " الملعونين " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات