الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائريون ينتظرون رئيسهم من سيحصل على تأشيرة ولوج قصر المرادية؟ ومن سيقرر ذلك؟

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

2013 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الجميع في الجزائر منشغل بمرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، وبمن سيخلفه. هذا في وقت يقول فيه كمال بوقصة، أحد الأخصائيين الجزائريين في علم الاجتماع، أن "الجزائر وصلت إلى مرحلة ما يعرف بـ "التلاشي المطلق للدولة"، حيث أصبحت مؤسسات الدولة مشلولة ولا تؤدي دورها، والبلاد في ظل هذا الوضع الراهن مقبلة على انفجار اجتماعي ما لم تتدارك الحكومة الأمور وتعيد خلق آليات للتواصل مع المواطن والإنصات إلى انشغالاته... وما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر للطلاق الحاصل بين مؤسسات الدولة والمجتمع، وإهمال المواطن الذي يلجأ للاحتجاج والإضراب للتعبير عن ردة فعله".
فمن سيخلف الرئيس الحالي؟ وهل هذا من شأنه تغيير نظرة جنرالات الجزائر لجارها الغربي؟

خوف حكام الجزائر جعل من مرض الرئيس المسن موضوعا ممنوعا

إن خوف الجنرالات – الماسكين بالنواجذ على مقاليد الحكم – المستطير على مواقعهم دفعهم دفعا إلى اعتبار الحديث عن مرض الرئيس المسن موضوعا ممنوعا ولا يحق للجزائريين معرفته أو تتبعه.
ولم يعرف الجزائريون شيئا موثوقا به عن حالة رئيسهم الصحية إلا بفضل فرنسا عندما
تدخلت رسميا من أجل إخبارهم بتواجده في فرنسا. وفي هذا الخصوص صدر بيان مقتضب صدر عن وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، وهو البيان الذي كذب ضمنيا ما كانت الصحيفتان الجزائريتان "جريدتي" و"مون جورنال" قد نشرته بخصوص عودة بوتفليقة إلى أرض الوطن في حالة غيبوبة، الشيء الذي عرض صاحب الجريدتين إلى المساءلة القضائية من طرف السلطات الجزئرية بتهمة "المساس بأمن الدولة". كما خرج الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال بتصريح أكد على أن الوضع الصحي لبوتفلقية "يشهد تحسنا يوما بعد. وأن هذا الأخير "يخضع إلى راحة تامة ... لكنه يتابع يوميا نشاطات الحكومة في انتظار عودته لمواصلة مهامه ".
والمؤكد أن مرض عبد العزيز بوتفليقة صار بمثابة "لغز" عند العديد من الجزائريين، هيئات سياسية وأفرادا، الذين طالبوا بالشفافية والفصح عن الحقيقة للشعب الجزائري بخصوص مرض رئيسهم وحالته الصحية ، في ظل تضارب الأنباء المرتبطة بين من أكد تحسن صحته (المسؤولين الحكوميين )، وبين من يذهب إلى أن صحته آخذة في التدهور.
وقد أشارت العديد من الجهات إلى التعتيم الرسمي الشديد الذي يحيط بالوضعية الصحية لبوتفليقة. هذا بالرغم من أن هذا التعتيم الذي يعد قاعدة في عرف المتحكمين قمة السلطة بالجزائر، تسربت معلومات تفيد بأن صحة الرئيس لا تتحسن كما يُروَّج له.
وفي هذا السياق أقرّ مصدر دبلوماسي جزائري إن الرئيس بخير طالما يستعمل مادة "الكورتيزون" لإخفاء حقيقة الحالة الصحية ، علما أن الرئيس المسن ظل يعانى من مشاكل صحية خطيرة في السنوات الأخيرة، خصوصا منذ سنة 2005، حيث منذ ذلك الحين وهو يضطر إلى استخدام عملية غسيل للكلى من أجل الاستمرار في العيش".
وتساءل الكثيرون عن"سر" مرض الرئيس الجزائري، علما أنه ليس قضية شخصية حتى يتم إخفاء حقيقته عن المواطنين، بل هو أمر عام يهم كافة الجزائريين. وقد بدا بجلاء أن مرض الرئيس يُدبَّر في تعتيم كبير يفضي إلى القلق أكثر من الطمأنينة. وفي هذا النطاق برز بقوة السؤال القائل: من يسير دفة الحكم في البلاد؟ في ظل انكشاف أن استراتيجية السلطات السياسية في تدبير موضوع مرض الرئيس بوتفليقة لا تخضع لأي مسوغ أو منطق يقبله عقل سليم.
هذا النهج في التعاطي مع نازلة مرض الرئيس يعود بنا إلى ما بعد وفاة الرئيس الهواري بومدين، وكيف تصنع الإعلام سلامته آنذاك مع أن كل المؤشرات تفيد بأنه رحل منذ أيام. وقيل أن هذا إجراء سياسي طبيعي يندرج ضمن مساعي أصحاب القرار بتهيئة الظروف الملائمة قبل الإعلان الرسمي عن الوفاة.
وهي ذات الاستراتيجية التي تفضح أهداف جنرالات الجزائر وقلقهم على مواقعهم وتحكهم في دواليب الحكم . وهذا ما دفعهم إلى دفع جملة من بياذيقهم للترويج بأن بوتفليقة في صحة جيدة وسيعود لمزاولة مهامه الرسمية ودعوته إلى الترشح لولاية جديدة لاستكمال برنامجه، ولإسكات من لا يريدونه رئيسا مجددا. وهذا ردا على من عبروا عن رفضهم عودة بوتفليقة إلى الحكم أو من طالبوا بتفعيل المادة 88 من الدستور القاضي بتنحيته نهائيا، أو من رفعوا شعار "الشعب لا يريد أن يعود بوتفليقة إلى الحكم" وهم الذين ردوا على استراتيجية الجنرالات قائلين :" إن مصالحكم واستمراركم في الفساد والنهب هو الذي يدفعكم إلى أن تزكوا الرئيس ليس لولاية رابعة فقط، وإنما تريدونه الى الأبد ليس حبا فيه وإنما للاطمئنان على مواقعكم كما سبق وأن فعلتم مع زروال والشاذلى وحتى بومدين... وهذا مناهض للتغيير من أجل مصلحة الجزائر واستقرارها ومصلحة الأجيال القادمة". لأنه ليس المهم أن يدير بنفسه دفة الحكم ولكن المهم هو أن يظل في منصبه كرئيس لتبقى مافيا الجنرالات متوفرة على الغطاء.

الخليفة "المنتظر"
هناك أكثر من جهة – ومنها فرنسية- ترجح أن خلف بوتفليقة سيكون أول رئيس جزائري من خارج الحرس القديم الذي قاد الثورة على الاستعمار الفرنسي. وفي هذا السياق تشير الكثير من الأصابع لرئيس الوزراء عبد المالك سلال -البالغ من العمر 65 عاما - والذي طرح اسمه كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية.
وهناك تتداول حاليا في الأوساط السياسية قائمة من الأشخاص، منهم عمار غول، المقرب من معسكر بوتفليقة. وهناك أحمد بن بيتور، وهو من التكنوقراط سبق وأن استقال عام 2000 من رئاسة الوزراء بعد صدام مع بوتفليقة. وقد يكون مولود حمروش خيارا اخر، رئيس وزراء سابق يقول أنصاره أنه أقيل سنة 1991، لأنه أراد أن يقوم بإصلاح الاقتصاد.
هذا علما أن الجزائر- حسب متتبعي شأنها عن قرب - ظلت تُحكم بالغموض والعلبة السوداء التي تدير العملية السياسية وتصنع الحكام والرؤساء أو على الأقل تفرضهم بشكل أو بأخر.
وفي خضم انشغال الجزائريين بما بعد بوتفليقة المسن و المريض، ترددت بعض التسريبات القائلة أن مسودة الدستور الجديد الذي يتم إعداده، قد تم إعدادها من طرف مكتب دراسات فرنسي، وأن المشاورات مع الأحزاب التي أجراها بن صالح بشأن هذا الموضوع، وكذلك لجنة الخبراء المنصّبة للاضطلاع بهذه المهمة، ما هي إلا إجراءات تقتضيها عملية الإخراج لإقرار ما أعدّه مكتب الدراسات الفرنسي. وبهذا الخصوص أفاد وزير الإعلام الأسبق، عبد العزيز رحابي: "في الوقت الذي تتحدث بعض الأحزاب عن رغبتها في المشاركة في صياغة الدستور المقبل، فإن السلطة حسمت الأمر بتكليف مكتب دراسات فرنسي لإعداد النسخة النهائية (...) فجميع مؤسسات الدولة مشلولة بسبب احتضار السلطة وفقدان بوصلتها (...) أما النخبة فقد تقاعست من خلال تغييب نفسها وسقوط الكثير من أطرافها في أحضان السلطة للمشاركة في معركة النهب والسلب ..." .

لن يسمح جنرالات الجزائر بتغيير قواعد لعبتهم

بالرجوع إلى ظرفية بروز عبد العزيز بوتفليقة كرئيس الجمهورية نلاحظ أنه وقتئذ أعلن الحنرالات - الماسكين بزمام السلطة الحقيقية – حياد الجيش في الانتخابات الرئاسية في أبريل 1999، الأمر الذي شكل سابقة بالنسبة لمسألة انتخاب رئيس للجمهورية في الجزائر.
وأكد زمنئذ رئيس الأركان الفريق محمد العماري- المسؤول الوحيد في الجيش الذي كان يدلي بتصريحات علنية- هذا الحياد مرات عدة مؤكدا أن المؤسسة العسكرية لا تعتزم "مضايقة ولا مناصرة" أي من المرشحين. آنذاك كان المجلس الدستوري قد أقصى وزير الخارجية السابق أحمد طالب الإبراهيمي من السباق الرئاسي بحجة أنه لم ينجح في جمع توقيعات 75 ألف ناخب الضرورية للترشح بموجب القانون الانتخابي. وأقرّ رئيس الحكومة السابق، مولود حمروش ، أن المرشح الذي سيتم انتخابه قد اختير بشكل مسبق. وأكدت أكثر من جهة آنذاك أن ما تغير هو اختيار مرشحين اثنين يمثلان النظام تحسبا "لأي طارئ"، بوتفليقة، وعلي بن فليس، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الذين كانا مقربين جدا من بعضهما وباتا خصمان لدودان بعد ذلك .

مهما كان الرئيس الجديد لن تتغير نظرة الجنرالات للجار الغربي

إن دوافع جنرالات الجزائر ومصالحهم وأهدافهم اﻹ-;-ستراتيجية في منطقة شمال إفريقيا ودول الساحل ستظل دون تغيير، أي السعي إلى الهيمنة على هدا الفضاء الجغرافي. إنهم يعتبرون هده المنطقة الحساسة فضاء أمنهم القومي، وهذا الطرح هو في واقع الأمر الوجه العلني لعقيدة العسكرية المبنية أساسا على الحقد والكراهية المستدامة للمغرب والمغاربة، معتبرين أن الخطر يأتيهم من المغرب.
فجنراﻻ-;-ت الجزائر استثمروا العديد من اﻷ-;-موال والجهد ﻹ-;-ضعاف المغرب وتكوين دولة مصطنعة في الصحراء تمكنهم أوﻻ-;- من الوصول إلى المحيط اﻷ-;-طلسي و من تم الصعود إلى المناطق المغربية الشمالية اﻷ-;-خرى. خطة تهدف لتكوين كيانات متناحرة متنافرة ومتضادة تطبيقا لمشروع جيواستراتيجي قابل للتطور في مختلف اﻻ-;-تجاهات قاسمها المشترك ضرب المغرب وإدخاله في دوامة من المشاكل الداخلية والخارجية. ويظل هدفها هو تمزيق المغرب على المدى البعيد.
ويقٍرّ أكثر من متابع للشأن الجزائري أنه بعد توقف إطلاق الرصاص وتوقف الشغب واستتباب الأمن، جرت الإطاحة بحكومة قاصدي مرباح وانبرى الجنرالات ليديروا العجلة السياسية خلف الكواليس، وتركوا على مكتب رئيس الوزراء الجديد قرار إنشاء الأحزاب تماما كما جهزوا و وضعوا قانون الوئام المدني في إحدى أدراج المكتب الرئاسي قبيل منح بوتفليقة تأشيرة المرور إلى قصر المرادية. فبعد استقالة اليامين زروال وجد جنرالات الجزائر ضالتهم في عبد العزيز بوتفليقة مستغلين ابتعاده عن الوطن مدة طويلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال