الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمرد

رفعت السعيد

2013 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


وكأن الأمر جديد، تثور تساؤلات بعضها برىء والآخر ليس بريئاً. هل من جدوى لهذه التوقيعات؟ وتأتى الإجابة عبر التاريخ فالعرائض كانت دوماً وسيلة مصرية للاحتجاج وطريقاً للثورة. وفى العصر العثمانى البغيض ومع أى بادرة ظلم أو نهب من جانب الكتخدا أو المحتسب أو الباشبزق يتسارع شيوخ الأزهر وقضاة المذاهب الأربعة لتختيم العرائض أى وضع أختامهم عليها والويل لأى من الظالمين إذا تم تختيم العرائض ضده فإما الإطاحة به وإما صعود المؤذنين إلى مآذن الأزهر داعين الشعب للخروج.

وفى بدايات الثورة العرابية احتاج عرابى إلى دعم فى مواجهة الخديو توفيق والقناصل الأوروبية وانتشر الدعاة وعلى رأسهم عبدالله النديم فى الأسواق والمقاهى والقرى يحملون عريضة تقول «اعلموا يا معاشر المواطنين أن أولادكم المنتظمين فى سلك الجهادية قد اتكلوا على البارى سبحانه وتعالى وعزموا على منع كل ما من شأنه الإجحاف بحقوقكم، والمطلوب منكم أن توقعوا على الكتابة المرسلة إليكم والمقصود بها أن أكون نائباً عنكم فى كل ما يتعلق بأحوال البلاد».. وبسرعة مذهلة تجمعت أختام وبصمات على آلاف العرائض ويقول بلنت فى كتابه «التاريخ السرى للاحتلال البريطانى لمصر»: وامتلأت شوارع القاهرة وأروقة وزارة الدفاع بمئات من المعممين وأصحاب الجلابيب والحفاة يحملون فى اعتزاز آلاف العرائض. وفزع توفيق فلجأ للإنجليز وتحركت الجماهير غاضبة «يا توفيق يا وش القملة من قلك تعمل دى العملة».

وعندما بدأت إرهاصات ثورة 1919 طالب وفد من الزعماء بالسفر لعرض القضية المصرية على مؤتمر الصلح فرفض المندوب السامى وينجت بل إن وزارة خارجيته انتقدته لأنه قابل أشخاصاً لا صفة لهم. ونشأت فكرة جمع التوكيلات وجاء فى العرائض «مهمة هذا الوفد السعى بالطرق السلمية المشروعة فى استقلال مصر استقلالاً تاماً» وجاء فيها «الوفد يستمد قوته من رغبة أهالى مصر» وسريعاً تجمعت التوكيلات بما منحت سعداً ورفاقه القدرة على السفر ممثلين لإرادة الشعب.

والآن تأتى عريضة «إرادة» معبرة عن إرادة الشعب فى إزاحة حكم مكتب الإرشاد. وتماماً كما حدث عبر التاريخ وكما أكد رفاعة الطهطاوى «إن للرأى العمومى سلطانا قاهرا على قلوب الحكام» استطاع المصريون أن يهزموا أعداءهم من الكتخدا والمحتسب والخونكار إلى الخديو والسمسار إلى الاحتلال. فهل يتعلم د. مرسى الدرس. ويا د.مرسى عليك أن تخضع لإرادة الشعب وإلا فالمصير معلوم. عليك أن تختار بين ولائك لمصر وولائك لحماس. ويا د. مرسى عليك أن تختار بين المصريين وبين أحبابك من المتأسلمين الذين أفرجت عنهم واستدعيتهم من الخارج ليتحولوا إلى قاعدة لتنظيم القاعدة فى قلب سيناء. ويا د. مرسى تأمل خيبة الترتيبات والأفكار فأنت تتحدث كثيراً جداً عن تعميد إقليم قناة السويس بينما تقيم على بعد أمتار منه قاعدة للإرهاب المتأسلم فمن يأمن؟ ومن يأتى بأمواله؟. ولا مفر من الاختيار. إما مصر وإما حماس، إما مصر وإما الإرهابيين المتأسلمين. إما مصر وإما الأنفاق.. لكنك للأسف اخترت.

وأخيراً.. تذكر كيف ذهب الكتخدا والمحتسب والخونكار وتوفيق «وش القملة» والاحتلال وبقى الشعب. والشعب سيبقى وأنت ستذهب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوصاة
حسنين قيراط ( 2013 / 5 / 25 - 23:35 )
سلاما


2 - المشكله عدم الفهم
كامل حرب ( 2013 / 5 / 26 - 05:04 )
الاشكاليه هنا انه غبى ولايفهم ولايريد ان يفهم ولو فتحت راسه فانك سوف تجد جزمه قديمه ,انه حظ مصر الاسود ان تكون تحت حكم خريجى السجون والصيع والاوباش


3 - و ماذا بعد؟
عماد عبد الملك بولس ( 2013 / 5 / 26 - 11:08 )
المهم يا سيدي هو ما بعد هذا التحرك الشعبي

المهم هو أن يكون لدينا خطة لما بعد حتي لا يتم إجهاض الحركة كما تم إجهاض سابقاتها

المهم هو إيجاد بديل و توافق و ألا تضللنا النخبة ككل مرة

هذا هو (ملحق) امتحان النخبة و المعارضة و الجبهة و التيار، ابتدعه الشباب و الشعب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فإذا رسبوا فالسقوط المريع و إلي الأبد

تحياتي و ألمي و احترامي

اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر