الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للأغلبية مصلحة في الشراكة..؟

سنان أحمد حقّي

2013 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



مفهوم الشراكة ينطوي على كثير من التوافق والتعاون واحترام حضور الأطراف الأخرى ومقدار صدق تعبيرها عن طموحات من تمثلهم ويعتقد كثيرون أن الأقليات هي التي تتمسّك بمبدأ الشراكة من منطلق تحقيق مصلحة في المساهمة في إتخاذ القرارات ومناقشتها
وفي الظروف الإنتقاليّة المعقّدة يُفضّل أن تؤول الأمور بين الفرقاء السياسيين إلى مفهوم المشاركة لعدة أسباب ومنها وليس القصد حصرها نقول منها تشجيع الأقلية على المشاركة وإثارة حماس جماهيرها في البرامج المطروحة وتوفير التعبئة الجماهيرية اللازمة لتحقيق تلك البرامج
الأقليات لا شك لها مصلحة حقيقية في المشاركة لضمان عدم شروع الأغلبية بأية نوايا غير مشروعة بالضد من مصالح الأقليات وكما ذكرنا قبل قليل فالمصالح متبادلة وكل من الأقلية والأغلبية لها من هذا الجانب مصالح مؤكّدة ولكن هناك منفعة أخرى مضافة فالأغلبيّة هنا ليست مصطلح يُقصد به مكوّن محدد بعينه أو حسب ما يُفهم منه لأول وهلة فهو مفهوم متغيّر ولا يُمكن أن نتعرّف على الأغلبيّة من الأقليّة إلاّ بعد الإطلاع على ما حوته صناديق الإقتراع ولا عبرة لأي مفهوم أو منطق يسبق هذه اللحظات فلو كان على سبيل المثال إصطفاف المكونات قبل الإنتخابات طبقيا أي أن هناك مكونات سياسية تقف مع الطبقات الفقيرة وتنافسها مكونات تعبّر عن الطبقات المالكة للثروة ويعتقد الجميع في تلك اللحظات وفي أثناء التعبئة الشعبيّة والجماهيرية أن القوى أو خارطة القوى ستكون على شكل معين ، ولكن الجماهير بنتائج الصناديق أوضحت عدم إكتراثها بهذا التنافس أو السباق وأن الشرائح العظمى قد حدث لها تغيير في تقييمها للأوضاع بحيث أصبح المعيار لديها ينطلق من أسس تقويم مختلفة كأن يكون الإصطفاف القومي على سبيل المثال هو الإصطفاف الذي يتمتع بالأولويّة مثلا فإن النتائج ستكون في غير صالح الإصطفاف السابق وسنحصل على أغلبيّة أخرى ومفهوم جديدللأغلبية والأقليّة أي أن ما كانت تُدعى بالأغلبية قد تُصبح أقليّة في الجولة الجديدة وهكذا ، وكل هذا هو ترجمة واقعيّة لمفهوم النسبي والمطلق الذي يستند إليه الفكر الماركسي ونظريّة الماديّة الدايلكتيكيّة والتاريخية الدايلكتيكية ، إذ أن الشعب هو الجهة التي يمكنها أن تمنح مفهوم الأغلبيّة أو الأقلية معناه وتطبيقاته .
لهذا ولما تقدّم لا ينبغي لنا أن نسمح لمفهوم الأغلبيّة أن يتغوّل على الشرائح الأخرى ، ولكي نقدّم أمثلة واقعية على ما نقول لنتذكر أن المسيحيين من العراقيين كان لهم دور بارز في الحياة السياسيّة والثقافية العراقيّة رغم أن مجموع الطوائف المسيحيّة في العراق لم تكن تستطيع أن تحرز أغلبيّة بالمعنى العددي لأية إنتخابات جرت في التاريخ الحديث ولكن شخصيات كثيرة تمكنت من أن تحوز على ثقة الناخب العراقي حتى في ظروف كان من الصعب أن يحرز فيها كثير من أكثر الناس شعبية ما أحرزوه وهذا لم يكن بسبب طرحهم لأنفسهم كمسيحيين بل كعراقيين وما زلنا نتذكّر كثيرا من الأسماء التي كان العراقيون يتسابقون للتصويت لهم وذلك لارتباط مواقفهم السياسية بالقضايا الوطنية وهموم الشعب وكذلك بالنسبة للبعض من الطوائف اليهوديّة أيضا وبالتالي للطوائف الأخرى من المندائيين وغيرهم فضلا عن الشخصيالت الكرديّة اللامعة.
لكل ما تقدّم نقول إن من يُعطي للأغلبية مفهومها هو الشعب وكذلك الأحوال العامة والمواقف السياسيّة ، وكل هذه المتغيرات تتأثّر بالتأكيد بازدياد الوعي السياسي والإجتماعي للشعب وقواه الوطنية وبالإعلام الذي لا يجب أن تهيمن عليه آيديولوجيات بعينها لأننا يجب أن نسمح ما أمكن بالتحولات المختلفة والتي تعبّر عن طموحات وآمال الشعب وهذه هي صلب الحياة الديمقراطيّة وصلب آلياتها أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا