الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم المدنية وشبح التشدد

حمادة الكاشف

2013 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


كلما حققت الثورة مكاسب اكثر يوما بعد يوما اهتزت الارض تحت اقدام عناصر النظام السابق واتباعهم وهو مايزيد من حدة مواجهتهم لقيام وضع ونظام جديد ليس لهم مكان فيه واصبحت هناك الان ضرورة لان يخرج خفافيش الظلام والقوي المضادة للثورة لترتكب ابشع جرائمها في حق الشعب المصري بهدف افشال الثورة الشعبية عن طريق زرع وتعميق جذور الفتنة الطائفية وبأشكال اكثر عنفا من ذي قبل في تحالف للقوي المضادة بجناحيها بقايا الحزب الوطني والسلفيين الذين دوما ماكانت تستخدمهم الانظمة الاستبدادية لضرب اي مشروع للنهضة وبناء الدولة المدنية الحقيقية ومواجهة قوي التقدم والاستنارة وكانت هذه الانظمة دائما ماتخشي علي مصالحها واستثماراتها وسلطاتها فتستخدم الدين واكثر العناصر الدينية تشددا لمواجهة اي مشروع للتغيير وظهر هذا عندما هتفت العناصر الدينية للملك فاروق "الله مع الملك" ضد حكومة الوفد انذاك وعندما قرر السادات ان يترك الاف الجهاديين والسلفيين لمواجهة قوي اليسار والتقدم والشعب المصري الذي خرج ثائرا في احداث انتفاضة 1977 "انتفاضة الخبز" سعت القوي الدينية المتشددة في الارض فسادا وعنفا وقمعا وتكفيرا لكل من يخالفهم الرأي وحملوا الاسلحة واستولوا علي مناطق مختلفة لاعلان اماراتهم الاسلامية فكان ضرب مديرية امن اسيوط واقسام الشرطة هناك بالقنابل والسيطرة علي محافظة الفيوم واعلان امبابة امارة اسلامية مستقلة والاعتداء علي الكنائس وقتل الاقباط كل هذه الفظائع بالاتفاق مع السلطة والنظام وقتها واستمرت هذه اللعبة بعد أن اخذت اشكالا مختلفة في عهد الرئيس المخلوع مبارك واجهزة امنه التي استمرت في تغذية احداث الفتنة الطائفية في اوقات معينة وحرجة للضغط لتحقيق مصالح سياسية خارجية تارة وتوازنات داخلية لصالح النظام تارة اخري ولتشتيت المجتمع وتحويله بعيدا عن صراعه الاساسي ضد القهر والاستبداد لينشغل في الصراع الديني.
ولاشك ان ماحدث في كنيسة صول وكنيسة مارمينا هو بفعل نفس العقلية التي عبثت بأمن مصر وسلامة مواطنيها طوال السنين الماضية.

وهذه المرة هم يواجهوننا بمنتهي الشراسة بعد ان اطاحت بهم الثورة الشعبية فراحوا يشعلون الفتنة هنا وهناك وينشرون حالة الفوضي والقمع في تعاون تام بين عناصر امنية وسلفية في محاولة لتحويل مكاسب الثورة الي عبث جلب للمصريين الصراع والفتنة ولكن روح الثورة المصرية التي تجسدت علي ارض ميدان التحرير وانتشرت رسالتها في انحاء البلاد هي حالة التسامح والترابط الانساني بين الجميع مسلمين ومسيحيين وايا كانت دياناتهم فلم يكن ذلك مهما لمجرد التساؤل لان الجميع كانوا معا في المواجهة ضد القهر الذي حاصرهم سنوات طويلة استشهدوا بلا تفرقة واصيبوا بلا تمييز وترابط الجميع يدا واحدة بدون تصنيفات من اي نوع من اجل اسقاط النظام.

وان اليد التي تعبث بمصر الان هدفها الاول والواضح هو هدم منجزات ثورتنا العظيمة التي تسعي لتحقيق مصالح المصريين جميعا وارساء الحرية والديمقراطية والدولة المدنية القائمة علي المواطنة وسيادة القانون وهذه من اولويات الثورة التي سوف تحقق مجتمعا افضل والتي يرتعد المرضي والمتشددون من تحقيق هذه الاهداف التي ستعصف بهم في مزبلة التاريخ.
وعلي جميع المصريين ان يهبوا للدفاع عن ثورتهم ضد من يحاولون سرقتها وتشويهها وعدم الانسياق وراء المتشددين مهما تشدقوا باسم الدين فغايتنا هي حياة كريمة وعدالة اجتماعية وحرية للجميع بلا استثناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة