الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حريق سوق مدينة دهوك

محمد صادق

2013 / 5 / 25
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


في الليلة قبل الماضية 24-5-2013 شب حريقٌ هائل في دكاكين الأقمشة الرئيسي في سوق دهوك المركزي والشعبي , وكما دوماً تَعَوَدنا تُسَجَّلُ الأقدار ضد مجهول , سُجِّلَ هذا الحادثُ ضدّ شورتٍ كهربائيٍ مسكين َ, يَتيمٍ وعَرضي بسسب كهرباء المولدات كما سمعنا , رغمَ أعترافي أن هذه المُولدات قد خَدَمَت أهالي دهوك أكثر من عشرين سنة , وَلَم تَحدث هذه الكوارث أبداً , رغمَ سماعنا بحالة فرديةٍ هنا وهناك , وهذا يَعني بحد ذاتهِ أن الخدمات ليس على ما يُرام , وَيعني أنّهُ لازالً هناك نقص في خدمات الكهرباء , يعني انهُ هناك جيشٌ من الموظفين والمتقاعدين والطُفَيليين لا زالوا يَعيشون على واردات هذه المولدات , وأنني أستشعرُ أنّ هناك زواج مِتعة بين أصحاب المولدات المحلية المنتشرة في الأزّقَة وفي الاسواق والشوارع الرئيسية , وبين القائمينَ على أمور الكهرباء الوطنية , وأتمنى لو كان حدسي هذا على خطأ.
الجميع شَكَرَ الله لإنَّهُ لَم تُزهَق أرواح , ونحن بدَورِنا نَشكُرُهُ أيضاً , لكن المُصيبةُ الكبرى لا أحَدَ يَسألُ عن لجنةٍ تحقبق في القضية , تَبحَثُ عن الأسباب وعن المُقَصّرين , فَكُلُ مُصيبَةٍ لا بُدَّ لها من أسباب ولابُدَّ من مُقَصّرين , لكن مع الأسف في مُجتَمَعِنا الكُردي تُختَزَلُ الأسباب وَيُعفى المُذنبون وَيُسَجَّلُ الحادثُ قَضاءاً وَقَدَراً , وَكَم من بريءٍ مات بحوادث الدهسِ بالسياراتِ وَحُلَت القضية بالتراضي وبالأموال وراح المَنكوبُ ضحية الصفقات ومبادئ الاخلاق والشيم البالية وأُغلِقَت القضية وإنا لله وإنا اليه راجعون.
ألمئات قُتِلوا وراحوا ضحية بين طريق دهوك وأربيل بسب سوء أدارة وصيانة وقلة خطط ومشاريع الطُرُق .
العَشَرات لقوا حَتفَهُم بسب سوء الخدمات الصحية والأدوية الفاسِدة والرشاوي , وبسبب سوء خدمات البلدية , كُلُنا مُشتَركٌ في جريمة القتل , كُلُنا يجبُ مُحاسبتنا , لكن هل لنا الروح الرياضية ونَقبَل المُحاسَبَه ؟ هذا هو أهم سؤال يجب أن نُواجِهَهُ ...
على الحكومة أن تُعلِنَ عن تَشكيل لجنة مُتَخَصِصَه في التحقيق في حادث الحريق الكبير الذي حصلَ في دهوك , لأنَهُ من غير المَنطقي أن تبقى الحكومة تُعَوِض ضحايا الكوارث الطبيعية والغير الطبيعية دون معرفة ودراسة الأسباب على الأقل من باب تقليل تكرار تلك المآسي , لأنّ هذا السوق المُحتَرِق هو سوق الأغنياء والتُجار وليسَ سوق الفُقَراء , بل الفُقَراء والأغنياء يَرتادونَهُ , لحد الآن لم نَستَطع تَعويض فقراء وَمُتَضَرري أغلب قرى كُردستان كانت قد دُمِّرَت مَساكِنَهُم بالكامل في العهد البائد ولازلنا نحاول ونُطالب الحكومة المركزية بالتَعويضات .
برأيي المُتَواضع أقتَرح أن تَستغل الحكومة هذه الحادثة وبعد أجراءات التحقيق والتعويض العادل للمتضررين , أن يتُمَ تحويل المساحة المُحتَرَقة والمتضَررة ومُقترباتِها الى بارك وحدائق وساحات ومنطقة سياحية خضراء ونافورات , فمركز المدينة بحاجة مُلّحة لهذه الإستراحات والخدمات , لنُضيف جمالية أخرى للمدينة وربما نستطيع القضاء على الإختناقات المرورية اليومية المُزمنة , وبذلك نضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران