الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحريض والتهديد والسباب: وسائل لهدم الاستقرار

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2013 / 5 / 25
حقوق الانسان


انتشرت فى الآونة الأخيرة عبارات وكلمات خارجة واتهامات مختلفة فى وسائل الإعلام. لقد تلاحظ أن بعض المصريين يلجأون إلى السباب والشتائم واتهامات بالعمالة والخيانة وسوء السلوك. الغريب أن بعض السباب والشتائم تأتى على ألسنة شخصيات تتحدث باسم الدين. لعل القارئ قد شاهد وسمع هذه العبارات فى بعض القنوات الفضائية حيث تقذف المحسنات وتتساقط اتهامات بالدعارة والعهر على بعض الفنانات. لقد نالت بعض هذه الاتهامات الفنانة الهام شاهين التى لجأت إلى المحاكم واستطاعت أن تحصل على حكم بحبس الشخص الذى تعرض لها. كما لاقت المذيعة ريهام سعيد التى حاولت الرد على المعتدين من خلال برنامجها "صبايا الخير" الذى يعرض على قناة النهار. كما إن بعض شيوخ الفضائيات أصدروا فتاوى بتكفير معارضى النظام وقاموا بتحريض السلطات على الفتك بشباب الثورة. وكذلك تعرض هؤلاء بالهجوم على أركان الدولة كالقضاء والقوات المسلحة والإعلام. اللافت للنظر أن السلطة لم تتدخل لوقف الدعوات التى تشجع على العنف والقتل ولم تحرك ساكنا لإخراس الألسنة التى تعتدى على الحرمات. قد يقول قائل أن مصر الثورة لا تكبت الحريات ولا تسعى لفرض السيطرة على حرية التعبير. وللرد على هذا المقولة نقول إن الحرية المطلقة مفسدة مطلقة وإن الحرية لا تعنى أن نفعل ما نشاء من دون ضوابط. من المعروف أن حريتنا تنتهى حين تبدأ حرية الآخرين ولا ينبغى أن نتمتع بحريتنا على حساب حريات الآخرين. كلنا يعلم أن الحرية تعتبر مبدأ من المبادئ التى تقوم عليها حقوق الإنسان. أما المبادئ الأخرى التى وردت فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان هى الكرامة والمساواة والإخاء. فعندما نسب إنسانا فنحن فى الواقع ننال من كرامته ونقلل من شأنه ومن ثم فإن سلطات الدولة يجب أن تتدخل لحماية حريات وكرامة كل المواطنين بلا استثناء. الدليل على أن الحرية— بما فى ذلك حرية التعبير— ليست مطلقة هو أن الدول ذات الديمقراطيات العريقة لا تسمح بالتجاوز فى حق المجتمع ولا تقف مكتوفة اليدين حين يستغل حرية التعبير للتحريض على القتل ولترويع الآمنين ولنشر الأفكار الدينية المتشددة.

دعنا نتجه إلى بريطانيا التى شهدت مؤخرا جريمة بشعة ذهب ضحيتها رجل بوليس فى منطقة وولويتش التابعة لحى اسيكس فى شرق لندن. الملاحظ أن الجريمة تمت خلال النهار وعلى مسمع ومرأى من المارة وقد تبين أن مرتكبى الجريمة مواطنان بريطانيان مسلمان واللذان أصيبا ونقلا إلى المستشفى. لقد تبين أن هذين المواطنين المسلمين تعلما الأفكار المتشددة من بعض الوعاظ الذين ينادون بالقتل ويحرضون على العنف. ونتيجة لهذا الحادث فقد تضاعفت حالات الاعتداء على المسلمين فى بريطانيا وحسب تقرير منظمة الشئون الدينية فإن بريطانيا شهدت حوالى 150 حادث اعتداء خلال اليومين التاليين لجريمة وولويتش. فماذا فعلت السلطات البريطانية للتصدى لهذه الاعتداءات على المسلمين. لقد طالعتنا جريدة الجارديان البريطانية الصادر يوم السبت 25 مايو الحالى أن قوات الشرطة قامت بالقبض على 22 بريطانى بتهمة الاعتداء على مسلمين سواء كان الاعتداء بدنى أو تحريض ضد المسلمين من خلال مواقع الانترنت. كما قام رجال البوليس بزيارة أحد الأشخاص لتحذيره من مغبة الاستمرار فى النشاط التحريضى الذى يمارسه على الشبكة العنكبوتية. لقد قامت شرطة منطقة بريستول فى جنوب غرب بريطانيا بالقبض على شابين فى مقتبل العمر بتهمة مخالفة قانون النظام العام عندما قاما بالتحريض العنصرى ضد المسلمين. وعلى حد قول المفتش ايد ياكسلى من شرطة أفون وسمرست فإن تعليقات هذين الشابين كانت تستهدف مسلمى المنطقة وإن مثل هذه التعليقات لم تعد مقبولة بل هى تلحق الضرر بمجتمع بريستول. كما تم توقيف مواطنين بتهمة تهديد مسلمين فى أحد مطاعم شرق لندن حيث تم عرضهما على محكمة تيمس. وكذلك تم القبض على مواطن يدعى أدم روجرز البالغ من العمر 28 ربيعا بتهمة إرسال رسالة بها سباب وشتائم للمسلمين عبر شبكة الانترنت وهذا المواطن سيقدم لمحكمة برايتون وهى مدينة تقع فى إقليم ساسكس فى جنوب شرق بريطانيا.

من الواضح أن بريطانيا لا تتسامح مع مواطنيها الذين يسيئون إلى ديانة أخرى هى الإسلام بل تقدم كل من يحرض على العنف لمحاكمات عاجلة كما أوضحنا فى الفقرة السابقة، هذا رغم أن مرتكبى حادث وولويتش مسلمان وكذلك سبق أن ارتكب المسلمون مجزرة لن ينساها البريطانيون وهى التفجيرات التى وقعت فى لندن فى 2005 حيث قتل 50 شخصا وأصيب اكثر من 700 مواطن. السبب فى هذا الموقف هو أن بريطانيا تعلى مبدأ سيادة القانون وتدرك جيدا أن الممارسات التحريضية من شأنها تهديد استقرار البلاد. لعلنا نستفاد من هذه الدروس لإنقاذ البلاد من المصائب المرتقبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين


.. طلاب في كندا يتظاهرون تضامنا مع غزة




.. اجتياح رفح قد يكون مذبحة وضربة هائلة لعملية الإغاثة في قطاع