الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النكبة (2-4)

ادم عربي
كاتب وباحث

2013 / 5 / 26
القضية الفلسطينية


النكبة (2-4)
تكملة لسلسلة الحلقات حول القضية الفلسطينيه


الفلسطينيون والمواجه ومحطات النضال :
بدا الصدام مع المستوطنين عام 1886م ، حين كانت فلسطين جزء من الامبرطورية العثمانية ، في تلك السنه بيعت اراضي الخضيرة وملبس لليهود ، وقف الفلاحون في تلك القريتين يدافعون عن الارض التي يزرعوها ، تصدوا وواجهوا وسقط منهم قتلى ، لكن تم تهجيرهم وسلمت الارض لماليكيها الجدد لتقام عليها مستوطنتي هديرا و بتاح تكفا ، وتكرر الحال في العام 92 مع قرى جديدة وترحيل جديد ، منذ تلك الصدامات حتى عام 1920 تكررت الصدامات مع المستوطنين ، وبقيت النتيجه كما هي نخسر الشهداء والارض ، ويخسر المستوطنون ويربحون الارض .

عام 1920 اندلعت مظاهرات ، وفي القدس وحدها سار اربعون الفا ، وتطورت الى ثورة في ايار عام 1921 سقطت من الجانب الفلسطيني ما بين قتيل وجريح حوالي 68 ومن الجانب اليهودي 130 ما بين قتلى وجرحى ، بدا اليهود بعد ذلك وبموافقة البريطان بانشاء قوة الدفاع عن النفس ، او حرس المستوطنات ، وكان التدريب يتم تحت اشراف الحكومة البريطانية ، عام 1929 انطلقت ثورة البراق ، بلغت خسائر الفلسطينين في تلك الثورة 116 قتيلا و 232 جريحا ، وحكمت بريطانيا على 23 سخصا بالاعدام تم تنفيذه في ثلاثة منهم في سجن عكا وعرف هذا اليوم بالثلاثاء الحمراء ، كانت خسائر اليهود في تلك الثورة 133 قتيلا و 339 جريحا كما تم تدمير ست مستوطنات تدميرا كاملا ، كان الحكومة البريطانية في تلك الاحداث قد اعتقلت الف شخص 95% من الفلسطينيين ، وحكم بالاعدام يهودي واحد . هذا من ناحية الخسائر المادية ، اما على الجانب الاخر فقد اقيمت في نفس السنة الوكالة اليهودية ، اما الفلسطينيين فقد شكلوا مقاومة مسلحة ممن شاركوا في ثورة البراق ، كانت نواتها 27 مقاتلا عُرفت باسم الكف الاخضر وكانت تعمل في منطقة صفد ، لكن تمت محاصرتها من دول الجوار ، الحكم الاردني ، الاحتلال الفرنسي لسوريا ولبنان ومن قوات الانتداب ليتوقف عملها في صيف عام 1930 بعد القاء القبض على زعيمها في الاردن .

توالت الاحتجاجات والثورات ولكن كانت تُقمع من البوليس البريطاني ففي عام 1933 اجتاحت الاحتجاجات كل فلسطين واستمرت ستة اسابيع ، سقط فيها 30 قتيلا و 350 حريحا ، لكن المواجهات كانت مع البوليس البريطاني وسقط من قوات البوليس البريطاني 56 قتيلا ، ونتج عن هذه الحادثة تشكل الاحزاب السياسيه العربيه ، الحزب العربي عام 34 وحزب الاصلاح عام 35 و حزب الدفاع والكتلة الوطنيه في العام نفسة ، لكن على صعيد الحركة الصهيونيه مكاسب لا حصر لها الاستيلاء على مزيد من الاراضي وبناء مستوطنات وطرد المزارعين الفلسطينيين من مزارعهم كما حدث في وادي حارثة ومساحته 41 الف دونم وتشرد 140 مزارع فلسطيني نتيجة معركة مع البوليس البريطاني ، ثم استمر تدفق المستوطنون بالاف تحت حماية بريطانيا ، وواصلت القوات البريطانيه تدريب وتشكيل فيالق صهيونيه بينما بالمقابل كان حكم الفلسطيني الذي يٌضبط بحوزته وسيله قتاليه الاعدام ، ووصل اعداد القوة المحاربه الصهيونيه التي اشرف على تدريبها البوليس البريطاني من عام 20 الى عام 36 حوالي 40 الف مقاتل بخبرة قتالية جيدة ، اشد الثورات كانت ثورة عام 1936 واضراب المئة وثمانون يوما كانت خسائر الفلسطينين باهظه سواء الاقتصادية او البشرية لكن في الطرف الاخر المتمثل بحكومة الانتداب والعصابات الصهيونيه فقد خسرت العصابات الصهيونيه مع نهاية الثورة حوالي 500 قتيل ، وحسب مذكرات جولدا مئير فقد خسرت العصابات الصهيونيه في معركة واحدة 200 قتيل ، الا ان تشديد الخناق على الثورة من البوليس البرطاني انهاها عام 39 اي بعد ثلاث سنوات من اندلاعها ، وفي الحقيقه كانت المعارك مع قوات الانتداب التي تُسلح العصابات الصهيونيه ، خرج الفلسطينيون من ثورة 36 محطمون ، في المقابل كانت مكاسب اليهود سياسية بالدرجة الاولى حيث تقرير لجنة بيل الذي قدم اول مشروع للتقسيم ، حيث منح العصابات الصهيونية الحق في اقامة دولة على جزء من اراضي فلسطين واعتبار المستوطنات شرعيه ، نلاحظ ان الجانب الفلسطيني كان يضحي لكن المكاسب للصهاينه لان المعركة اساسا مع الانتداب الذي يُثبت وجود الصهاينه ، قلنا ان ثورة 36 من اشد الثورات الا ان اجراءات الانتداب المتمثلة بعمل فرق من البوليس اليهودي حيث وصل عددهم الى 12 الف اضافة لتشكيل فيالق حراس المستوطنات الذي بلغ تعدادة 40 الفا ، اضافة الى خنق الثورة بعزلها عن محيطها حيث قامت بريطانيا في سبيل ذلك بعمل خط تيجارت الحدودي وهو خط من الاسلاك الشائكه والالغام بطول 80 كم مع الحدود مع سوريا ولبنان و 40 كم مع الاردن .

توالت الثورات والتضحيات الفلسطينيه ، لكن بالمقابل مزيد من المستوطنات والنجاحات للحركة الصهيونيه التي بدات اول مستوطناتها في العهد العثماني ، اضف الى ذلك تقسمة تركة السلطنة العثمانيه بؤتمر سايكس بيكو وعزل فلسطين عن محيطها العربي بانتداب بريطانيا لفلسطين ، ثم ان فلسطين كبقية املاك الدولة العثمانية ، كان المكلف بالدفاع عنها السلطنه العثمانية ، ناهيك ان فترة السلطنه العثمانيه لم تُخلف غير الجهل والتخلف لجميع الاقطار العربيه فقد بلغت نسبة الامية اكثر 98% ، كما ان النظام السياسي التركي المتخلف ، قد اوجد قيادات محليه اقطاعية تحت مسميات مثل الاشراف وغيرهم مما افقد الوعي السياسي لجميع اقطار الامبرطورية العثمانية .
الصهيونية والشيوعية :
ظهر هيرتزل في فترة تميزت بظهور الحركات الثورية الاشتراكية ، التي كانت ثقض مهاجع الحكام ، في اوروبا ، وُلد هيرتزل بعد صدور البيان الشيوعي بعقد تقريبا ، مع ان افكار هيرتزل في البدايه كانت في حل قضية اليهود كانت عبر الاندماج ، لكن بعد مشروعه الصهيوني راى في فكرة الاندماج عدو لمشروعه الصهيوني ، ولان الحركات الثوريه والفكر الماركسي في المقدمة ، وبالتالي دعت احركات الثورية واماركسية بقوة الى فكرة المساواة ، وحرمت كل اشكال التميز ، سواء على اساس الجنس او العرق او الدين ، وتكون بذلك حولت افكار الاندماج الى حقائق واقعة ، من هنا راى هيرتزل ورفاقة في هذه الحركات والاحزاب تتناقض والفكر الصهيوني تناقضا تناحريا ، بل الصهيونيه هي ترياق الاشتراكية ، لذلك كان موقفهم بالاصطفاف مع اعداء الشيوعية ، وكان ما كان موقفهم من العداء للسامية او من اليهود والاثنيات الاخرى ، يُشير في هذا الصدد د . اميل توما الى ان اللاسامية واحدة من نتائج الايدولوجيا العنصرية ، وليدة مرحلة تطور الراسمالية الى الامبريالية ، ويستشهد د . توما بالمؤرخ ماكس ديمونت في مؤلفة " اليهود ، الله والتاريخ " اذ كتب يقول " ان اللاساميه ايدولوجية معاصرة تختلف تمام الاختلاف عن معاداة اليهود في القرون الوسطى ، نشات اللاساميه في اواخر القرن التاسع عشر وشاعت بين الفئات المتوسطة ، والتي كانت قلقه بفعل عدم استقرار اوضاعها الاجتماعية استخدمها ساسة اليمين في محاربة ساسة اليسار " . واضاف يقول " فسر الساسة عدم استقرار هذه الفئات الوسطي ، لا باسبابها الاجتماعية الاقتصادية ، بل بسبب شرور اليهود ، فاذا كانت هذه الفئات تخاف اخطار الراسمالية لوحوا لها باليهودي المستغل ، اما اذا كانت تخاف الشيوعية لوحوا لها باليهودي بالمتآمر " . هيرتزل وقادة الصهيونية الاخرون راوا في اللاسامية ، رغم ما توقع من شرور باليهود ، حليفا لهم . لذلك لم يروا مشكلة في التحالف مع القادة الذين اشتهروا بعدائهم للسامية .
ان قصة لقاء هيرتزل مع وزير داخلية روسيا بليفيه تحتاج الى وقفة ، كان بيلفيه قد نفذ مذبحه لليهود في يوم الفصح عام 1903 ، في مدينة كيشنيف عاصمة مولدافيا ، وفي هذا الحدث قُتل 45 يهوديا و جُرح اكثر من الف ، يُشار الى ان الصهيونية كانت مقبولة آنذاك في روسيا القيصرية ، لان هجرة اليهود كانت مطلب للقيصر ، كانت خطة زوباتوف رئيس دائرة المخابرات الروسيه تقتضي تجزئة المعارضة ، وكان العمال اليهود انشأوا حزبا ، بوعالي صهيون، او البوند . زوباتوف اعطى عملائة اليهود توجيهات للعمل على تعبئة هذه المنظمة لمواجهة الثوار . خلال الحرب الاهلية في روسيا والثورة المضادة المموله من بريطانيا ، فرنسا ، اليابان والولاياات والمتحدة ، هذه الثورة المضادة المتمثلة في الحرس القيصري ، والقوات الاوكرانية ، البولونية وجمهوريات دول البلطيق كانت لها تقاليد عريقة في عداء السامية ، وخلال الحرب الاهلية استمر هذا الوضع وحصد ارواح 60 الف يهودي على يد القوات المعاديه للبلشفية ، لكن قادة الحركة الصهيونية فهموا ان سحق البلشفية يتصدر اولويات الحكومة البريطانية وعليهم ان يثبتوا جدارتهم لهذا الهدف البريطاني . اندفعت الحركة الصهيونية تقاتل البلشفية وقد ثمن تشرتشل دور الصهيونية في اعاقة ما اسماة اطماع تروتسكي واصفا دور الصهيونية " نضال بين اليهود البلاشفة واليهود الصهاينة ليس الا نضال من اجل روح الشعب اليهودي " .
قلنا ان العلاقة بين الصهيونية والبلشفية علاقة تناحريه ، فالبلشفيه تدعو الى المساواة وعدم التمييز للعرق او الجنس او الدين اضافة لصراعها ضد الراسمالية ، وظلت البلشفيه تعتبر الصهيونية حركة رجعية وثورة مضادة تمثل البرجوازية اليهوديه ، في حين ان مبادئ البلشفية لا تتوافق مع الصهيونية المخالفة للاندماج في المجتمع ، وفي ذات السياق اثناء لقاء لينين وايزمن في المنفى على اثر فشل ثورة 1905م ، رفض لينين الاصغاء لقادة الحركة الصهيونيه ورد عليهم بالقول " اليهودي الحقيقي هو من يثبت في وطنه روسيا ، لا من يريد ان يهرب خارج روسيا" . بعد انتصار ثورة اكتوبر واستقرار الاوضاع عملت الحكومه السوفيتية على محاربة الصهيونيه وفي سبيل ذلك عملت مستوطنات زراعية لليهود في جمهوريات مختلفه واعطتهم حق اقلية عرقية كمثل الاعراق السوفيتية الاخرى ومنعت هجرة اليهود خارج الاتحاد السوفيتي . الصهيونية والنازية : مع تطور الراسمالية الى امبريالية ، طورت نسخة من السياسات العنصريه ضد الاثنيات الاخرى ومن بينها اليهود ، الذين عُرفت معاداتهم باللاسامية ، وهذة اللاسامية وعنصريها الجديدة تختلف عن الاصل الذي رافق عصر الاقطاع ، حيث ذهبت صورة الجيتو الى غير رجعه ، راى هيرتزل في مقولاته ان اللاسامية حتمية تاريخية ، لا يمكن تجنبها كما لا يمكن مقاومنها ، وبما ان الامر كذلك ظل الخيار للقادة الصهاينه بالتعامل مع الانظمة المعادية للسامية ، واستغلال ذلك في دفع اليهود في الهجرة لفلسطين ، وفي هذا السياق ينقل د . اميل توما عن بن هلبرن كاتب ومفكر يهودي " نمت اللاسامية كحركة مضادة للثورة ، ليس لوضع اليهود فحسب بل بالنسبة للبناء الديموقراطي والمواقف الديموقراطية التي اتخذتها المجتمعات المعاصرة الليبرالية ، وعن مواقف التيارات اليهوديه قال : رفضت صفوة اليهود المقولة اللاسامية ، واعتبرت نفسها جزء من القوميات التي اقترنت بها حياتها بحياة طوائفها اليهودية ، واضاف انكر اليهود الساعون الى الانعتاق ان يكونوا قومية منفصلة" . بعد ذلك يقول توما رغم التناقض الظاهري بين الصهيونية واللاسامية ، حدث تقارب بينهما قررة موقف المنظمة الصهيونية من اللاسامية ، القايدة الصهيونية رات في اللاسامية اداة لتحقيق اهدافها ، بدل كونه عدوا خطيرا ، وكان هيرتزل يرى في تبريرة للانتقال من معسكر الانعتاق والاندماج ، الى انصار الانعزالية الطائفية كتب انه اكتشف " ان اللاسامية وهي قوة غير واعية وشديدة المراس بين الجماهير ، لن تضر اليهود واعتبرها حركة مفيدة لتطوير الخلق اليهودي" .
يتبع.......
المراجع

- اطلالة على القضية ، عبد المجيد حمدان ، اصدار المركز الفلسطيني للسلام والديموقراطية بدعم من مؤسسة روزا لوكسمبرغ ، 2007 ، اهم مرجع تم الاعتماد علية .
-ناحوم جولدمان ، مذكراتي ، دار الخليل للنشر والدراسات والابحاث
موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية - رسالة ماجستير-اصدار دار الهدى ، حسان علي الحلاق
- حذار من الصهيونية ، يوري ايفاتوف
- جولدا امئير - حياتي
- ثيودور هيرتزل
- المسيحية والتوراة ، شفيق مغار ،
جذور القضيه الفلسطينيه ، اميل توما

فلسطين والانتداب البريطاني - رسالة دكتوراة - د . كامل محمود خلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البوند و بوعالي تسيون
عبد المطلب العلمي ( 2013 / 5 / 26 - 20:30 )
بحث جميل يا رفيقي ،لكن ورد في النص هفوه صغيره ارى من واجبي لفت النظر اليها.
وكان العمال اليهود انشأوا حزبا ، بوعالي صهيون، او البوند .
هنا تعتبر البوند و بوعالي تسيون اسمان لنفس الحزب،في الواقع حزب البوند ،و بوند بالايديش و هي الرطانه التي يتكلم بها يهود اوروبا ،تعني الاتحاد.تاسس هذا الحزب عام1897 في مدينه فيلنو(فيلنوس حاليا)،و الاساس النظري للحزب كان قد وضعه مارتوف(نعم نعم هو نفسه) و تسميه الحزب الكامله :الاتحاد العام للعمال اليهود في ليتفا بولندا و روسيا.عام1923 و في الكونفرس العام اعلنوا حل الحزب و الانضمام كاشخاص للحزب الشيوعي.
اما بوعالي تسيون فقد تاسس في يكاتيرينسلاف (دينيبروبيتروفسك حاليا)عام1901 ،و في الاعوام 1904 الى1906 تعرض الى عده انقسامات،احد هذه الاجنحه عام1919 اصبح يسمى الحزب الشيوعي اليهودي.اما في نهايه عام 1922 فقد تم حل الحزب و قبولهم كافراد في الحزب الشيوعي.
بعد قبول اعضاء البوند و البوعالي تسيون في الحزب ،قاموا بالتوحد و تاسيس الكتله اليمينيه التي اصبحوا عامودها الفقري.
اعلم ان هذا ليس موضوع البحث ،لكن اكتب للتاريخ فان دراستك و بلا شك ستصبح مرجعا مهما.


2 - الرفيق العزيز عبد المطلب العلمي
ادم عربي ( 2013 / 5 / 26 - 21:34 )
الرفيق العزيز عبد المطلب العلمي
شكرا لمعلوماتك القيمه ، اضافاتك مهمة جدا ، وكيف لا وانت اقدرنا في معلومات الارشيف ...لا احد ادق من المراجع الا من كان بقدر رفيقنا البلشفي عبد المطلب العلمي
كل المودة والتقدير

اخر الافلام

.. احتجاجات في سوريا بعد أعمال عنف استهدفت ممتلكات لسوريين في ت


.. فرنسا: ماذا يغير انسحاب أكثر من 200 مرشح في الجولة الثانية م




.. غزة: موجة نزوح جديدة للفلسطينيين من خان يونس إثر ضربات إسرائ


.. تركيا: توقيف أكثر من 470 شخصًا بعد أعمال عنف طالت مصالح سوري




.. في أول زيارة منذ بداية الحرب.. رئيس الوزراء المجري يصل إلى -