الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحرين قميص عثمان الإمبراطورية الخمينية

أسعد البصري

2013 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


يقول العاملون في المشروع الإيراني ، بما أن السعودية ، و قوات درع الجزيرة ، قد دخلت و سحقت التمرد الشيعي في البحرين بساحة اللؤلؤة التي اندلعت بين شباط و آذار عام 2011م . يحق للحرس الثوري الإيراني ، بالمقابل ، سحق المتظاهرين السلميين السنة في الحويجة ، والأنبار ، والموصل . و للسبب ذاته يحق لحزب الله اللبناني ، والميليشيات العراقية ، والقوات الإيرانية . الزحف باتجاه بلاد الشام ، وسحق التمرد السني هناك . و تعزيز الحكم العلوي / الأسدي حليف إيران . يقولون السعودية سحقت تمرد البحرين في الخليج لأنها تستطيع ذلك ، وقَمَعَتْ الشيعة بحجة أنهم مجرد عملاء لإيران . ونحن بالمقابل ، نسحق التمرد السني العراقي ، والسوري بالرصاص أيضا ، لأننا ، وبكل بساطة ، نستطيع ذلك ، والحجة جاهزة ، إرهابيون ، تكفيريون ، عملاء القاعدة والسعودية و قطر و أمريكا وإسرائيل ، هكذا تشكيلة واحدة متناقضة من التهم . بصراحة يتحول الصراع اليوم ، إلى مسألة وجود إقليمي ، يقضي على كل خيال ، و وهم وطني . حتى أسلوب التسقيط الأخلاقي . يقولون صراحة كما اتبع الإعلام البحريني " فريّة " الزنى في خيام المعتصمين البحرينيين . والعثور على واقيات جنس ، و ملابس داخلية ، و عرض أفلام ، و شهادات تلفزيونية ، تصور المعتصمين و كأنهم مجموعة من الشاذين ، المنحرفين أخلاقيا . بنفس الطريقة ، أطلق سدنة المشروع الإيراني ، كلابهم الإعلامية في موضوع " نكاح الجهاد " في سورية . رغم أن الشيخ العريفي ، مثلا ، خرج على التلفزيون أكثر من مرة وقال ، بأنه لم يقل كلاما منحطا كهذا ، ولم يذكر فريّة " جهاد المناكحة " إلا أن الخمينيين يصرون على أنه حدث و قال وأفتى بذلك ، هو و آخرون ، و يقدمون براهينهم الكاذبة باستمرار . الهدف هو تشويه المتمردين على الرئيس السوري ، وتحويلهم إلى شاذين و منحرفين جنسيا . وكأن تهمة الإرهاب ليست بكافية . وهكذا ، يتخذون من موضوع البحرين نموذجا و مبررا للإنتقام الواسع " قميص عُثمان " يحمله علويون في سورية ، و القميص استثمار سوري منذ أيام معاوية . هذا ما يجري على أرض الواقع بكل أسف . السيد حسن نصر الله لا يكتفي بإرسال مقاتليه ، الشرسين ، المدربين بأسلحتهم إلى بلد آخر هو سورية . لا يكتفي بذبح الثوار السوريين المقاومين للنظام السوري بدم بارد . بل يوجه الخطابات على الهواء فوق ذلك ، مُعْلناً ثقته بالنصر القريب على الشعب السوري . بل يريد إقناعنا بخيانة هذا الشعب ، و انتهازية المقاومة ، و حقارة الثوار السوريين . يقنعنا بضرورة موتنا القريب تحت بنادق النظام السوري و حزب الله . على طول الخط يقولون لك إن الوهابية هي المشكلة فقط .

الوهابية قديمة ، وليست حركة جديدة في المنطقة .الجديد هو الخميني 1979م و تصدير الثورة الإيرانية ، ومقولة محمد باقر الصدر " رحمه الله " الشهيرة في ساعة حماسة " ذوبوا في الإمام الخميني ، كما ذاب هو في الإسلام " . الجديد أن القادة الأربعة " المؤسسين " لحزب الدعوة الحاكم اليوم ، بعد الصدر هم إيرانيون . الآصفي والحائري والكوراني و العسكري . هؤلاء المؤسسون لحزبنا الحاكم ، الذي يقود القوات المسلحة العراقية والتعليم و إيرادات البترول . بالمناسبة الشيخ المتفلسف مهدي الآصفي ، أحد مؤسسي حزب الدعوة ، هو اليوم في النجف الأشرف ، ممثلا لمكتب الوليّ الفقيه ، إمام العصر ، نائب الإمام المهدي و ظل النبوة السيد علي الخامنائي . من الجدير بالذكر ، بعد وفاة السيد محمد حسين فضل الله ، مرجع حزب الدعوة المُعلن ، انتقلت المرجعية الروحية إلى السيد آية الله محمود الشاهرودي . وهو أول ممثل للسيد باقر الصدر لدى الثورة الإسلامية ، والإمام الخميني 1979م . هذا الرجل " تخيل " شغل مناصب في تشخيص مصلحة النظام الإيراني ، و كبير القضاة في إيران ، و أحد المشرعين في الدستور الإيراني . هذا إضافة إلى المجلس الأعلى ، و فيلق بدر و قادته العامري و باقر الزبيدي . هؤلاء كانوا يقاتلون الجندي العراقي البطل ثمان سنوات مع الجندي الإيراني . فيلق تابع للجيش الإيراني ، في حرب لم يوافق الخميني على السلام من 1982م حتى 1988م . وحين وافق أطلق كلمته الشهيرة " شُرب السّم أهون من القبول بالسلام " . فيلق بدر تحول فيما بعد إلى فصيل أمريكي اسمه " فرق الموت " و " مغاوير الداخلية " مهمتهم التعذيب ، والمداهمات ، والإغتيالات ، و رمي الجثث في الشوارع ، في الأحياء السنية العربية . هؤلاء ضباط كبار في الجيش العراقي اليوم . ما هي مهمة هذه النماذج ، بعد طرد الضباط الكبار في الجيش العراقي السابق ، واغتيالهم بحجة انتمائهم للبعث و النظام السابق ؟؟ . ما هو دور هذه الحكومة ، وانتماؤها سوى ترسيخ التبعية لإيران ، ، ونهب المليارات العراقية و نقلها إلى مركز الثورة الخمينية "طهران " و إبادة السنة العرب ، ودعم النظام العلوي في سورية ، وإبادة الشعب السوري ، أو كسر وجدانهم بتحويلهم إلى " موالي معكوسين " كموالي الدولة الأموية من الفرس ، الذين حُرّم عليهم تقلّد السيوف ، و امتطاء العتاق المذاكيا مئة عام بأكملها . هذا كله مشروع دموي ، والضحايا أحفاد معاوية ، و نواصب ، و قتلة الحسين ، و بنو أمية ، و قومچية . لا أسماء للضحايا دائما ، لا حبيبات ، ولا أطفال ... تطهير عرقي و حرب مقدسة تشنها إيران . وماذا بعد ذلك ؟؟ ، إذا كانوا يذبحون عشرات الآلاف ، بدعوى تفجير ضريح الإمامين العسكريين في سامراء . ويذبحون السوريين بدعوى حماية ضريح وهمي ، لا وجود له في التاريخ للسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب . أليس القادم هو الهجوم على السعودية ؟؟ لأجل أضرحة البقيع ، التي هدمتها الحكومة السعودية علنا ، جهارا نهارا ؟؟ . بسبب الدعوة الوهابية ، التي سيطرت على الدولة ، والتي تتحسس من الأضرحة بشكل عام ، و تعتبرها نوعا من الشرك بالله . . قبر الإمام الباقر ، و الإمام الحسن المجتبى ، و الإمام زين العابدين السجاد ، والإمام مؤسس المذهب جعفر الصادق . وفي ذلك الشميم توارى قبر الزهراء كما يقولون . أليس من حق السعودية أن تخاف ؟؟ . خصوصا وأن ربع سكانها شيعة " ثأرهم أكبر من جبل أُحد " ، يسكنون المنطقة الغنية بالبترول وهي " المنطقة الشرقية " . هل ينتظر السعوديون حتى يتم رمي جثثهم في شوارع الرياض ، و هدم الكعبة على رؤوسهم ؟ . خصوصا و أن الإمام الخميني ، عنده مشروع انتزاع الكعبة من آل سعود ، وتحويلها إلى منطقة كالفاتيكان ، مستقلة عن الدولة ، بعد حادثة الحجاج الإيرانيين المؤسفة عام 1987م ، والتي قال مظفر النواب بعدها مقولته القرمطية الشهيرة " أيها الناس ، أُعْلِنُ أن الحجيجَ ، حرامٌ بمكّة في السنة القادمة " . ماذا تفعل السعودية ؟ . إن رمق الخليج الأخير هو سورية . ذهب العراق لإيران ، بحجة الأغلبية المذهبية الشيعية ، هذا مفهوم ربما . لكن الأغلبية في سورية " سنة " ، العلويون المتحالفون مع إيران ، مجرد تسعة بالمئة من الشعب ، الخليج يحلم بسقوط الأسد ، و حدوث توازن في المنطقة يعوّض خسارة العراق . أما إذا أخفقوا ، فالحرب القادمة على أبواب مكة ، والرياض ، و دبي ، و الشارقة ، والمنامة ، والدمام ، و حائل ، والقصيم بعد نهضة الحوثيين المقبلة . معركة مصير ، مع توسع قومي ، إمبراطوري ، فارسي يتخذ من "التشيع " مطية لأطماعه وانتشاره . لماذا نغضب من كلمة الحق ؟؟ . نحن نطرح أفكارا ولا نشتم ولا نجرح أشخاصاً .

لا نقول بأن الشيعة العراقيين العرب الأبطال ، والوطنيين الشجعان ، مطية لأطماع إيران . بل نقول كما يقول الأستاذ " فائق الشيخ علي " الحكومة العراقية الحالية هي المطية لأطماع إيران ، و ربيبتها ، ويقول الأستاذ فائق الشيخ علي بأن على الخليج العربي ، كسب الشيعة العرب العراقيين ، بالمشاريع و فرص العمل ، وَ التلاقح الثقافي المستمر ، وقال إن سقوط الشيعة العرب العراقيين ، تحت هيمنة إيران ، ليس في مصلحتهم ، و سوف يدمرهم . و كتب الأستاذ فائق يوصي حكومات الخليج العربي ، عدم التضحية بالشيعة العراقيين العرب الأفذاذ لإيران . نجحتْ الحكومة العميلة لإيران في الترويج بأنها " دولة / طائفة " بحيث الهجوم على الحكومة يمثل هجوما على الشيعة . هذه هي حيلة النظام العراقي العميل و فتنته . أما ما أقوله و ما تقوله فلا يُغَيّر العالم .. تاريخ الأفكار والأدب ، منفصل تماما عن تاريخ الواقع السياسي والإقتصادي . نحن ننظر بعيون علمية كما نعتقد . احترامي الشديد لكل مُتفضل بقراءتي .

هامش / مصطلح " الخمينية " تم اعتماده بدلا من " الصفوية " بمشورة من الماركسي العراقي الأستاذ جاسم الزيرجاوي . الذي يرى أن " الخمينية " أخطر من الصفوية ، والشعب الإيراني أول ضحاياها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تامر عاشور.. رابع قائمة أسوأ فيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. متظاهرون يطالبون من باريس بوقف الحرب في غزة ويدعون إلى السلا




.. الولايات المتحدة تولي أهمية خاصة لتطبيع العلاقات بين السعودي


.. حكومة الحرب الإسرائيلية أعطت تعليمات للجيش الإسرائيلي بتوسيع




.. إيهاب جبارين: نتنياهو يبحث عن استراتيجية خروج من الصفقة