الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابن صفنا -جوجل- يتضامن مع العربي المتهم...!!

شوقية عروق منصور

2013 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



من بين الأساليب التي اتبعها الحكم النازي في المانيا لترسيخ فكره ونظرياته اسلوب الدعاية، ركّز هتلر ورجاله في القيادة على توسيع ثقافة الدعاية وادخلها عبر بثها بشكل دائم ومكثف الى نفوس وأروح وضمائر الشعب الالماني. وكان غوبلز وزير الاعلام الالماني يركّز على بعض الدعايات يومياً خاصة التي تمس اليهود، ومن بين هذه الدعايات التي كانت تنشر يومياً في أسفل الصفحة الأولى في صحيفة "دير شتيمر" الالمانية - ومعناها "المهاجر"- عبارة "اليهود حظنا السيء". ويومياً كانت هذه الكلمات تترسخ في ذهن وعقل المواطن الالماني، الذي وصلت عنجهية الجنس الآري في دمه الى مرحلة التفوق البشري او السوبر مان- حسب رأي الفيلسوف نيتشه. ونحن كعرب وفلسطينيين لا نفتح الابواب ولا نريد ان نتوغل في صفحات التاريخ، لكن حين تضيق القضبان ونتحول الى ضحايا وتنزل الكرابيج والسياط على ظهورنا، لا بد أن تكون صفحات التاريخ المرايا التي ندخل فيها لنرى البدايات التي ادت الى النهايات الدموية المؤلمة.
المرايا كثيرة والصور العنصرية التي تسقط فوق رأس المواطن العربي لم تعد تنحصر في نطاق معين، بل تتفشى يومياً في كل مكان وزمان من الملاعب الى الكنيست الى الشارع الى المدارس الى المنهاج التعليمية الى المؤسسات والوزرات الخ. لا يوجد حدود ولا ضوابط لتصريحات المسؤولين وبعض الوزراء. تخرج الكلمات والعبارات من أفواههم كالحمم ولا يهمهم كيف يكون وقعها على المواطن العربي. سابقاً كانت التصريحات العنصرية يلفونها بأوراق ملونة قبل أن يتفوهوا بها، ولكن اليوم يقولونها كأنهم في حلبة سباق من سيسلخ جلد المواطن العربي أكثر واسرع.
وها هي قضية عملية السطو المسلح، التي وقعت في بنك هبوعليم في مدينة بئر السبع مطلع هذا الاسبوع، والتي راح ضحيتها اربعة مواطنين من الوسط اليهودي، تفجر قنبلة السؤال الكبير: كيف استطاع الاعلام العبري بسرعة البرق، وقبل ان يتحقق من شخصية اللص القاتل، ان يتهم احد المواطنين العرب بتورطه في هذه الجريمة؟! هذا الاعلام، الذي يفتخر بمصداقيته وشفافيته وحرصه على البقاء فوق ركام الثقة، ينهار ويتحول الى ثعبان يلدغ ويسمم ويعضّ حين يكون الخبر عن جريمة تقع في المجتمع العربي فنشعر أن الخبر يعجنونه بماء السكر ومحلول الفرح الخفي. والادهى حين تقع الجريمة في الوسط اليهودي ويكون المتهم عربياً..! يا للهول..! يصاب الاعلام بالجنون والهوس. وآخر مرايا الهوس التي عكست الانفلات العنصري حين تحول المواطن العربي المتواجد في البنك اثناء عملية السطو الى لص وقاتل. لقد قامت الشرطة بتقييده ولم ترحم اصابته بعدة رصاصات وما ادى ذلك من اوجاع ومعاناة، وعممت وسائل الاعلام العبرية الخبر المثير. فقد قبضوا على اللص القاتل العربي البدوي، وفجأة تظهر الحقيقة ويتبين أن هذا العربي حاول ايقاف القاتل اليهودي، الذي دخل البنك وهو يرعد ويزبد ويطلق الرصاص، وبشهادة المتواجدين من الموظفين والجمهور. فقد اجمعوا أن المواطن العربي حاول ايقاف اللص القاتل، ودافع عن أحدى النساء وقام بحمايتها فتلقى الرصاصات عنها بجسمه..! لو كان مكان المواطن العربي يهودي لكان بطلاً قومياً وزاره رئيس الدولة ورئيس الحكومة وباقي المسؤولين، الذين يعشقون نثر الورود على شجاعة وقوة وذكاء اليهودي.
نحن لا نريد نثر الورود، نريد التروي وضبط التصريحات العنصرية والاتهامات، لأن من السهل الاتهام والتلويح بالغضب والانتقام، ومن الصعب محو الاتهام، خاصة في العقلية اليهودية والمجتمع الاسرائيلي المتأجج بالعنصرية، والذي يعكس القاعدة المعروفة "المتهم بريء حتى تثبت ادانته"، لأن العربي بنظرهم متهم حتى تثبت براءته. فهل هناك من يحاول ايقاف المد العنصري لأن النتائج الكارثية قد نفاجأ بها مستقبلاً، فقد تعلمنا ان نرى الغابة لا ان نرى الاشجار، وان نرى المسيرة لا الخطوات.
وهنا يحضرني موقف ينطوي على مفارقة معينة، فمن المضحك أن "جوجل"، المحرك الذي يمسك بأيدينا وندخل بواسطته الى جميع العوالم والثقافات العالمية حتى تحول الى الجن الذي يقف ويردد "شبيك لبيك"، والذي كان كتاب "الف ليلة وليلة" يعتز ويفتخر بتحقيق مطالب ابطاله عبر "شبيك لبيك".. جوجل هذا ، او على رأي احدهم هو المندل حيث يقول لأولاده افتحوا المندل، يرد الصاع صاعين للمجتمع الاسرائيلي. وها هو يقف الى جانبنا ويضع دولة فلسطين على شاشته معترفا بها رغم انف الجميع، مما أثار استياء اسرائيل التي طالبت بحذف دولة فلسطين، الا أن ادارة جوجل رفضت ذلك. والمضحك ان جوجل اشار الى ان المستوطنين في المستوطنات يعيشون في دولة فلسطين. وهنا كان غضب المستوطنين نارياً، خاصة مستوطني "غوش عتصيون"، الذين اكتشفوا انهم يعيشون في دولة فلسطين وليس في دولة اسرائيل..!
وعلقت بين ابن صفنا (جوجل) وبينهم، ولا نعرف من سيهزم من في حلبة المصارعة اللفظية. نتمنى الانتصار لجوجل، وان لا يسحب بساط الدولة الفلسطينية من تحت ابطه، على الاقل تبقى للشم وريحة الدولة ولا العدم...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا وسط ظروف أوروبية معقدة


.. أمير الكويت: وجهت الحكومة بضرورة تحديد الأولويات وتنفيذ مشار




.. شاهد| مسيرة إسرائيلية تسقط قنابل على سيارات الإسعاف لمنع إنق


.. طلاب هولندا يتضامنون مع غزة رغم قمع الشرطة




.. -ليس هناك أسوأ من هذا-.. سكان غزة يحيون ذكرى نكبة 1948 وسط ا