الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة ما بعد -مرسي-

إبراهيم عبدالمعطي متولي

2013 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


حسنا فعلت حركة "تمرد" عندما دعت القوى الوطنية إلى الاتفاق على مرشح رئاسي واحد. هذه الدعوة خطوة نحو الاستفادة من أخطاء ثورة يناير في البدايات، إذ نجحت الثورة في اقتلاع الرئيس السابق حسني مبارك، لكن الثوار لم يفكروا في مرحلة ما بعد خلع "مبارك"، وكانت النتيجة أن جلس المجلس العسكري على عرش مصر، لكنه أدار المرحلة الانتقالية مرتبكا، ولم يستطع الخروج من صندوق "مبارك" الذي اعتاد عليه، وكان كمن رقص على السلم، فلم يستطع تقديم أداء جيد في الحكم يجعل المصريين يتذكرون أيامه بالخير، ولم يقدر على إرضاء طموحات الثوار ورغبتهم في التخلص من "الإرث المباركي" الذي أعاق مصر عن اتخاذ خطوات نحو التقدم ومغادرة "دائرة التخلف". وأتاح المجلس العسكري للإخوان مساحات لم تتح لغيرهم، وكان ذلك بتوصية من الولايات المتحدة الأمريكية التي منحت ثقتها للإخوان، وحاولت تجربتهم في الحكم، ولما وصلوا إلى الحكم كانوا نقمة على الوطن.
استفادت حركة "تمرد" من الدرس، ويجب أن تستعد من الآن لمرحلة ما بعد "مرسي". عندما اندلعت الثورة لم يفكر الثوار في مرحلة ما بعد "مبارك". واليوم الفرصة متاحة للتفكير فيما بعد رحيل "مرسي" عن الحكم. لا يكفي هدم نظام "الإخوان" وحده كما فعلنا مع "مبارك"، وإنما يجب أن نفكر بشكل جدي في التخطيط الجيد للمرحلة التالية، لتكون مرحلة بناء بدلا من "التوهان" الذي نعيشه، وأن يشارك في هذا التخطيط أبناء مصر المخلصون في جميع المجالات، فتكون هناك خطط للنهوض الاقتصادي والعلمي والإعلامي والاجتماعي وغير ذلك، بالاستفادة من الموارد المتاحة، ودراسة كيفية تقليص الأموال المهدرة التي تضيع هباء، ومنها التخلص من أنواع "السبوبة" على حساب ميزانية الدولة، ومن ذلك على سبيل المثال نزع بلاط محطات المترو وإعادة تركيب بلاط جديد قد يكون أقل جودة، والاستعانة بشركة أمن لتنظيم حركة الدخول والخروج من البوابات رغم وجود عمالة في "المترو"، وهو ما يكلف الدولة 485 ألف جنيه شهريا، وهو ما اعتبرته مذكرة للمستشار حمدي الوكيل رئيس اللجنة الثالثة لقسم الفتوى بمجلس الدولة إهدارا للمال العام (الشروق- 25 مايو 2013)، وجاء في المذكرة أنه "إذا كانت الهيئة تعاني عجزا في العمالة المختصة بمراقبة البوابات فكان من الأولى تعيين عمالة جديدة تساهم بها في حل مشكلة البطالة بين الشباب بدلا من التعاقد مع شركة خاصة لا تبغي سوى الربح".
مرحلة ما بعد "مرسي" يجب التخطيط لها فورا لتشريح مشكلات مصر ووضعها على مائدة المتخصصين لوضع حلول تكون جاهزة للتطبيق. يحتاج الوطن إلى جراحين ماهرين يزيلون البثور والجروح المتقيحة من جسد الوطن، ويعيدونه معافى قادرا على الإسهام في التنمية العالمية. مصر لا ينقصها الموارد الطبيعية ولا العقول صاحبة الأفكار والابتكارات ولا الأيدي الماهرة. كل ذلك متوفر، لكنه يحتاج إلى قائد ماهر لا يضيع الوقت في المهاترات والصراعات الحزبية والطائفية.
تجارب الدول الناجحة موجودة بين أيدينا، لكنها لا تصلح للتطبيق حرفيا على مصر، لأن لكل دولة طبيعتها التي تختلف عن الأخرى. يمكن الاستفادة من هذه التجارب، ولكن بعد تطويعها للبيئة والطبيعة المصرية وما تحتاجه مصر. وإذا توفرت الإرادة، فإن آلاف الدراسات جاهزة ومناسبة للحالة المصرية لدى العديد من العقول المخلصة من أبناء هذا الوطن. ولو أتيحت الفرصة لتكوين منظومة من المخلصين الذين يملكون الأفكار القابلة للتطبيق فإن الإيقاع سوف ينضبط في جميع قطاعات الوطن وربوعه.
المصريون يجتمعون على التعبير عن حب هذا الوطن والفرحة بنجاحه، والنموذج الواضح لهذا هو أننا عندما كنا نحصد البطولات في مباريات كرة القدم كانت الروح المعنوية ترتفع ليسود شعور عارم بأن المصريين جسد واحد. أبناء هذا الوطن لديهم الرغبة في الخروج من حالة الفوضى والتشتت إلى حالة الانتظام وتقديم نموذج للشعب الراقي، لكنهم لا يجدون على رأس الدولة القدوة، لذا تنتقل عدوى التخبط إلى الجميع، لأن السمكة تفسد من رأسها. الفرصة متاحة الآن لتصحيح ما فات والبناء على أسس سليمة تصحح مسار هذا الوطن في سنوات قليلة، بالعلم والتخطيط والعمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعد محمد مرسي سيأتي محمد مرسي
عبد الله اغونان ( 2013 / 5 / 27 - 20:10 )
ومن قال لك ان محمد مرسي سيكتفي بولاية واحدة
سنسأل المصريين ونرى

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ