الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما زلت أحلم

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2013 / 5 / 27
الادب والفن


الأحلام وسيلة للتكيف مع الواقع الذي نعيش به، نحلّق مع فراشة خرجت للتو من شرنقتها باحثة عن الضوء، التي تظل تبحث عن الخلاص إلا أن تجد شمعة تضيء وحشة الليل تندفع نحوها متحدة مع عشقها للنور، العشق حالة من الإحتراق الإختياري، نظراً للتجارب التي تناقلتها البشرية حول العاشقين وأحوالهم، ما زال قيس وليلى، عنترة وعبله، روميو وجولييت، ..الخ يتجددون كل يوم في كل العصور تعبيراً عن حالة الهيام بالمحبوب.
لا تعمم التجارب الحديثة رغم عمقها الإنساني نظراً لحاجة البشرية لتجارب أسدل التاريخ الستار على أصحابها محولاً إياهم إلى منارة ترشد التائهين في درب الحب.
الضياع في مسالك الحب من أجمل حالات التيه التي تمر علينا، رغم طول المسافات التي نقطعها إلا إننا لا نعاني من شدة السفر، ما يرهقنا حالة السهد التي تباعد الأجفان وتسرق النوم من العيون وتشغل اللب في رسم كل الصور التي تحول الواقع إلى فضاء نحلق به في سعينا إلى التوحد مع من نحب في رحلة تحملنا إلى فقدان الشعور بالأنا.
حالة الإنتقال من الواقع المحسوس إلى المجرد تأسرني دوما، أحلم أن تغسلك أشعة الشمس وتعطرك باقة ورد ما زلت أجمعها من بستان زرعته قبل ميلاد المسيح وقطفت أول زهرة فية مع ميلاد محمد، وجمعت أول باقة فيه لحظة سماعي لأول كلمة كسرت حاجز الصمت الذي أمتد منذ قام المسيح وإنتقل إلى ملكوت السماء.
أحاول جمع الزهرات البكر التي لم تلامسها أنوف المصطافين على شواطىء الإنتظار لانها تحمل في كل خلية إكسير الحياة المعبق برائحة الورود.
إلى الآن جمعت وردتين، الأولى حمراء تحمل لك الحب المتوهج على رصيف الحرمان والثانية صفراء مفعمة بالغيرة فأنا أغارعليك من الشمس، فهي قادرة على ملامسة جسدك دوما دون إستئذان، تداعبكِ بأشعتها التي تحمل بعضا من لهيب حبي إليكِ، ترفض حمل شوقي كاملا لانها تخشي إنفضاح أمر أفولها من خلال تسريب لهيبي بشكل متقطع يضمن لها إستمرارية الشروق ويبعدكِ عني بإشغالكِ بمداعبة الشمس.
لا يعرف الليل الذي بات يسدل ستائره حولكِ محاولاً حجبكِ عن ناظري في ليالي المحاق، إن القمر عندما يعود من نومه يحمل رسائلي التي كتبتها في الليالي البهيمة مؤمنا بأن أحلك ساعات الليل هي ما قبل الفجر بقليل، يتوحد الفجر مع نور القمر في الدفاع عن حبي لك رغم كل ما يمر من أحداث، فالحب هو وسيلتنا الوحيدة للتواصل مع الحياة التي تجافينا دوما.
هل قدري أن أواصل الأحلام دوما، في ليالي الشتاء الباردة أحلم بحرارة العناق التي تذيب جليد الإنتظار وفي الصيف أحلم بعكا وهي تطير النسائم مع رائحة البحر لتعيدني إلى مرحلة الإنتصار على الفرنجة الجدد الذين حملوا نابليون على الإنتحار لجهلهم وإعتقادهم بإمكانية غزو عكا وفض علاقة العشق التي جمعتها مع بحرها الهادر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الغناء في الأفراح.. حلال على الحوثيين.. حرام على ا


.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب




.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ


.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش




.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا