الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى حسن نصر الله

ثائر زكي الزعزوع

2013 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مرت عشرون سنة ونيف على لعب دور المقاوم والممانع، أنفقت خلالها أطناناً من الخطابات، تبوأت بجدارة لقب "الخطيب الأول" ولن ينكر عليك أحد هذا اللقب في يوم من الأيام، فأنت والحق يقال نلت ما فيه الكفاية من دروس التلاعب بالكلام، وأتقنت أيما إتقان تصريف الأفعال، وتحريف القول.
كما أنه لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الكبير الذي لعبه حزبك الذي تزعمته بوصية موقعة من الخميني، في تمزيق لبنان، وفي تثبيت الاحتلال السوري في بلاد الأرز، وحولت الجيش السوري إلى أداة في يدك، بالتعاون مع المقبور غازي كنعان ومن بعده رستم غزالة حولتم الجيش إلى أداة تشبيح بامتياز، فصادرتم وهددتم، وزرعتم الخوف في قلوب اللبنانيين، ولولا الحرية الصرف لدى بعضهم لتحولوا كما تحول سواهم إلى أدوات رخيصة في أيديكم تنادي بحافظ الأسد بطلاً، وتسمي ابنه من بعده بطلاً أيضاً.
لم يكن عام 2005 سعيداً عليكم، والجميع يعلم هذه الحقيقة، لأن مشروعكم الطائفي اصطدم بشخصيات لبنانية وطنية رفضت الانسياق، والركوع لديكتاتور دمشق الذي تسيره طهران كيفما تشاء، فلجأتم إلى أساليبكم الرخيصة بقتل الأحرار الذين يرفضون الانجرار، قتلتم وحولتم لبنان إلى أرض حزينة، لكن إرادة الحياة والحرية لدى اللبنانيين هزمتكم، فخرج حلفاؤك الرخيصون من لبنان أذلاء، وكاد مشروعكم حلمكم ينهار حين وجدتم أنفسكم وحيدين في ميدان الحرية اللبناني، افتعلتم حرباً مع إسرائيل على أمل أن تعيدوا جيش بشار إلى لبنان، لكن جهودكم ذهبت هباء، وانفض من حولكم من كان بالأمس يراهن عليكم، وسقطت ورقة المقاومة التي كانت تخفي قبحكم، وتحولت من مشروع مقاومة إلى مشروع هيمنة سخيف.
جن جنونكم حين فقدتم الأضواء فجأة، لم يعد الناس يجتمعون للإصغاء لخطاباتكم، ولم تعد تهديداتكم تحرك شعرة في رأس جندي إسرائيلي، صحيح أن آلتكم الإعلامية أطلقت اسم "انتصار تموز" على تدمير جزء من لبنان، وعلى قرار أممي يضع بينكم وبين عدوكم المزعوم خطاً أزرق، وصحيح أنكم منعتم على المقاومين الحقيقيين حق المقاومة، واحتكرتم حتى مفردة الثورة في لبنان، لكن سلسلة الأكاذيب التي ساعدكم فيها طاغية دمشق وشياطين طهران كانت قادرة على ضمان جمهور مغفل تأخذه العنتريات، و تسلبه لبه حكايا الجنيات.
زرعتم فوضاكم وتخلفكم السياسي في لبنان، وظل سلاحكم مصوباً إلى صدور الأحرار، تجسستم، وتحولت ضاحيتكم الجنوبية إلى مرتع للقتلة المأجورين الذين يتلقون تدريبهم في قم الإيرانية، ذابت المقاومة في مشروعكم السياسي كما يذوب الملح في الماء، وسال قناعكم الرخيص كما تسيل الزبدة بفعل النار.
وحين هبت نسائم ربيع العرب لتقتلع العروش الفاسدة والديكتاتوريات المترهلة، هللتم، واستثنيتم أنفسكم من هذا الربيع، لأنكم صدقتم كذبة المقاومة التي صنعتموها، وحين اهتز كرسي حليفكم الوغد الذي استولى على سدة الحكم في دمشق، تلعثمتم ارتبكتم، أردتم صرف الأنظار بعيداً، وطالبتم العالم كله لنصرة "ثوار البحرين"، قلتم إن متظاهري البحرين هم ثوار فقط لأنهم شيعة، يا لقبح النضال، ويا لسوءتكم، وأما ثوار سوريا فقد اعتبرتموهم غوغاء ومندسين، لأنهم يقومون ضد نظام شيعي، يا للخزي!!.
لم تستطع يا حسن نصر الله أن تحتفظ بلسانك في فمك كي يصونك، ألم تستطع أن تخالف سادتك شياطين طهران ولو مرة واحدة؟.
ماذا فعلت بنفسك وبالمساكين الذين كانوا يصدقون أكاذيبك؟
كشفت عن كل ما تخفيه، واعترفت دون أي خجل أو حياء أنك جزء من مشروع طائفي رخيص تقوده إيران، أرسلت غربانك السود لتقتل السوريين، وشاركت في جز رقاب الأطفال والنساء، لم تترك قذارة إلا وارتكبتها حين أدركت أن سقوط طاغية الشام يعني افتضاح أمرك، وها أنت اليوم تريد أن تحول سوريا إلى ساحة حرب تخلص فيها ثاراتك مع خصومك السياسيين تلك الثارات التي تسميها، ويا للأسف، ثارات الحسين، وأنت تعلم أن الحسين بريء منك ومما تدعيه.
يا حسن نصر الله...
ليست سوريا ملعباً لك ولسواك، فاحمل مرتزقتك وغادرها، لعلك تحفظ شيئاً من ماء وجهك، بعد أن أهدرت كرامتك، بفعل ضربات الثوار، وتساقطت أكاذيبك كما تتساقط أوراق الخريف.
يا حسن نصر الله...
ما زال الوقت سانحاً أمامك فارحل.. ابتعد عن سوريا وأهلها، دع الشعب الثائر ينال حريته التي هي مطلبه، قبل أن يتحول شعاره إلى إسقاطك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالك يا أخي مُذهل ، السوريون الأبطال
أسعد البصري ( 2013 / 5 / 27 - 04:16 )
من كان يُصدّق بأن السيد حسن نصر الله ، الذي كان قبل أعوام قليلة فقط ، بطلا عربيا ترتدي الفتيات الجزائريات والمصريات صورته ك جيڤ-;-ارا . هو في الحقيقة فاشي ، و ملك من ملوك الطوائف . لقد جر الجنوب اللبناني كله إلى الحرب ، بدخوله الوحل السوري . مع أنباء عن تحرك ميليشيات ، و قوات عراقية ، لدعم الجيش السوري النظامي أيضا . هذا الشعب السوري اليوم ، يواجه الغزاة على أرضه . نتوقع انفجار الوضع في لبنان و العراق - حروب أهلية - ، هذا اليوم أنباء عن سقوط صاروخين في الضاحية ، كما صرح الشيخ العراقي علي حاتم بأنهم سيطردون الجيوش العراقية المحتشدة في الأنبار . وقال إن المالكي يريد تأمين نقل المتطوعين والمسلحين الخمينيين للقتال ضد الشعب السوري . السؤال هو ، هل يمكن لرجل دين ، زعيم ميليشيا مسلحة ، تابعة لإيران مثل حسن نصر الله أن ، يدخل بمقاتليه بلدا آخر ويقول - أنا ذاهب لمحاربة التكفيريين ؟- وكأنه الحزب الشيوعي أو الأمم المتحدة ؟؟ . هذا كلام غير مقبول إطلاقا .
مقالك يا أخي مُذهل ، نار ، حريق


2 - لبنان يدخل الحرب الأهلية
أسعد البصري ( 2013 / 5 / 27 - 04:19 )
عندما يذهب محاربو حزب الله اللبناني لقصف القرى السورية ، وهدم البيوت . هل عندهم طمأنينة كاملة ، أن أحدا لن يقصف بيوتهم و قراهم في لبنان . إنشاء الله مافي شي . لكن حسن نصر الله يقول بأنه لا ينتظر الخطر يأتي إليه ، بل يهاجمه . ربما هناك لبنانيون يفكرون بنفس الطريقة و يهاجمون بيوتكم . أقول ربما . إنشاء الله أكون غلطان . دخول حزب الله حرب سورية الأهلية ، معناه سقوط لبنان في الحرب الأهلية أيضا . هكذا يقول المنطق .


3 - لقد كشف دجال المقاوله عن وجهه
سوري فهمان ( 2013 / 5 / 27 - 07:25 )
سوري فهمان

لقد كشف دجال المقاوله عن وجهه اللذي لم يخفيه أبدا فمنذ ترفعه من بائع خضرة إلى زعيم حزب أعلن عن تبعيته لولايت السفيه ولعب دوره بشكل كامل متخفيا تارة تحت المقاومة وتارة تحت دعم الشعب الفلسطيني . لقد فهمت إسرائيل اللعبه ودفعت أمريكا لإسقاط صدام وتشكيل الهلال الشيعي بإعطاء العراق لإيران واستفادت بذلك من الطائفيه الصفوية لتعيد معارك السنه والشيعه وتتفرج عليهم وهم يقتتلون واهيمن هذا الارهابي بانه بطل التحرير.


4 - شهداء لبنان ، لن تذهب دماؤهم هدراً
ليندا كبرييل ( 2013 / 5 / 27 - 10:11 )
ما أن يذكر عام 2005، حتى أتذكر الشهداء الكبار بالرحمة والسلام على روحهم
قصير، حاوي ، تويني ، الجميّل، الحاج ، حنا ، حمادة ، شدياق ...... وكثيرون جداً
كل هذا التكالب على لبنان ولم يستطيعوا أن ينالوا منه ، عملوا دولة ضمن دولة ، ومدوا سيطرتهم إلى دول الجوار تحت شعار المقاومة فباؤوا بالفشل وانكشفت أوراقهم
نسي نصر الله مع أنه ( نص الله ) أن الذي يدخل القصير يخرج منها مجنوناً فاقداً عقله ، بعد أن شبعوا لعباً على الأرض اللبنانية ها هم يتحولون إلى الأرض السورية
أجدتَ أستاذ بمقالك هذا ولك التحية والسلام

اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة