الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في خطاب السيد حسن نصر الله بذكرى الانتصار

ربيع الحسن

2013 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أعلن السيد حسن نصر الله في ذكرى الانتصار على إسرائيل في مهرجان أقيم في البقاع اللبناني القريب من الأراضي السورية في 25أيار2013بدء مرحلة جديدة من الصراع في سورية عنوانها ما كان قد ذكره منذ حوالي شهر وهو أن لسورية أصدقاء حقيقيين لا يمكن أن يتركوها تسقط بأيدي التكفيريين أو بأيدي أمريكا وإسرائيل ، محذرا الأطراف التي تمول وتسلح وتسهل وصول المتطرفين إلى سوريا بعدم الوقوع في الحسابات الخاطئة.
أعلن صراحة السيد نصر الله اشتراك الحزب بالحرب الدائرة على سورية ووعد بتحقيق النصر الذي قصد به عدم سقوط سورية بأيدي التكفيريين أو بأيدي أمريكا وهو الذي يملك المصداقية العالية حتى بين أعدائه.
سيهلل الكثير من السوريين وأصحاب الأقلام المأجورة ومعهم الإعلام الخليجي والعربي والأجنبي ويقولوا ألم نقل لكم أن الحزب يحارب في سورية إلى جانب النظام وهاهو اليوم علنا يطلب من كل أعدائه التوجه إلى سورية؟
نعم هم اتهموا الحزب وإيران بقتل الأطفال والنساء في سورية منذ بداية الأزمة وخطفوا كل مواطن لبناني شيعي أو إيراني يقع تحت أيديهم ليوهموا الرأي العام أنه من عناصر الحزب أو من الحرس الثوري ليحرضوا ويثيروا الفتن الطائفية والمذهبية ، وعندما يلعن الحزب اليوم صراحة الاشتراك في الصراع ويشيع شهدائه في وضح النهار هذا يعني أنكم كنتم تكذبون وتنافقون طوال السنتين الماضيتين فيما يخص وجود قتلى من الحزب منذ بداية الأزمة.
يمكن القول أن دخول الحزب اليوم ساحة الصراع الهدف منه مايلي:
1-توجيه رسالة إلى الدول العربية والغربية الداعمة للمعارضة المسلحة مفادها أن ما قاله السيد نصر الله من عدم ترك سورية لوحدها في حربها ضد المتطرفين ليس مجرد كلام بل حاصل فعلا وأن سورية وحلفائها انتقلوا إلى مرحلة الهجوم وفتح مرحلة جديدة في الصراع .
2-رسالة إلى من يؤيد المعارضة المسلحة تفيد بأن حلفاء دمشق ينفذوا مايقولوا في حين حلفاء المعارضة يبيعونكم كلاما فقط ولن يتدخلوا لنجدتكم .
3-في ظل التعقيد في الأزمة وتشابك وارتباك الدول المعنية بها قد تبادر إسرائيل على العدوان على سورية ولذا وجه نصر الله رسالة إلى إسرائيل تفيد بأن الاشتراك مع الجيش بقتال أدواتك في سورية يعني حكما أننا سنكون شركاء مباشرين في أي حرب قد تشن على سورية وهذا يعني التفكير ألف مرة قبل شن أي حرب بالمستقبل القريب.
4-الدعوة للحل السلمي من خلال تذكير السيد حسن بثقافة جمهور المقاومة وقدرته لحشد عشرات الالآف بأسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف وهم الخبراء بحرب العصابات وحرب الشوارع مقابل الفساد والانقسام الحاصل بين القوى المعارضة المسلحة الذي قد يصل لحد الاشتباكات المسلحة .
5-رسالة للداخل اللبناني للتذكير بأن اليد التي ستمتد لسلاح المقاومة ستقطع فالحزب اليوم يقاتل في القصير لكي لا يحاصر جغرافيا وتنقطع طرق توصيل السلاح فأي عمل من هذا القبيل في الداخل من قبل أي طرف لبناني سيواجه عسكريا بشكل مباشر.
وعندما يدعو نصر الله كل من يريد أن يقاتل فليتوجه إلى سورية يؤكد عمليا بأن السلطة والمعارضة السورية لا تملك إلا جزءا من أوراق اللعبة السياسية والعسكرية ولو أنه اعتبر أن المعارضة المسلحة هي خارج اللعبة في الحل السياسي، وفي الحقيقة هذه الدعوة للتوجه للقتال إلى سورية هدفها سحب الذرائع من كل المتطرفين في طرابلس وصيدا الذين يردون بقصف جبل محسن وقطع الطرقات انتقاما لما يحصل في سورية فهو بهذه الدعوة يقول للجميع لا نريد فتح جبهة جديدة في لبنان توسع وتعقد الوضع في لبنان وسورية والمنطقة لذلك فسورية اليوم هي ساحة صراع مفتوحة وكل الأطراف تقاتل فيها فلنقاتل هناك ونجنب توسع الحرب، كما هدف بهذه الدعوة القول لمن يقاتل في طرابلس ومن يدعمهم من الأطراف السياسية بأنهم جبناء وإحراجهم أمام الرأي العام وتعريتهم إذ كيف يقاتلون جبل محسن الذي لا يتجاوز عدد قاطنيه 50 ألف في حين يبلغ عدد سكان قضاء طرابلس أكثر من 500 ألف. أما ما يمكن أن يقال أن هذه الدعوة تعني تحريضا لاستمرار القتال على حساب الشعب السوري فليس خافيا على أحد الدعوات والفتاوى منذ بداية الأزمة التي حرضت ودعت الشباب المسلم للجهاد في سورية وهذا ما أكده الأخضر الإبراهيمي عندما قال هناك حوالي 40 ألف مقاتل أجنبي في سورية، وهؤلاء كلهم يقاتلون في سورية قبل أن يتدخل الحزب عمليا.
كما أن توقيت اشتراك الحزب في القتال إلى جانب الجيش مع تجنب ذكر أي الأماكن التي يشترك فيها سواء حاليا أو مستقبلا ، ليس فقط من باب السند والتخفيف من حدة خسائر الجيش بل ربما يكون بسبب الخوف الحقيقي الفعلي من التمدد التكفيري والذي يعني التوجه سريعا نحو التقسيم الذي حذر منه بشار الجعفري عندما أعلن صراحة منذ أقل من شهر بأن استمرار الأزمة في سورية يعني ذهاب البلد نحو التقسيم وهذا يعتبر خطا أحمر بالنسبة لحزب الله لأنه ببساطة يعني تقسيم لبنان مباشرة وتقسيم العراق على أسس طائفية ومذهبية ليصار بعدها لإعلان الدولة اليهودية كدولة على أساس طائفي بشكل مبرر كون كل المحيط دويلات ذات طابع طائفي وهذا مايتم العمل عليه اليوم من دفن للمبادرة العربية التي أقرت في بيروت منذ أكثر من عشرة أعوام رغم أنها ولدت ميتة فيتم اليوم استبدالها بمبادرة تسوقها قطر تقوم على تبادل الأراضي في ظل الغياب العربي الرسمي والشعبي وهذا ما تقوم به أمريكا وإسرائيل عادة بخلق وضع معين واستغلاله في سبيل تحقيق هدف استراتيجي آخر مخطط له، فمثلا رافق بدايات حرب لبنان الأهلية زيارة السادات لإسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد فيما بعد .
وفيما يتعلق بتأكيد نصر الله على أن الحزب لاينطلق في قتاله من خلفية طائفية أو مذهبية مذكرا بدعم الحزب لغزة والفصائل الفلسطينية الأخرى والقتال كما قال في البوسنة من المؤكد أنه لن يجد آذان صاغية والدليل أن الشهيد صالح الصباغ الذي قضى في القصير منذ حوالي أسبوع وكان من المفترض أن يتم دفنه في صيدا لولا الأسير وأعوانه هو سني ولم تذكر وسائل الإعلام العربية واللبنانية هذا التفصيل رغم أهميته ودلالاته وهي التي تفصل في المذاهب والطوائف طوال اليوم والحزب سواء عبر إعلامه أو عبر السيد حسن نصر الله بطبيعة الحال لا يقدم أي معلومات عن مقاتليه العسكريين، لا بل أن عبد الرحمن الراشد خرج علينا بمقال يستغبي فيه عقول الناس يقول فيه ، أن العرب كانوا مخدوعين بحزب الله طوال السنوات الماضية بسبب كذبة الإعلام العربي فيعتبر إن الإعلام العربي هو المسئول أمام الرأي العام في تغييب الحقيقة حول حقيقة الحزب ، أي معنى كلامه أن الإعلام العربي والخليجي كله تابع لحزب الله!!!
والمهم أن كل مايحدث اليوم في سورية يثبت حقيقة أن سورية لم تعد دولة فاعلة تؤثر بمعادلات ومجريات الأحداث في المنطقة بل أصبحت كل الدول تعتبرها ساحة للصراع من وجهة نظرها لحماية مصالحها ولا نستطيع أن نلوم أي دولة تقاتل اليوم في سورية بغض النظر عن المشروع التي تقف إلى جانبه هذه الدولة أو تلك لأن أي دولة ينقسم شعبها بهذا الشكل الحاد ستجد الكثير ممن يغذي هذا الانقسام ويعمل عليه ويضمن استمراره كما حصل في العراق فكانت كل دول الجوار تلعب في مصالح العراق ومازالت تحقيقا لمصالحها الذاتية وعلى حساب الشعب العراقي واليوم كل العالم يلعب في الصراع لصالحه على حساب الشعب السوري أو ما تبقى منه وللأسف لم نتعلم من التجربة العراقية ولا من التجربة الليبية ولا من الصومالية ولا من السودانية لأننا لا نقرأ وإذا قرأنا يزول كل ماتعلمناه عندما يصطدم بجدار الطائفية الأزلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة