الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وين تروح يا جعفري دربك على المهداوي

رزاق عبود

2005 / 4 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بصراحة ابن عبود
وين تروح ياجعفري دربك على المهداوي

هاقد مراشهرعلى انتهاء انتخابات العراق التاريخيه، والتي فرضت على عجل من القوى التي لفلفت "النصرالانتخابي الكاسح"! قبل الانتخابات وعدوا الناس بوصفات سحريه للقضاء على الارهاب، واعادة الامن، والكهرباء، وتوفير العمل، وضبط الحدود، والنظام، وكرروا، وكرر دعاتهم من على شاشات الفضائيات من امثال علي الدباغ، وحسين الشهرستاني، انهم يستعجلون الانتخابات لوضع البلاد على الخط الصحيح، وايقافها على قدميها، وتنشيط الاقتصاد، واخراج القوات الاجنبيه و..و.. والكثير من الوعود الفارغه. وها قد مر ثلاثة اشهر منذ ان حصلوا على الاغلبيه عن طريق النصر(التزوير) الكاسح. ولا زال الجعفري يصول، ويجول بتبريراته الفقهيه، وعباراته العامه، واشاراته المبهمه( ما بيجمعش) . ولعله لهذا السبب لم يفلح، ولن يفلح، لتشكيل حكومه وطنيه حقيقيه. لانه لا ينطلق من المفهوم الشعبي لكلمة "وطنيه" بل المفهوم الجغرافي، والاثني، والطائفي. وهذا حديث خرافي يجانب الولقع. فهل ينوي الجعفري ضم البعثيين وممثليهم؟ وكيف تتفق الدعوه لاجثاث البعث مع الالحاح على اشراك القائمه البعثيه العراقيه برئاسة علاوي التي تدعو صراحة الى اعادة البعث الى اجهزة الدوله المختلفه؟ انها محاوله لارشاء المعارضه البرلمانيه وشلها قبل ان تتشكل وضمان عدم المراقبه الشعبيه. ثم الم يدعوا ان قائمة الائتلاف تمثل الوحده الوطنيه فماذا ينتظرون اذن؟ اذا كلنت الاصوات لا تكفي لتمرير مشاريع قراراتهم فها هم قد كسبوا قائمتي "عراقيون"، والتحالف الكردستاني"، ويمكنهم ضم القوائم الصغيره الاخرى في البرلمان. ام ان هناك خطوط حمراء لوحدة الجعفري الوطنيه؟ اي طبخه لا وطنيه، وليس حكومه وطنيه.

هل يفكر السيد الاشيقر(الحعفري) باشراك الارهابيين، واعداء العمليه الديمقراطيه؟ام المجرمين الذين اطلقهن صدام من السجون؟ ام انها محاوله لتجميع كل القوى المعاديه لقوى التقدم، والديمقراطيه وعزل ممثليها، كما فعلوا ذلك سابقا، وساهموا في اسقاط ثورة تموز؟ هل اصبح ارضاء علاوي اهم من اعادة الحياة لبنية الخدمات الاجتماعيه المنهاره؟ ام هو جحود واضح، ونكران جميل فاضح، لمن ضحوا بارواحهم في سبيل الديمقراطيه في العراق، او الذين خاطروا بارواحهم، وخرجوا يوم 30 كانون الثاني، وانتخبوا قائمة الائتلاف؟

لماذا الاصرارعلى مايسمى اشراك كل مكونات الشعب العراقي ؟ عن اي مكونات يتحدثون؟ ولماذا الاصرار على الطائفيه، والعنصريه؟ لماذا لا يتم الحديث عن مكونات الشعب السياسيه؟ الكل انتقد، ولا زال ينتقد التمثيل القومي، والطائقي لمجلس الحكم. فلماذا الاصرارعلى الاستمرار بنفس التجربه اذن؟ لماذا لا يجري تجاوزها ليسجل التاريخ للجعفري وقائمته انه اول من شكل حكومة وحده وطنيه من ممثلي كل الاتجاهات السياسه؟ فالعرب، والاكراد، والصابئه، والايزيديه، والمسيحيين، وبقايا اليهود، والارمن، والاثوريين، والكلدان، والسريان، والتركمان، والاكراد الفيليه، وغيرهم، وغيرهم ليسوا نمطا واحدا. ولا يمكن لاحد الادعاء انه يمثل كل العرب، او كل الاكراد، او كل السنه، او كل الشيعه، او كل المسيحيين، او كل الصابئه، وهكذا.

ان فترة الحكومه الانتقاليه قصيره. ويمكن التعاون، والتحالف خارج اطار تشكيلة الحكومه. في البرلمان او عند اعداد خطاب الحكومه، او الموازنه التي تقترحها على البرلمان. ان معظم قادة قائمة الائتلاف كانوا في عواصم اوربيه، وخبروا هذه الامور. فهناك احزاب تساهم في الحكومه، واحزاب تدعم بعض قرارات الحكومه. ففي المانيا مثلا، يشترك حزب الخضر في الحكومه، وابرزهم وزير الخارجيه الالماني. اما في السويد فحزب الخضر(البيئه) يدعم، مع حزب اليسار حكومه الحزب الاشتراكي الديمقراطي ولا يساهمان فيها ولكنهما يضعان معا موازنة الدوله لكل دوره برلمانيه. ولكن الاشتراكي الديمقراكي قد يحصل على اغلبيه مع احزاب اخرى، كحزب الوسط، او حزب الشعب، او حتى المحافظين في امور الدفاع، اوالسوق الاوربيه المشتركه، او سياسة الهجره حيث يتقاطع بالكامل مع حلفائه في هذه الامور.

لا يمكن ضم كل القوى، ولا يمكن ارضاء الحميع. ولهذا سميت الديمقراطيه بحكم الاغلبيه، وتقوم الاقليه بالمعارضه داخل البرلمان حتى تحصل على اغلبية اصوات الناخبين فتحكم، وهكذا. ولا يمكن التحجج بوضع العراق، وظروفه الخاصه. بل العكس ان ظروف العراق، واوضاعه تتطلب الاسراع بتشكيل الحكومه لحل القضايا الانيه التي يعاني منها الشعب والوطن. بدل محاولة ارضاء، ومكافئة دعاة الارهاب وداعمي العنف الذين يريدون استمرار الوضع غير المستقرلتبريردعواتهم بان الديمقراطيه لا تصلح للعراق. ونعيد التاكيد على ضرورة وجود معارضه فعاله داخل، وخارج البرلمان لمراقبة اعمال الحكومه واثراء، واغناء التجربه بالنقد، وكشف الاخطاء. فهذه مهمة المعارضه في الانظمه الديمقراطيه، وليس الوصول الى صفقه معها من وراء ظهر الشعب، والاغلبيه المصوته لها. اي محاولة "تبويش" الانتخابات من اساسها، والخروج باستنتاج عن عدم ضروريتها ما دامت القوى تستطيع الوصول الى اتفاقات معينه. وهذا هو الاستنتاج الخطير الذي تريد ان تقودنا اليه القوى المتعنته. فاللون الواحد بالنهايه يعني الديكتانوريه حتى وان البسناه ثوب التوافق والوحده الوطنيه. نحن بحاجه الى الصوت الاخر، وبديله المقترح، ليرى الشعب بعينه، تجربه وفكرا، من الافضل. والمصلحه الوطنيه تقتضي المعارضه السلميه لمراقبة اداء الحكومه ولسد الطريق على المعارضه المسلحه، والمتطرفه. اضافة لما قلناه من ضرورة احترام نتائج الانتاخابات حتى يثق الناس بها، ويعتبروها وسيله فعاله لاسماع اصواتهم، وايصال ممثليهم الى البرلمان، والا يفقد المواطن ثقته بالعمليه الانتخابيه، ولا يتوجه لها وتسود السلبيه حركة الجماهير. والحكومه الجديده لا تستطيع ان تاتي بجديد فقانون ادارة الدوله موجود، وواضح، ولا يمكن تجاوزه لحين اعداد دستور جديد، واقراره من قبل الشعب. مهما حلم البعض، او منى نفسه بغيرذلك. ولعل تاخيراعلان الحكومه محاوله اخرى للتخلص من اختيار دستورعلماني ديمقراطي يفصل الدين عن الدوله.

الأهم الان، ايقاف المجازر الجماعيه، والقتل اليومي بحق شعبنا، والقضاء على الفساد الاداري، والمالي والخلل في عمل اجهزة الدوله، ومنع التسلل، والاختراق من قبل عصابات النظام السابق التي تتصرف كما هو واضح من تطور الاحداث وفق خطط مدروسه موضوعه سلفا لخلق فوضى عارمه في كل المجالات. ان تاخير اعلان الحكومه، والبدا باداره الدوله محاوله بائسه للتهرب من تحمل المسؤوليه، والقاء اللوم على الاخرين . فادعاء الطرف الاخر بعدم وحدته، او تعدد مرجعياته لعبه مفضوحه الهدف منها اطالة امد الانفلات الامني وخلق حالة الاحباط لدى الناس، وتاخير استقرار الاوضاع، وحرمان القوى المناضله من جماهيرها، وتقليل اهمية العمليه الديمقراطيه، والتبادل السلمي للسلطه.

ومحكمة المهداوي، لمن لم يسمع بها، هي محكمة الشعب التي شكلت بعد ثورة تموز 1958 لمحاكمة رموز النظام الملكي العميل. وبعدها الخونه، والمتامرين على الثوره من امثال عبيد السلام عارف، وناظم الطبقجلي، والشوف، وغيرهم. وكان يراسها العقيد فاضل عباس المهداوي الذي امتلك شخصبه تهكميه وسخريه لاذعه فاطلق الشعب اسمه على المحكمه. فعرفت باسم محكمة المهداوي. وقد اعدم مع عبدالكريم فاسم على يد الذين حكمهم المهداوي بالموت، وعفا عنهم قاسم.

طبعا ليس هناك مقارنه بين مناضل(متحدث اسلامي اصح) مثل الدكتور ابراهيم الجعفري، وجلاوزة العهد الملكي، اوالمتامرين ضد ثورة تموز. المقصود هنا محكمة الشعب الانتخابيه القادمه حيث سيتذكر"امل ان يتذكر" المصوتين لقائمة الجعفري، وحلفائه اين انتهت ثقتهم به. حيث تحولت اهتماماته من تلبية رغبات، واحلام المصوتين الى ارضاء هيئه علماء المجرمين.

والحر تكفيه الاشاره!!!
ملاحظه: آمل ان يعلن تشكيل الحكومه قبل نشر المقال. ليحكم الشعب بعدها على ادائها "التوافقي"!
رزاق عبود
18/4/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا داخل مستشفى إماراتي عائم مخصص لع


.. تساؤلات عن المسار الذي سيسلكه الرئيس الإيراني الجديد في العل




.. وفود إسرائيلية وأميركية في مصر.. هل الاتفاق بشأن هدنة غزة با


.. مراسلتنا: قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدتي حانين وعيترون ج




.. 5 مرشحين يدعمون القضية الفلسطينية فازوا بمقاعد في مجلس العمو