الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انين يُسمع من أدراج الأدباء البصريين

عادل علي عبيد

2013 / 5 / 28
الادب والفن



ذلك التصادم والتقارع والتماحك بين الضجيج والعجيج والطنين والأنين هو ما يتلبس هاجس الليل الطويل بعد أن يجتاز جبروت السكون ويخترق أسطورة العدم الكوني .. فثمة مسافات تذعن لتلك السطوة الجائرة التي يرسلها بتحد ذلك الظلام المدلهم وهو يعلن عن جبروته و يسحق كل الشواخص .. سكون كسكون المقابر يسيح على الأعتاب الباردة والدكات الواجمة .. البيوتات التي امتطت حلة الأجل وهي تشهر راياتها وتلوح متغالية بأنها حققت كذا منجز .. حينما تحرى ذلك الناسك عن اصل ذلك الهدير الممل والذي ينشط في الليل فقط قال له احد الحكماء : سيدي تلك هي مسودات وأعمال أدباء البصرة والتي قبعت في أدراجهم منذ قرون خلت من دون أن تبصر نورا او بصيصا يقودها إلى عالمها المنشود . قارئي العزيز ليست القطعة التي سبقت هذا الرأي هي من الأحاجي والألغاز ، بل بقدر ما حاولنا من خلالها أن نعكس ونبين حجم المعاناة الكبيرة التي حالت دون نشر وترويج أعمال ومسودات ونتاجات أدباء البصرة ، وفي كافة التصنيفات الأدبية في القصة والشعر والمقالة والدراسة والنقود والمسرحية الخ .. ولا أخفيكم أن هناك معاناة أخرى من خلال مخطوطات كثيرة بقيت تنتظر النشر ، حدثني عنها يوما المرحوم المؤرخ حامد علي البازي والراحل غالب الناهي والأستاذ حسن عبد الواحد المظفر نجل المرحوم العلامة الشيخ عبد الواحد المظفر صاحب المؤلفات المعرفة ، إضافة إلى رجل اتصل بي من أهالي حمدان يحتفظ بمخطوطات عن تاريخ البصرة ، وأخيرا ما حدثني به الشاعر هاني جاسم عن احتفاظه بمخطوط كبير لأحد مثقفي البصرة ممن فارق الحياة .. فضلا عن معلومات تحدث عنها الشاعر حسين فالح نجم وإحسان وفيق السامرائي وآخرون.. وعلى الرغم من أن هذا الكلام هو قديم جديد ، إلا أن أملنا الوحيد تحدد يوما بدور دائرة الشؤون الثقافية ، والتي حقيقة كانت تخيفنا ، لاسيما وان من توالى عليها كان يؤلف عندنا ما يشبه السطوة ، او ضرورة او يتناسب المخطوط المقدم إلى أدبيات تخضع لسلسلة من الموافقات التي كانت ترسم او ترتبط بسياسة الدولة ، وهي سياسة تعبوية تتناسب مع الظروف السياسية الراهنة . ولا أخفيكم أن مشكلة النشر والتوزيع هي مشكلة قديمة على الرغم من نجاح دور النشر النجفية في خمسينيات القرن المنصرم وبعدها هيمنة الناشر عمر ابو نصر وهو ناشر عربي على سوق الكتاب العراقي ، وتحرش دار الخاقاني والقاموسي والتربية وصولا إلى دار الجيبجي برعاية الأستاذ الراحل هاشم الحكيم والتجربة التي قام بها الأستاذ جاسم المطير من خلال المكتبة العالمية . وحقيقة أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع ، وهي تحاول جاهدة انتشال الكتاب العراقي من مهاوي النسيان .. وجاءت الدار الوطنية والدار العربية كحالة خاصة ومتخصصة في نشر الكتاب (الرسمي / الحزبي / الخاص) .. والكل من إخوتي الأدباء يدرك حجم المعاناة الكبيرة للنشر ، والذي تحدد وفق طقوس وانتقالات كثيرة معروفة ، مثل إصدارات حربية ثمانينية او مطبوعات خضعت لسني الحصار والمواجهة ، وتسميات خضعت لعوامل إعلامية سلطوية . وبعد الاحتلال شهدت أسواق النشر العراقية القليلة إعادة نشر المؤلفات الممنوعة والمحظورة وترويج المطبوعات التي تتناسب طبعاتها مع سياسة تنشرها دور ومراكز معينة ، وعلى الرغم من كمية المعارض التي استقدمها العراق ، وهي معارض كبيرة وضخمة ومن مختلف دول العالم ، إلا أنها عنيت بترويج الكتب ذات الأسماء الرنانة دون الاهتمام بطبع المنتج الأدبي المحلي ، بل وصل الأمر إلى أن حدثني البارحة الأستاذ بهاء حمزة عباس على نيته الاتصال بأكثر من ثمانين دار ومكتبة نشرية على أمل استحداث معرض ثابت لها على ارض البصرة وهو يعني ما يقول .
أستطيع أن أقول وبفخر وبشرف ايضا إن المنجز الذي قامت به شركة آسيا سيل للاتصالات (مشكورة) بطبع نتاجات الأدباء في البصرة لهو ما يسجل إلى هذه الشركة ولدورها وتاريخها ، فاسمحوا لي ونيابة عن إخوتي في اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة أن أتقدم بالشكر الوافر لهذا الدور الكبير والذي عجزت عنه جهات مسؤولة ومتخصصة .. وان أشيد بدور الصديق والقاص المبدع الأستاذ علي عباس خفيف الذي بذل جهدا مشهودا في هذا المجال وبوركت جهود المخلصين الأوفياء .. ويد الله مع العاملين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا