الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلدية بيت لحم في الزنزانة

عطا مناع

2013 / 5 / 28
حقوق الانسان



في الانتخابات البلدية قبل الأخيرة انتخب الدكتور فكتور بطارسة رئيساً لبلدية بيت لحم، اعرف تمام المعرفة أن هذا الرجل نظيف اليد ووطني شريف وينتمي لبيت لحم كجزء من الوطن، وأنا هنا لست بصدد الحديث عن مزايا الدكتور بطارسة لان الحديث سيطول، وموضوعي ما يحدث في بلدية بيت لحم في هذه الآونة.
كافة تجار السياسة والاقتصاد والتطبيع قاطعوا الدكتور بطارسة، وجهوا له اهانات كما اعتقدوا، منعوه من المشاركة في النشاطات التي تحدث في مدينته، وعندما زار سيء الذكر الرئيس الأمريكي جورج بوش مدينة بيت لحم منع الدكتور بطارسة من التواجد كرئيس للبلدية وإذا لم تخني ذاكرتي منع من الخروج من بيته وحلت محلة وقتها وزيرة السياحة والآثار خلود دعيبس، وقتها تضامن محافظ بيت لحم صلاح التعمري من الدكتور بطارسة.
انتهت فترة الدكتور بطارسة والبعض يعتقد أن بيت لحم ستدخل في مرحلة جديدة مشرقة، وتناسى هذا البعض أن المؤامرات والدسائس وتشويه الآخر لا يمكن إلا أن تكون أسلوب حياة وهي لست مجرد صفحة يمكن أن تطوى بسهولة، وهذا ما يحدث في بلدية بيت لحم ومدينة بيت لحم المظلومة برجالها الذي سلموا مفاتيحها لأستاذة العبث.
قبيل الانتخابات الأخيرة قلنا أن سقف الوطني هبط لصالح العشائري، والعشائرية هنا يمكن أن تكون سياسية، ومفهوم العشائر تتفرع عنة القبائل، وقتها اعتقدت الفصائل وبالتحديد حركة فتح أن الانتخابات مقاعد وحسم، وكانت أكثر من كتلة لحركة فتح في بيت لحم ورموز هذا الكتل قادة في الحركة، وما حدث في بيت لحم انسحب على بيت ساحور حيث دخلت فتح والجبهة الشعبية وفصائل اليسار في هذه اللعبة الخطيرة لنرى العديد من الكتل المدعومة من جهة واحدة.
انتهت المعركة الانتخابية بكل ايجابياتها وسلبياتها، وجاءت فيرا بابون كخيار فتحاوي لرئاسة المجلس البلدي، هذا المجلس الذي فيه العديد من العيون المتطلعة لكرسي الرئاسة لاعتقادهم أنهم أحق من فيرا بابون بكرسي الرئاسة ، وفي التحليل النظري أن خيار حركة فتح رن تكون فيرا بابون لرئاسة البلدية كان خياراً فيه بعض الخطأ، وهنا لا نمس شخص السيدة رئيسة البلدية على اعتبار أن الحديث موضوعي ومحايد، وللتأكيد على وجهة النظر هذه فان رئيسة البلدية شخصية أكاديمية محضة ليس لها باع طويل في العمل الاجتماعي والإداري، والمقصود بالإداري بلدية بيت لحم هذه البلدية المعقدة حيث أنها تشكل مركز المحافظة ويؤمها الناس من منطقة الجنوب إضافة إلى التعقيدات المتعلقة بالإدارة اليومية والمباني والمصالح الوسخة لبعض رموز القطاع الخاص .
بدأت المشاكل في اليوم الأول، وتعمقت التناقضات في المجلس، حركة فتح والفصائل الأخرى ومحافظ بيت لحم يتفرجون سوى بعض التحرك الضعيف من هنا أو هناك، حجم التسارع في تعميق الأزمة يدلل أن وراء الأكمة ما وراءها، وأصبحت جلسات المجلس البلدي تطرح في الشارع، من المسئول؟؟؟؟؟ من وجهة نظري غير مهم، طرحت أسماء شركات ومنها شركة أي سي سي كقطاع خاص دخلت على خط عيد الميلاد المجيد من الناحية المالية، وتم الحديث عن مسيرة تطبيع وتجميل الجدار وان إسرائيليين سيشاركون في هذه المسيرة، تم الحديث عن راتب رئيسة البلدية وعن التوظيف وان رئيسة البلدية وقد يكون غيرة من أعضاء المجلس يقادون من الخارج.
حرقت الطبخة، والمحافظ غائب عن المشهد، يتدخل في بعض الأحيان، ورئيسة البلدية جاءت كخيار واضح لحركة فتح التي فازت في الانتخابات، لكن الإشكاليات في وسط الحركة مع أعضاء محترمين ينتمون لحركة فتح لتستمر الأمور حوالي الثمانية أشهر وهي عمر المجلس البلدي الحالي.
كما أسلفت، كأن المجلس يجتمع في الشارع، هذا أدى لتفاعل الأوضاع وانعكاسها على المحافظة، وكان التفجير في الأسبوع الماضي عندما رفعت رئيسة بلدية بيت لحم وبصفتها الشخصية قضية بحق السيد ماهر ألقنواتي عضو المجلس البلدي وموقع الزيتونة الإخبارية الذي يديره الزميل الصحفي إياد حمد وشاب من مخيم الدهيشة هو الشاب محمد عبيد.
كان تصرف السيدة رئيسة البلدية متسرع، فرئيسة البلدية صدرت الأزمة للخارج دون الرجوع للمجلس البلدي، وفي هذا السياق سأخرج الشاب محمد عبيد من هذه المعمعة لاعتبار أن زجه في تناقضات رئيسة البلدي حرف القضية عن مسارها ودفع باتجاه التعصب.
ذهب الجميع للتحقيق والهدف ماهر ألقنواتي عضو المجلس البلد، وقبل أمر وقفة كانت هناك جهود استمرت حتى ساعات الفجر لإنهاء الموضوع، وحسب احد الأصدقاء وهو محامي قال لي أن ألقنواتي سيسجن، كان القرار جاهز منذ الصباح، وقال على لسان احدهم هي"فركة ذان" يا سلام شو يعني فركة ذان ، وكأن القرار بالتدخل السافر في الأزمة قد اتخذ، وبالفعل اعتقل عضو المجلس البلدي بتهم لا اعتقد إنها مقنعة للمواطن والمتابع، وباءت كل الجهود بالإفراج عنة بالفسل ونام في السجن، والمجلس البلدي عجز عن الخروج بموقف، هنا ينتهي النص، ولكن.
اعتقد أن الأزمة لن تنتهي بفركه ذان كما قال لي صديقي، وان الأزمة صدرت للخارج، وان مدينة بيت لحم اكبر من كل المهاترات التي تحدث، وخاصة أن ما حدث مع ماهر ألقنواتي سابقة في بلدية بيت لحم، وان الموضوع ليس السيد ماهر ألقنواتي ولكن الصفة الاعتبارية للسيدة فيرا بابون كرئيسة للبلدية تفرض عليها مهما كانت التناقضات في المجلس البلدي أن تسجن زميلها، ولذلك،
معالجة مشكل بلدية بيت لحم لا تكمن في إصدار بيان لكتائب شهداء الأقصى الذي نفته حركة فتح، ولا يمكن أن تحل بسجن عضو مجلس بلدي"فركة ذان" هذا مؤسف لأنني اعرف أن هناك في المجلس أعضاء يحترمون أنفسهم ولا يقبلون استخدام السلطة القضائية في الصراع الدائر.
مهم جداً استقلالية المجلس البلدي وتركة في حالة وعدم التدخل في شؤونه، وهم جداً عدم دعم طرف على حساب طرف هذا إذا كان هناك أطراف، ومهم جداً أن تفهم رئيسة البلدية بصفتها الرسمية أن القانون هو الذي يسير عمل المجلس، وعلى كافة أعضاء المجلس أن يعتمدوا القانون في اتخاذ القرارات وهذا ليس باختراع لان القانون وجد كحكم بين الأعضاء.
في المحصلة: هذه بيت لحم، لا تقبل العبث، من المهم أخراجها من دائرة الخصخصة واستغلال الشركات، ومن المهم الابتعاد عن المنهج السياسي في إدارة البلد وان السياسي وجد لدعم المدينة وبلديتها وأداءها في خدمة المجتمع المحلي.
مهم جداً لأعضاء المجلس البلدي عدم اللجوء للقضاء في حل مشاكلهم واقصد هناك السيدة رئيسة البلدية التي نحترمها ونجلها، ومهم أبعاد العسكرة عن بلدية بيت لحم، معرف أن الخارطة معقدة لكن يا جماعة هذه مدينة بيت لحم، وللحديث موجه للذين يعبثوا بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ديلي ميل: تحقيق يكشف تورط خفر السواحل اليوناني بقتل عشرات ال


.. مؤسس نادي كرة قدم للمكفوفين في العراق يروي قصته بعدما فقد بص




.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي


.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف




.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار