الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البومة قصة: روبرت فالزر

خليل كلفت

2013 / 5 / 28
الادب والفن


ترجم: خليل كلفت
بومة، داخل جدار متهدِّم، قالت لنفسها: أىُّ حياة مرعبة. كان يمكن لأىِّ واحدٍ أن يفزع، لكنى، أنا صبورة. أُخْفِضُ عينىّ، وأنكمش. كل شيء فىَّ وعلىَّ يتدلَّى مثل أستار رمادية، ولكنْ فوقى، أيضا، تلمع النجوم؛ ومعرفتى لهذا تُقَوِّينى. ويغطينى ريش كثيف: بالنهار أنام، وبالليل ها أنا مستيقظ. وأنا لا أحتاج إلى مرآة لأكتشف كيف أبدو: الإحساس يُخْبِرُنى. ويمكننى أن أفكِّر بسهولة فى وجهى الغريب.
يقول الناس أننى قبيحة. ولو عرفوا أىّ ابتسامات أحسّ بها داخل روحى، ما كانوا ليعودوا يهربون منى فى فزع. لكنهم لا ينظرون إلى الداخل، ويقفون عند الجسم، الملابس. ولعلنى أقول إننى كنتُ ذات يوم صغيرة وحلوة، غير أن هذا يجعل الأمر يبدو وكأننى أشتاق إلى الماضى، وليست تلك طريقتى. فالبومة، التى مارست ذات يوم أن تكبر، وأن تعانى مرور الزمن وتغيُّره بهدوء، إنما تجد نفسها فى كل لحظة حاضرة.
وهم يقولون لى: "الفلسفة". لكن الموت الذى يأتى قبل الأوان يلغى الشيء الأخير. والموت ليس بالشيء الجديد على البومة، فهى تعرفه من قبل. ويبدو الأمر وكأننى سيدة متعلمة، تلبس نظارة، ويوجد شخص ما مهتم بى إلى حد أنه يزورنى من وقت لآخر. إنه يجدنى متآلفة. وهو يقول لى أننى شخص لا يُخَيِّب ظنه. وبطبيعة الحال فأنا لم أفتنه أيضا. وهو يدرسنى بعمق، ويُمَلِّس على جناحىَّ، ويأتينى بحلوى أحيانا، ليُبْهِجنى بها، فهكذا يتصور، أكثر الإناث جدية، ولا يرتكب أىّ خطأ. وأنا أقرأ الآن شاعرا تجعله براعته مناسبا لأن يستوعبه البوم. وهناك شيء حلو فى أسلوبه، شيء ما خفىّ، غير قابل للتحديد، وأقصد أن أقول، إنه يلائمنى. وذات يوم كنتُ فاتنة، وكنت أضحك وأغرِّد بالنكات وأُلْقِى بها فى وجه اليوم، وأَدَرْتُ رؤوس شبان كثيرين. والآن تبدو الأمور مختلفة، وفى الحذاءيْن اللذيْن ألبسهما ثقوب، وأنا عجوزة، وأجلس وأقول لاشيء.
1921








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي