الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الإخوان والإعلام وحماس ومصير الثورة

رضوى الأسود

2013 / 5 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



لن أستغربُك إن بدأت تقول -ولو بمرارة الهزيمة أو الإحباط أو حتى من قبيل الكوميديا السوداء- عبارات على شاكلة "إحنا آسفين يا ريس" أو "يوم من أيامك يا مبارك".
لن أتعجب من أمرك أيها الثائر الذى لازمت الميدان ثمانية عشر يوماً حتى خلعت مبارك، مثلما لن أتعجب إن إستقرت مثل تلك العبارات فى قرارة وجدان من نسميهم بـ "حزب الكنبة" حتى وإن كانوا قبلاً قلباً وقالباً مع الثورة ومطالبها المشروعة من "عيش وحرية وكرامة إنسانية وعدالة إجتماعية".
فى الحقيقة هذا المقال ليس دعوة لليأس أو تبرير للإحباط، لأن اليأس جريمة لا تُغتفر فى مثل تلك المرحلة التى نمر بها جميعاً، ولكنه رصد مؤلم لحالة بدأت منذ حوالى عشرة أشهر هى مدة حكم "الإخوان"، أو فلنقل حينما إستفاق الشعب المصرى وأدرك بشكل قطعى أن من يحكم مصر الآن جماعة سرية تعمل تحت الأرض، بل هى منظمة إرهابية دولية تعتمد التصفية الجسدية أو على أقل تقدير التشويه الشخصى لكل من يخالفها الرأى أو يحاول كشف مخططها من نشطاء وإعلاميين وقُضاة وقادة جيش. وهذا ما حدث بالفعل فى مسلسل مستمر منذ أول يوم لهم وحتى الآن من تصفية وإعتقال شباب الثورة وتكدير رموز الإعلام بجرهم كل فترة فى قضايا ملفقة على شاكلة "إهانة الرئيس" و"إشاعة أخبار كاذبة" ....الخ.
ماذا بقى من الثورة؟
سؤال نسأله لأنفسنا كل يوم، متخوفون من إجابة ربما باتت تسكننا، تُسيطر على من تملّك منه اليأس والإحباط، ويرفضها ويتجاهلها كل من لديه بقايا من أمل وإيمان بقوة الإرادة الشعبية ويقين تام بأن النصر آت لا محالة.
الثورة لم تنته، لم تمت، بل إنها بدأت، وهذه المرة مسارها صحيح لأنها استوعبت الدرس جيداً. الثورة مستمرة فى كل قلب نابض بالحلم .. فى كل روح حرة .. فى كل فِكرٍ كَفَر باليأس وقرر ألا يستسلم وألا يُسلم مصر ذبيحة حية تنتهك وتباع أجزاءاً للصهاينة ومواليهم.
فى الواقع نحن فى مرحلة من الثراء بمكان أستطيع فيها أن أقول أنها مرحلة تَكَشُف وإنكشاف بإمتياز لحقائق عديدة كانت مخفية وكانت ستظل مطمورة لولا تَقَلُد "الإخوان" للسلطة. نعم .. رب ضارة نافعة!
قل لى كيف كان من الممكن معرفة طبيعة ذلك التنظيم العصابى ومراجعة تاريخهم الإجرامى لولا ظهورهم على السطح وجلوسهم فى سُدة الحكم؟ من كان يستطيع تَفَهُم دورهم التخابرى مع أمريكا وإسرائيل ومن قبلهما إنجلترا .. الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس لكنها لا زالت حليف قوى لأمريكا؟
إن البطل الحقيقى فى ثورة 25 يناير بعد شبابها الحر، هو الإعلام الذى كشف لنا كل ذلك والذى يقف بالمرصاد لتلك الجماعة وعلاقاتها المشبوهة ومخططها الذى يقوم على هدم كل مؤسسات الدولة من قضاء وشرطة وجيش وإعلام حتى يبنى مشروعه "الإسلامى"!
للأسف كانت المعارضة والمتمثلة تحديداً فى "جبهة الإنقاذ" أكبر إنقاذ للإخوان، جبهة مدجّنة لا تقدر على فعل شىء حقيقى ملموس. ربما لم يكن أفرادها البارزين وقد تعدوا جميعاً سن الكهولة وربما الشيخوخة على قدر كافٍ من الثورية أو ربما تخوفوا من إتهامهم بأنهم طامعوا سلطة، خاصة أن أكثر من واحد منهم كان مرشحاً سابقاً للرئاسة، ولكن أياً كان السبب فلن يغفر لهم التاريخ، كما لا يغفر لهم الشعب الآن رخاوتهم وعجزهم التام.

حماس وخسارة القضية الفلسطينية
كانت مصرعلى مدى عقود طويلة المحارب بالنيابة عن الشعب الفلسطينى، وقد دفعت الثمن غالياً من إستقرارها السياسى وقوت شعبها، فدخلت فى 4 حروب بالإضافة إلى حرب الإستنزاف. كانت غالبية البيوت المصرية تحتفظ فوق أحد جدرانها بصورة للمسجد الأقصى أو بملصق يحمل عبارة "القدس عربية" يعلوها العلم الفلسطينى، كان معظم مكتبات الفيديو المنزلية تحوى على الأقل فيلماً وثائقياً عن مذبحة دير ياسين أو مشاهد لتكسير عظام أطفال الحجارة بأيدى الصهاينة.
الآن وبعد تكشُف الحقائق بفضل الإعلام المقروء والمسموع الذى كشف دور حماس، فرع الإخوان فى فلسطين قولاً واحداً، التى توجه مقصلتها وأسلحتها لصدور المصريين منذ بداية الثورة وحتى الآن بدلاً من توجيه ضرباتهم لمغتصبهم، ناهيك عن تعاونهم معه، مثلهم مثل "إخوانهم" فى مصر، هذا بالإضافة إلى تردد أنباء من مصادر موثوقة عن دورهم فى إختطاف وقتل الجنود المصريين فى رفح.
هم يردون الجميل لمرسيهم الذى أطلق سراحهم من السجون، والذى يحرِم المصريين من السولار مغرقاً مصر فى الظلام والإقتتال لينير غزة.
للأسف الشديد وبمرارة أشد، أستطيع أن أقول أن المصريون بات لديهم ثأراً مع "حماس" وأن الفلسطينيون جميعاً قد خسروا ربما إلى الأبد تعاطُف وتضامن مصر مع قضيتهم، فالسيئة تَعُم، وقد أضرتهم "حماس" وضربت مصلحتهم فى مقتل حينما نسيت أن عدوها هو إسرائيل وليس مصر، وأن نجاح "الإخوان" فى ظروف إستثنائية فى حكم مصر لن يستمر دهراً.
وعلى الرغم من أن المعروف الآن والذى تم الكشف عنه أقل بكثير مما يرقد فى القلوب وعلى أطراف الألسن، لكن يكفينا مثلاً ما يقوله خبراء إستراتيجيون وجهاء من أمثال "محمود زاهر" الذى تكلم عن نشأة "الإخوان" وكيف أن بريطانيا حينما فكرت فى زرع الكيان الصهيونى وكان ذلك فى أواخر القرن التاسع عشر، ثم تبلورت الفكرة فى بداية القرن العشرين وتحديداً عام 1907 ، كان لزاماً لإنجاح هذا المشروع الإستعمارى زراعة كيان موازى من النسيج العربى الإسلامى يضمن ولائه وتعاونه لبقاء تلك الغصة فى حلق الوطن العربى كله .. فكانت فكرة "الإخوان المسلمون"، الذى تم تجهيز هيكلها التنظيمى وفكرها الذى ينبع من قلب الإسلام ليكون غطاءاً مشروعاً لكل ممارسة طالما تتم باسمه، ويكون العثور على حسن البنا بعدها بسنوات ليكون بطل تلك الخطة الجهنمية. وهذا ما يفسر سر تعاون الإخوان المبكر مع الإنجليز وعدم الصدام معهم حينما كانت مصر كلها تجاهد ضدهم وتنتفض من أجل جلائهم عنها.

حينما بدأت كتابة المقالات السياسية مع بداية الثورة، وكانت تلك نقطة فاصلة ومُلهمة فى مسار كتاباتى التى كانت تقتصر على الأدب والنقد فقط، كان ثانى مقال لى بعنوان "رِهان الحرية"، وفيه راهنت على إرادة الشعب المصرى، وأنا الآن برغم تغير الظرف من حكم العسكر إلى حكم "الإخوان" لا زلت أراهن على تلك الإرادة التى ستُركِع أطراف المؤامرة الدولية الكبرى من أمريكا وإسرائيل والذين يوالونهما مثل قطر التى تحلم بالريادة بعد سحبها من مصر، وتركيا التى على إستعداد لفعل أى شىء لدخول الإتحاد الأوروبى، الحليف السرى لأمريكا.
إنزل وشارك فى إسقاط النظام الفاشل الفاشى العميل يوم 30 يونيو .. وربما قبله .. يعلم الله.
وحدها إرادتك الحرة ستكتب أهم صفحات التاريخ.

الثورة هى الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدتي الفاضله
جان نصار ( 2013 / 5 / 28 - 19:20 )
اسمحي لي بالاعتراض على نقطه جدا هامه مصر حاربت اربع حروب للدفاع عن امنها وكرامتها وليس للدفاع عن فلسطين.هل العدوان الثلاثي كان للدفاع وتحرير فلسطين ام عن كرامة وشرف مصر.وبقية الحروب كانت حق طبيعي للدفاع عن النفس وفلسطين هي الشماعه التي تعلق عليها الاخطاء. الفلسطينين يدافعون عن شرف الامه العربيه والاقصى هو لكل المسلمين .نقدر الشعب المصري ونقف معه مثلما وقف معنا لكنه دافع عن شرفه في الحروب.حماس هي ليست فلسطين مثلما الاخوان هم ليسوا مصر.
انا معك الثوره هي الحل
قلوبنا معكم ان مصر هي قلب العروبه وتعز علينا بمقدار معزتنا لفلسطين.
تحيه مهذبه مع كل الحترام


2 - تعقيب
ابو طاهر القرمطي ( 2013 / 5 / 29 - 06:02 )
كانت مصرعلى مدى عقود طويلة المحارب بالنيابة عن الشعب الفلسطينى هذا الكلام غير صحيح ومن اكبر كذب التاريخ،مصر كما الاردن هي التي ضيعت غزة في حرب67والاردن ضيع الضفة وحرب73كانت حرب تحريك كما اعترف الفريق الشاذلي احد قادتها ،فرجاءا لاتمنوا على الشعب الفلسطيني وتقول انكم حاربتم عنه أنتم من ضيعتمونا وما زلتم تتاجرون بقضيتناوالشعب الفلسطيني مازال يقاتل وبالنسبة لحركة حماس لاتمثل الشعب الفلسطيني من قريب او بعيد وهي فرع للأخوان المتصهينين المصريين

اخر الافلام

.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi


.. لماذا طالب حزب العمال البريطاني الحكومة بوقف بيع الأسلحة لإس




.. ما خيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة عمليات الفصائل الف


.. رقعة | كالينينغراد.. تخضع للسيادة الروسية لكنها لا ترتبط جغر




.. Algerian Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الجزائر