الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداءُ لا يصلحُ دواءً

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2013 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


جرت العادة للتفريق بين وجهة نظر المتشائم عن المتفائل في الزاوية التي ينظر منها كلٌّ منهما إلى القدح المملوء إلى نصفه . المتشائم ينظر إلى النصف الفارغ من القدح ، بينما المتفائل ينظر إلى نصفه المملوء .

لا شك أنّ كلا وجهتي النظر يعبران عن قصر نظر ، إذ لا تعادل لكفتيّ الميزان ما لم توضع المكاييل في طرفيه . كذا درج جميع الكتاب والمحللين السياسيين على قصر النظر ذاته في تحليلهم للوضع السياسي العراقي . الإرهاب ، الفساد المالي والإداري ، الأزمات المختلقة ، بإتجاه الحفاظ على الجو السياسي عكراً ، وتصعيد وتيرة الخلافات بين الكتل السياسية . كلها أمراض تنهش في جسد العراق والعراقيين ، والكتاب والمحللون منقسمون إلى مَن يفسّر جميع تصرفات الحكومة ، من وجهة نظر متفائلة ، بإتجاه فرض حكم القانون وتعزيز سلطة الدولة ، وحل تلك المعضلات ، بينما القسم الآخر يعلّق كل الأوزار على عاتق الحكومة ويخلص ، بدون وعي أو بجهالة ، إلى تسطير مقترحات الحل ويطلب من " الحكومة " تنفيذها لإيصال البلاد إلى برّ الأمان !

لا ينظر أحدٌ إلى القدح كاملاً !!! كيف ، يا تُرى ، نتوقع من الحكومة ، ورأسها بالذات ، العلاج وهي سبب الداء ؟ المالكي هو الذي هرّب كلاً من فلاح السوداني وأيهم السامرائي ووحيد كريم وعادل محسن . المالكي هو الذي تستر على أفعال طارق الهاشمي حتى تمكن من الهرب ، المالكي هو آخر مَن إلتقى جلال الطلباني ، ويقال أنّ مشادة حصلت بينهما بشأن أهل الموصل ( السنة ) مما سببت للطلباني ما حصل ، المالكي هو الذي يعترف أن لديه ملفات فساد في جميع الوزارات وعلى الأخص وزارة الدفاع و بمليارات الدولارات ، و لا يكشفها . المالكي يعترف بمعرفته بقاتل " الطفل الذي نشرت صورته " و يتستر عليه . المالكي هو الذي دفع العلاقة بين المركز وإقليم كردستان إلى التأزم ، ليس بعدم تطبيقه للمادة 140 من الدستور بشأن وضع كركوك فقط بل بتأسيسه قوة عمليات دجلة وإرسالها إلى المنطقة الشمالية " المناطق المسماة بالمتنازع عليها " بدون التنسيق مع سلطة الإقليم ، بل وإصراره على التلويح بالحل العسكري ، المالكي كوزير للداخلية والدفاع ليس فقط لم ينجح في فرض الأمن والإستقرار بل بالعكس ، فأغلب الظن ، أنه يسهل على الإرهابيين تنفيذ جرائمهم ، و الوقائع تشير إلى أنه ربّما يمهّد لها ، فما إلغاء الحراسات عن المنطقة المحيطة بوزارة العدل قبل يومين من الهجوم المسلّح الذي تعرضت له إلاّ قرينة على أن الموضوع كان مدبّراً و بتواطؤ مع مَن في مكتب مجلس الوزراء ، وكذا ما روجته الأخبار من إرسال أزلام من قوات ( سوات ) التابعة للمالكي إلى الحويجة والذين قاموا بإطلاق الرصاص على الجيش لخلق مبررات تلك المجزرة البشعة ، و أيضاً ما قامت به " ميليشيات " بإختطاف المسافرين الأبراياء عند الكيلو 160 في الرمادي وقتلهم ، ثمّ قيام القوات الأمنية بعملية تشبه ( التخت رمل ) بإكتشاف موقع الجثامين في الصحراء الواسعة بتلك السرعة المذهلة ، مما يثير الظن أن " العصفورة " أخبرت تلك القوات أين تفتش ، وبعد كل ذلك التعتيم الرسمي على مجريات التحقيق الذي كان المفروض إعلان نتائجه للجمهور . تصرّفات كلها مشكوك فيها أنها مدبّرة و متتابعة ، الغرض منها إستنزاف الطاقات المتبقية لدى أبناء الشعب بتوجيه أذهانهم إلى ( القاعدة ) وحرف الحقيقة عن فاعليها . فكيف يا ترى يصلُح الداءُ دواءً ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا