الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تُصبحون على قتل..

واصف شنون

2005 / 4 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


واصف شنون
تُصبحون على قتل.....

(لم أكن أدري
ان ما قطعته ذاهباً
كان طريق الإياب
وان احلامي ورائي
وأنني لم أكن غير ظلٍ يمشي
لرجلٍ واقف )
عبد الكريم كاصد


وصلني نداء حزين من أصدقاء قدامى لم ارهم منذ 1991، قرأتُ ندائهم الموجع في إستنكار تعيين احد قوادي عدي في موقع مدير الإعلام لوزارة التربية وترأسه للجنة إعادة المفصولين السياسين في زمن البعث ...!! وليس لي رد ولا مشاكسة فلا آمل في كل النخب السياسية هناك وقد اتعبني كثيرا
ان امي حسيبة قد ولدتني في العراق ولو كانت تعرف بالذي سيجرى عليَّ لما منحت نفسها ل(حسن) ابي....في ليلة من ليال الهدوء الجنوبي...عموما ً ما يشغل البال الان هو ثقافة القتل والذبح وشيوعها غير المعتاد لدى اوساط عراقية محددة وفقدان الانسان هناك لجوهره كقيمة عليا وانحداره المشين فعثور الشرطةالعراقية على ثمان وخمسين جثة لعراقيين قتلوا وذبحوا وكان بينهم اطفال يأخذنا الى مديات مغلقة ....وكلما امعنا التفكيروتسائلنا كم من الوقت يستغرق قتل 58 شخصا ثم نقلهم ورمي جثثهم في النهر ؟ فلعل احد شيوخهم الآتقياء قد نصحهم
قائلا عليكم بالنهر فالدفن وان كان جماعيا سيبدد وقتنا الثمين !!
ايُ عمل مضني ليس لبشر القدرة على وصفه ؟ وان كان السبب في قتلهم والتشنيع بجثثهم هوالاختلاف في الدين والمذهب والطائفةوالسياسةوالفكروالطبقة والعشيرة مع البالغين من المغدور بهم فأي نوع من الخلاف مع اطفال صغار ولدوا وليس بمقدورهم الاختيار ....اختيار الدين والمذهب والطائفة بل هذا البلد القاسي برمته....الخ؟ إنها روحية النقص الانساني الذي يدفع الى الإنتقام المقيت الأعمى...هل سأل الذابحون الآطفال الذبائح إن كانت مودتهم تجاه عمو صدام اكثر ام الاميركان؟
هؤلاء الجناة سراق الحياة والطفولة حينما عادوا الى بيوتهم بعد جهادهم المبين في الذبح وتمزيق الأشلاء وإغراق الجثث تناولوا وجباتهم الغذائية وآدوا صلواتهم في أوقاتها وسامروا اطفالهم وذويهم وحمدوا ربهم على نعمته ونصرته لهم على اعدائهم من الكفار الاطفال المدججين بسلاح البراءة الناصعة والخوف الرهيب من لمعان السكاكين الحادة والوجوه المظلمة
ثم قبل النوم اعدوا لمهرجان القتل القادم وناموا باسترخاء.
تُصبحون على قتل ...من سيكونون الفرائس في اليوم القادم ؟
في كل صباح ومساء دم الانسان في العراق يسيح مغطيا ً نشرات الاخبار في كل لغات الآرض.....صباح الدم المراق ايها الآحبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات