الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ا لصراع الدولي دور الرأي العام والعامل النفسي

على حسن السعدنى

2013 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



كان ولا يزال التأثير في الرأي العام من أهم العوامل ذات التأثير الكبير والهام الذي لا يمكن تجاهله أو إغفاله في إدارة الصراع .. كما لعب العامل النفسي على مر العصور درواً بارزاً في إدارة الصراع الدولي نتيجة للاهمية البالغة التي يحتلها الرأي العام داخل كل دولة سوقد تعاظم هذا الدور بعد التقدم التكنولوجي الهائل في المعلومات ووسائل الاتصال ودخول العالم عصر السماوات المفتوحة والانترنت، حيث أصبحت توجهات الرأي العام من العوامل الرئيسية المؤثرة على تعامل الحكومات في كل دول العالم بصورة تضع حدوداً واضحة على حرياتها في إدارة أي صراع ، كما أصبحت هذه التوجهات إحدى الادوات الأساسية للسياسات الخارجية للدول تجاه الدول الكبرى في العالم بحيث يتم توظيف التوجهات القائمة أو المحتملة لدى الرأي العام لتفسير أو الدافع في اتجاه سياسة معينة سواء كان ذلك يتصل باحتمال حدوث توجهات سغير مرغوب فيها لدى الرأي العام أو دفعه في اتجاه تحدي حكوماته.
ونحاول من خلال هذا البحث التعرف على أهم اشكال وأساليب التعامل النفسي في الصراعات الدولية المعاصرة ، والعوامل المؤثرة فيها وكيفية استخدامها من قبل الاطراف المتصارعة.
ويمكن تلخيص أهم أساليب التعامل النفسي في الصراعات الدولية فيما يلي:
1- تشويه صورة الخصم في الأوساط العالمية المختلفة الشعبية ، والحكومية لتأليب الرأي العام العالمي ضده ووضعه بصورة مستمرة في مربع رد الفعل.
2- تزييف الحقائق وتزويرها بما يضر بمصالح الخصم ومحاولة طمس هويته وتشويه ثقافته و حضارته.
3- بث روح الفرقة بين صفوف الخصوم عن طريق استقطاب المعارضين للنظام الحاكم ومساندتهم.
4- تلجأ بعض الدول إلى القيام بأعمال تخريبية داخل أراضيها لتهيئة مناخ معين للقيام بأعمال عسكرية أو سياسية ضد دولة ما.
5- نشر بيانات ومعلومات بل واخبار مضللة ومغلوطة عن الخصم بهدف خفض روحه المعنوية وبث روح الإنهزامية بين صفوفه.
6- يعتبر اسلوب العصا والجزرة من أهم أساليب التعامل النفسي في الصراع الدولي المعاصر ، حيث تلجأ أحياناً اخرى إلى الترغيب إذا ما كان ذلك مجدياً.
والنجاح في استخدام هذه الأساليب يتطلب توافر عدة عوامل لعل أهمها:
وسائل الإعلام والتي تلعب دوراً بارزاً في توجيه وتشكيل الرأي العام، ولذلك فإن امتلاك أدوات التأثير في الرأي العام أحد أهم اسباب النجاح في الحرب النفسية.
أجهزة المخابرات والتي تلعب درواً هاماً في إدارة الصراعات لادولية من الكواليس الخلفية.
التقدم التكنولوجي والذي يعني امتلاك التقنيات الحديثة وسائل الاتصال المختلفة بما يمكن من الوصول إلى أي بقعة في العالم.
التقارير والنشرات التي تصدرها المنظمات الدولية والإقليمية تكون في بعض الأحيان سلاحاً بيد القوى الكبرى من أجل الهيمنة على مقدرات الشعوب الضعيفة.
ولإلقاء مزيد من الضوء على أساليب التعامل النفسي في الصراع الدولي المعاصر سنحاول تطبيقها على الصراعات الأمريكية المختلفة.
الولايات المتحدة وصراعاتها الدولية:
تولى الولايات المتحدة الأمريكية الاعتبارات النفسية أهمية قصوى في إدارة صراعاتها الدولية ، و مرد ذلك ربما يكون التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تتمتع بها والتي تتيح لآلتها الإعلامية الوصول إلى أي بقعة في العالم.
ولعل الإعلان المفاجئ للرئس الأمريكي جورج بوش بخصوص حق الفلطسينيين في إقامة دولتهم والذي يعتبر تحولاً في سياسة الرؤساء الجمهوريين مظهر من مظاهر التعامل النفسي مع العرب، وربما يكون الدافع إليه احساس الإدارة الأمريكية بضخامة حجم الكراهية المكبوتة في صدور العرب تجاه الولايات المتحدة بسبب انحيازها الأعمى لأسرائيل وجاءت أحداث ايلول الأحمر لتنكشف الولايات المتحدة ان رصيدها في المجتمعات العربية قد تآكل بدرجة تهدد بإعلان إفلاسها في العالم العربي ودول العالم الثالث، ويمكن أن يكون الدافع إلى الاعلان المفاجئ: رغبة الولايات المتحدة في العالم العربي ودول العالم الثالث ، يمكن أن يكون الدافع إلى الإعلان المفاجئ : رغبة الولايات المتحدة في تحفيز الدول العربية للمشاركة في الحلف العسكري حتى يكتمل لها الإجماع العالمي ولا يقف العرب خارج الرقعة المحيطة بافغانستان فاستخدمت ورقة الدولة الفلسطينية ، والمحببة إلى قلوب العرب . لم تتورع الإدارات الأمريكية المتعاقبة في استخدام كل الأساليب من أجل تحقيق مصالحها فقد أعلن مؤلف كتاب حول النزاع بين كوبا والولايات المتحدة أن عدداً من كبار العسكريين الأمرييكيين خططوا لارتكاب سلسلة من الاعتداءات الارهابية في الولايات المتحدة عام 1962 لاتهام نظام فيدل كاسترو بارتكابها وإقناع الرأي العام بضرورة شن الحرب على كوبا، وذكر جيمس بامفورد – مؤلف كتاب" بادي أوف سيكريتس" في تصريح لشبكة (سي إن إن) إن أحد مشاريع ضباط قيادة الأركان الأمريكية في تلك الفترة كان يقضي باتهام كوبا في حال إنفجار مركبة الفضاء "ميروكوري-6" التي حملت جون جلين إلى الفضاء عام 1962 و أضاف بامفورد أن ضباط القيادة "خططوا ايضا لقتل أناس في الشوارع وإغراق بواخر تنقل لاجئين كوبيين" والهدف من ذلك هو إيجاد ذريعة لاجتياح كوبا، وأعلن انه اكتشف وثائق مهمة في أرشيف وكالة الأمن القومي المتخصصة في الاستخبارات الإلكترونية تؤكد أقواله و كانت قد جرت محاولة عام 1961 لاحتلال كوبا من قبل مجموعات مناهضة لحكم كاسترو بدعم من وكالة المخابرات الأمريكية إلا انها فشلت بسبب عدم تقديم الدعم لها من قبل الرئيس الأمريكي جون كيندي .
ولعل العامل النفسي قد بدا واضحاً في صراع الولايات المتحدة الأخير من الأرهاب وحربها ضد أفغانستان ، حيث يمكن الإشارة إلى ما يلي.
1- مبادرة الإدارة الامريكية بإعلان الحرب وتحريك آلتها العسكرية التي تغطي كافة أرجاء المعمورة وذلك قبل أن تحدد العدو الذي تقصده مرده في الأساس مراعاة العامل النفسي لدى الشعب الأمريكي ومحاولة إرضائه لتحاشي سخطه وغضبه.
2- في حربها ضد أفغانستان قامت القوات الأمريكية بالقاء عبوات الغذاء بجانب ما تلقيه من قنابل في محاولة لاجتذاب الشعب الأفغاني الجائع إلى صفها ضد حركة طالبان . وهنا يمكن ملاحظة أمرين في غاية الأهمية وهما:
أ- عمدت الولايات المتحدة إلى كتابة كلمة حلال على علب الطعام التي تلقيها على الأفغان .
ب- عبوات الطعام التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى افغانستان مرسوم عليها صورة شيخ أفغاني رث الثياب وهو يبتسم ومكتوب عليها باللغة الأفغانية " الحمد لله " شكراً للقوات الأمريكية التي سدت جوعي.
ورغم علم المسؤولين الأمريكيين أن معظم الشعب الأفغاني لا يعرف القراءة والكتابة إلا أن اهتمامهم بالعامل النفسي لديه دفعهم إلى كتابة هذه العبارات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في