الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصفور الدمع وشلالات دمعها

عبد الله صديق

2013 / 5 / 29
الادب والفن


منذ شاءت أقدار أن نلتقي .. و شيء ما يهتز في داخلي .. يرتعش .. كان شبيها بعصفور مبلل بمطر، جهدت في فتح نوافذي له كي يحتمي مما أصابه ..
غير أنه ظل يصر على البقاء بالخارج .. حينها لم أجد بدا من الاقتراب منه و ملامسته .. فاضطررت للخروج حتى لو أصابني ما كان يصيبه ..
أقل شيء لأجل هذا الغريب المدهش المرتعش ، خرجت .. بللني المطر مثلما بلله .. و ارتعشنا معا .
لم يمهلني كثير وقت .. دنا مني .. و همس في أذني :
ـ تحبها .. ؟؟
ـ .................
ـ تحبها .. و تحب أن تستحم تحت شلالات دمعها
ـ من أنت ؟ (سألته محاولا التخلص من هذه الورطة الجميلة .. و تظاهرت بتجفيف ريشاته الصغيرة ، كانت إحداها مختلفة تحاكي زرقة طفولتي .. و عيون صبايا لا أجد لهن أسماء في أوراقي ..)
تجاهل سؤالي ، و بادرني
ـ أعجبتك ..؟ .. أعني الريشة ..؟
ـ ..... (أطرقت و لم أجب)
ـ خذها و ارسم لها بها قصيدة .. منذ كم لم ترسم ؟
ـ ...( أطرقت من جديد، لم أنبس بكلمة .. تطلعت بعيني إلى سماء كان المطر يطرزها )
ـ لا .. لا تخف على مدادك من مطر .. لا تخف على حروف وجهها منه .. هو منها و هي منه
ـ هل تعرفها ؟
ـ ( ضرب الهواء بجناحيه ، و اختفى فجأة .. ثم عاد أسرع مما اختفى ) من أنا ؟؟ .. أنا بعض دمعها
غازل الهواء بجناحيه و اختفى في الفضاء . تابعته بعينين تتحديان العتمة و الرطوبة ، فلم أظفر بشيء سوى ريشة زرقاء تتهاوى من بين منازل الرذاذ و الدمع.


*شاعر وباحث

*عبد الله صديق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة