الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتان غريبتان بقلم: روبرت فالزر

خليل كلفت

2013 / 5 / 30
الادب والفن


Robert Walser
ترجمة: خليل كلفت (عن الإنجليزية)
رجل برأس من القَرْع
ذات مرة كان هناك رجل وكان عنده فوق كتفيْه، بدلا من رأس، قَرْعٌ مجوَّف. ولم يكن لهذا كبير عونٍ له. ومع هذا كان ما زال يريد أن يكون رقم واحد. هذا هو نوع الشخص الذى كانه. وبدلا من اللسان كانت له ورقة من شجر البلوط تتدلَّى من فمه، وكانت أسنانه مقطوعة بسكين. وبدلا من العينين، كان له فقط ثقبان مستديران. ووراء الثقبيْن، كان عَقِبا شمع يرمشان. كانت هاتان عيناه. ولم تساعداه على أن يرى بعيدا. ومع هذا قال أن عينيه كانتا أفضل من عينىْ أىّ شخص، المتبجِّح. وعلى رأس القرع لبس قبعة طويلة؛ وقد اعتاد أن يخلعها كلما تكلم معه أىّ شخص، وكان مؤدَّبا جدا. وذات مرة خرج هذا الرجل ليقوم بجولة. غير أن الريح هبَّتْ بشدة إلى درجة أن عينيه خرجتا. أراد أن يُشْعِلَهما مرة أخرى، ولكنْ لم يكنْ معه كبريت. بدأ يصرخ فى عَقِبَىْ الشمع، لأنه لم يكن يمكنه أن يجد طريقه إلى بيته. وهكذا جلس هناك، وأمسك برأسه القرع بين يديْه، وأراد أن يموت. لكن الموت لم يأتِ إليه بمثل هذه السهولة. كان لا بد من أن تأتى فى البداية خنفساء يونيو، التى أكلتْ ورقة شجر البلوط من فمه؛ وكان لا بد من أن يأتى طائر، نقر ثقبا فى جمجمته القرع؛ وكان لا بد من أن يأتى طفل، انتزع عَقِبَىْ الشمع. وعندئذ استطاع أن يموت. وما زالت الخنفساء تأكل ورقة الشجر، وما زال الطائر ينقر، وما زال الطفل يلعب بعَقِبَىْ الشمع.

الخادمة
كانت توجد خادمة عند سيدة غنية وكان على هذه الخادمة أن تعتنى بطفلتها. وكانت الطفلة رقيقة مثل شعاع من القمر، نقية مثل ثلج حديث السقوط، ومحبوبة مثل الشمس. أحبَّتْ الخادمة الطفلة بقدر ما أحبَّتْ القمر، والشمس، وتقريبا بقدر ما أحبَّتْ ربها العزيز ذاته. ولكنْ ذات يوم ضاعت الطفلة، ولم يعرف أحدٌ كيف، وعلى هذا خرجت الخادمة تبحث عنها، وبحثتْ عنها فى كل مكان فى العالم، فى كل المدن والبلاد، حتى فى بلاد فارس. وهناك فى فارس وصلتْ الخادمة ذات ليلة إلى برج واسع مظلم، وكان ينتصب بجوار نهر واسع مظلم. ولكنْ هناك فى الأعلى داخل البرج كان يشتعل ضوء أحمر، وسألتْ الخادمة المخلصة هذا الضوء: هل يمكنك أن تقول لى أين طفلتى؟ ضاعت منا وطوال عشر سنوات أبحث عنها. إذن استمرِّى فى البحث عنها عشر سنوات أخرى، قال الضوء، وخرج. وهكذا بحثت الخادمة عن الطفلة عشر سنوات أخرى، فى كل المناطق وعلى كل المسالك الفرعية على الأرض، حتى فى فرنسا. وفى فرنسا توجد مدينة كبيرة ورائعة، اسمها پاريس، وإلى هذه المدينة وصلتْ. وذات مساء وقفتْ بجوار مدخل حديقة جميلة، وبكتْ، لأنها لم تستطع أن تجد الطفلة، وأخرجتْ منديلها الأحمر لتمسح عينيْها. عندئذ انفتحتْ الحديقة وخرجت طفلتها. رأتْها وماتتْ من شدة السرور. لماذا ماتتْ؟ هل يفيدها ذلك بشيء؟ لكنها كانت فى تلك اللحظة عجوزة ولم تَعُدْ تستطيع أن تتحمَّل كل هذا. والطفلة الآن سيدة رائعة وجميلة. وإذا التقيتَ بها ذات يوم، قدِّمْ لها أطيب تحياتى.
1913








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي