الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ...

وليد أحمد الفرشيشي

2013 / 5 / 30
الادب والفن


كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ


-1-
أنْتَ وَحْدَكَ...
يَسِيحُ فِيكَ قَيْحُكَ الشَّخْصِيُّ...
يَغْسِلُ عَالًمَكَ فِي مَجارِي الذُلِّ والإفْكِ المُوَشّى...
هُوَ...
مُتْعتكَ العَاهِرَهْ التِّي لا يَلجُهَا السُّعالُ و الغُفْرَانُ...
زَوائِدُكَ التي كَبُرتَ في جوفِ بَوَارِهَا
وَبُرْتَ فِيهَا...
وجْهَ أمّكَ المتعرّقِ...
هلْ تَذْكُرُ وَجْهَهَا؟ شَامتُها؟
حَلِيبُ ثَديِهَا المَائِلِ كَعَرْشِ الله؟
هلْ تشمُّ دُمُوعَهَا المُنْعَكِسَة عَلىَ المَرَايَا الكَئِيبَهْ؟
أيُّهَا الضَالُّ في اللُّغَهْ...
والإسْتَدْرَاكَاتُ المُضَلّلَهْ...
كَمْ أنْتَ وَحْدكْ...
-2-
الإستعارَةُ أختُ الشَّاعِرِ بالرِّضَاعَةِ...
وَكُلَّ شاعِرٍ يُبَرِّرُ رُعْبَهُ بالإسْتِعَارَاتِ...
أخَوَاتَ ما "كَانَهُ"...
وَمَا لَنْ يَكُنْهُ...
سَتَائِرُ العَتَمَهْ...
مَتى كَانَ عُرْيهِ ضَرورةً شِعْرِيّةْ...
هَذَا مَا كَانَ لَكْ...
وأنت تقتلعُ نَشَازَكَ العَمِيقُ مِنَ الحَقِيقًهْ...
أيُّهَا الضَالُّ في اللُّغَهْ...
والإسْتَعَارَاتِ المُهَلْهلَهْ...
كَمْ أنْتَ وَحْدكْ...
-3-
أنتَ..أنتَ..
شَقِيقُ إرْتِيَابُكَ،
وإغْترابكَ...
كُلًّمَا غُصْتَ أكْثَرْ
فِي سَحِيقِ شُكُوكِكْ،
هَرَعْتَ إلِيكَ لِتَتَخَفّفَ
مِن الخِذْلاَنِ الذّي ينتشرُ فيكَ كَالجُذَامْ...
وأنْتَ تُردّْدُ فِي شَغَبٍ ثَائِرٍ:
"عندما يرفضُ الله أن يظهر...
عندما يرفضُ أن يمنحك إشارة واحدة تعلنُ ترحيبهُ بالحلول فيك،
خذْ مصيرك بين يديكَ،
وأركل جانبيه بقسوة وأركضْ..أركضْ..أركضْ..
هاربا بكرامتك و أورامك...
فهذه الحياةُ ليست لك، ولن تكون لهُ".
كَمْ كُنْتَ ضَالاَّ...
كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ...
-4-
عندما نسقطُ في الكره، نبدأ في البحث بشراهة عن الله في أيّ شيء، خوارق متنبّئ، كؤوس الويسكي، نهدي حبيبة، حانات نهج مرسيليا، نفايات المدينة، المماشي الترابيّة، فروج العاهرات المتقرّحة ، غرف الفنادق سيئة السمعة، المقاهي التّي تشبه سحنات روادها، المساجد التّي تغلّف الكفر بالإيمان، آلام الظّهر، إرتفاع الحرارة، أو السرطان الذّي ينهشُ جسد ثعلب عجوز...
و عندما نعتقدُ أنّنا وجدناهُ أخيرًا، نكتشفُ أنّنا جئناهُ متأخّرين كثيرًا....
-5-
فِي كُلِّ "لاَ" تَقُولَهَا...
ثَمّةَ جَمْرَةٌ تَنْطَفِئ...
وَمَلاَكٌ يُطْرَحُ جَنَاحَاهُ للمَزَادْ...
مَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ...
مَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ...
"لاءُكَ" الوحيدةُ مثلكْ...
هِيَ ربّكَ الأعْلَى...
وَشُرْعةُ غَرَامِكَ اليَائِسِ الذيّ تُوَزّعُه سِرًّا
كَيْ تَظلَّ وَحْدكْ...
كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ...
-6-
أظنّهُ مِنْ رَائِحَةِ أُمِّكْ...
هَذَا الحَلاَّجُ الذَّي تُطرَحُ أسْرَارُهُ لِلريحِ
بِكْرَ التَجَلّي البَتُولِ كَانَ
وَأسيرَ العُيُونِ الأكْثَرَ شَهْوَةً للدِّمَاءِ
هَذَا الحَلاَّجُ الوحيدُ والمُرِيدُ
والمُحْصي المُعِيدُ لِأبْنَاءِ الإِلاَهِ العَنِينَ...
وأنتَ تُجعّدُ شَعْرَهُ قَبْلَ الصَّلْبِ المُهِينِ...
هَلْ سَألْتَ نَفْسَكَ
لِمَاذَا لَيْسَ للخُلُودِ إلاَّ طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ،
وطُرُقِ المَوْتِ أكثرُ من أن تُحْصى؟
-7-
كُنْتَ تقولُ...
"أنا لم أذنب. هم أذنبوا في حقّي. الكرهُ فقط من يجعلني قادرًا على الإستمرار. حتّى في تلك الأوقات التّي تزهرُ فيها القسوة لتخنق فيّ الأمل، كان الكره فقط من يعطيني القوّة لأظلّ حيّا، لأعيدهم إلى زمن العبوديّة."
كَمْ كُنْتَ غِرّا...
وَقَيِحُكَ الشخصيُّ يسيحُ فِيكَ...
لِيَمْلأ أحواَض وَرْطَاتِكَ...
وَيَحْرُسُهَا مِن كُلّ المُفاجَآتِ العِدَائِيَّهْ...
-8-
الآن، ستصلُك النّهاية بالفراغ الذّي لن ترفع فيه حاجبيك مستفسرا ومستطلعا ومتأوّها ولن تعود منه أدراجك لترتّب حياتك وفق إشتراطات جديدة وبأقلّ الخسائر الممكنة.
نهايةٌ لم تخترعها لنفسك و إن أوهمت نفسك.
نهايةٌ تشبهُ حكيك العجائبي الذّي تغرسهُ كالمخالبِ في أفواه من كرهت دائما و من احببتَ ايّضًا.
نهايةٌ ستتخثّرُ كالعواء داخلكَ لدقيقتين أو أكثر قبل أن تزفّك الشهقة الطويلة والعويلُ المجذّفُ و العيون البيضاء الزجاجيّة المعلّقة في السّقف إلى ما ابعد من النّهاية، إلى ما أبعد من الأبدية المضلّلة.
سَتُشْطبُ في مهانة
وستكونَ وحدكَ...
وحدكَ تَمَامًا...
كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بحب التمثيل من وأن


.. كل يوم - دينا فؤاد لخالد أبو بكر: الفنان نور الشريف تابعني ك




.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: لحد النهاردة الجمهور بيوقفن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كل ما أشتغل بحس بن




.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو