الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقارير وأخبار

حميد غني جعفر

2013 / 5 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ح/1
سألني الكثير من الأخوة والأصدقاء والرفاق الأعزاء ، لماذا كتاباتك قليلة هذه الأيام ؟ ومع كل اعتزازي بهؤلاء الأخوة والشكر لهم ولكل زوار موقعنا الفرعي على اهتمامهم ومتابعتهم لمقالاتنا ، جوابي لهم جميعا – مع التقدير – بأن السبب يعود إلى الوضع المرتبك عموما و واقع الحال المزري الذي يعيشه شعبنا وبلادنا والضبابية والغموض في المشهد السياسي – أكاذيب وافتراءات ومزايدات رخيصة في خضم صراعات ومهاترات – مخجلة – بين المتصارعين في حلبة المصارعة السياسية ، حتى ضاعت الحقيقة تماما ومثل هذا المشهد الضبابي المرتبك وتزاحم الأحداث وتسارعها ، يجعل من الصعب على أي كاتب التركيز على موضوع محدد في لجة – الهوس الجنوني – سوق هرج – بين هؤلاء المتصارعين الأوباش على المال والجاه والنفوذ ليس إلا ... وكل هذه الصراعات والمهاترات ليست هي إلا مزايدات وهوس في سوق الهرج ، إذ ليس هناك من خلافات جوهرية تتعلق بمصلحة الشعب والوطن أو ببناء الوطن والمواطن كما يزعمون أو ببناء دولة القانون ونشر العدالة والمساواة ، أو ما يسمى بالمشروع الوطني لبناء العراق وليس كل هذا إلا مساحيق لتجميل قبحهم وإخفاء الحقيقة ، حقيقة مطامعهم الدنيئة - ومطامع أسيادهم – في اقتسام الكعكة الدسمة فكل منهم يريد الحصة الأكبر منها ، هذه هي حقيقة وجوهر الصراعات بين هؤلاء الأوباش وبفعل صراعاتهم هذه يدفعون بالبلاد وشعبها إلى الهاوية ، غير مكترثين بما يعانيه الشعب ولا للدماء الزكية من أبناءه الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ التي تسيل يوميا وبالعشرات ، ولا زالوا في صراعاتهم يعمهون بلا أي وازع من شرف أو ضمير أو دين ،هذا هو بإيجاز السبب .
فكل التقارير والأخبار المتواترة – هذه الأيام – من المصادر المختلفة ومن مختلف وسائل الإعلام المرئية منها والمقروءة والمسموعة ، وأيضا تصريحات كبار القادة السياسيين المرموقين من أنصار الدولة المدنية – قوى التيار الديمقراطي – المهمشة أصلا - كل هذه التقارير والتصريحات تؤكد ما كنا قد ذهبنا إليه في مقالة سابقة نشرت على موقع – الحوار المتمدن – قبل فترة ليست بالقصيرة ، والتي أشرنا فيها إلى عودة شبح الحرب الأهلية وأوردنا فيها أدلة ووقائع دامغة ، كانت بعلم السلطة ودرايتها ، لكنها تغض الطرف عنها وتمارس حولها التعتيم الإعلامي – لأنهم من مليشياتها الطائفية المسلحة ، بدليل أن تلك المليشيات كانت من طائفة الحكومة ذاتها ، فمنذ ذالك الوقت – قبل حوالي عامين – توقعنا ما جرى و يجري اليوم ، وقلنا – أن شبح الحرب الطائفية – يلوح في الأفق من جديد – وها هي على الأبواب الآن ، فالطائفيون – من الطرفين – يسعون للتجييش الطائفي وزرع بذرة الحقد والكراهية واستعداء بعضهم على الآخر وخلق حالة التخندق والاقتتال بين الطائفتين ، بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد خدمة لمصالح أمريكا والدول الإقليمية والمجاورة ، والخاسر الوحيد في كل ذالك هو الشعب الذي استباح دمه الطهور هؤلاء المتصارعين – المتنفذين – جميعا وبلا استثناء ، وكل منهم يسعى لأن يجعل من نفسه – قائد ضرورة – ويتشدقون بالوطنية والعدالة والدين على أنهم من أتباع أهل البيت ... والآخرون من أتباع أبو بكر وعمر ، والطرفان كلاهما منافقين مرائين ، فأهل البيت وأبو بكر وعمر والدين برمته براء منهم ، وكل منهما لا يمثل حتى طائفته أصلا ، ولو كان كل منهما يمثل طائفته حقا لما احتدمت بينهما الصراعات بهذا الشكل ، لأن الدين والمذهب - يوحد لا يفرق – إذن فصراعات هؤلاء لا علاقة له البتة بدين أو طائفة ولا بشعب أو وطن ... صراع من أجل المال والجاه والنفوذ لا غير ... صراع أوباش على الفريسة ، فريسة ذبحتها أمريكا ليجتمع عليها كل هؤلاء المارقين لاقتسام الغنيمة ، وما التقارير والأخبار التي تتواتر هذه الأيام في مختلف وسائل الإعلام - التي سوف نتطرق لها في الحلقة القادمة – إلا الدليل القاطع على ما نقول .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -