الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الدوله العراقيه

اكرم مهدي النشمي

2013 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


ان الدوله العراقيه ساقطه في المفهوم العام واستنادا على اساسيات متعدده منها القيمه الوطنيه المفقوده او التي تم انتهاكها بعد ان اغتصبها دستور طائفي وعنصري وذلك نتيجه طغيان الهدف المذهبي والاقليه المتقوقعه في قالب عنصري وقالب طائفي,لقد طمرت الطائفيه المفهوم الوطني العام واستبدلته بمفهوم مذهبي ظيق النظره والافق ,لقد تشوش اسم الوطن وهدفه العام وحل محله الدين والمذهب واصبحت التبعيه للائمه والشيوخ بدل من ان تكون التبعيه الى الدستور والقانون والوطن ,ان الوطنيه لايمكنها ان تنمو مع افكار طائفيه عنصريه في محيط من الاساسيات والممارسات والتي جاء بها التاريخ في قوالب لايجوز لاي كائن ان يجادل ضدها والتي ليس لها تاثير على الوضع العام للفرد والعائله والمجتمع و ليس لها نظره واعيه لمستقبل واعد ومتطور,ان الوطنيه هي فكر انساني وهدف سامي نبيل من اجل رفعه وسعاده المجموع كما انه وسيله اخلاقيه ذات مصلحه شامله والتي تاخذ من النزاهه والكفاءه وسيله لتحقيق مصلحه الجميع في البناء والتقدم وبعيد عن التسميات والتصنيفات ,عكس الطائفيه والتي لايمكن ان تكون وطنيه الهدف لانها لاتمثل الجميع ولاتدافع الا عن ماتمثله وبسبب هذا الافق الظيق فان رفعتها ونيل حقوقها لابد ان تكون على حساب الاخرين
ان الذي نراه في العراق هو دوله ساقطه او هيكل فارغ المضمون وليس له اي قيمه لامعنويه ولاقانونيه ومؤسساته عباره عن دكاكين تبيع المذهب وتدعو له وتتمسك بالكذب والتزوير والادعاء الاجوف لتحقيق مصلحه الجزء على حساب الكل ,ان الدوله العراقيه سقطت عندما اتى حزب البعث الى السلطه واغتصبها قبل ان تبلغ سن الرشد واسس لها مكاتب للدعاره تبيع القوميه والعروبه على حساب الوطن وبعدها تركز المفهوم وتعمق في الخنوع والخضوع الى سلطه فاشيه دمويه متجسده بشخص واحد وهو صدام حسين حيث مثل هو العراق وتمثل العراق به فلاوجود للعراق بدون صدام وهذا لم بتحقق لانه مفهوم ورغبه عكس المنطق و ضد اراده الطبيعه ,ان مسلسل اغتصاب الدوله العراقيه مستمر ولحد الان ولكن المغتصبين الجدد هم المتاسلمين من شيوخ الدين والذي بداو اسلوب المناكحه عندما جاءوا بالمأذون الامريكي ليعقد لهم عقد زواج المتعه على العراق الفتاه القاصره والتي لم تبلغ سن الرشد حيث تم زفافها بعد ان قبلت الزواج من المعممين في الانتخابات التي جرت في سنه 2005 وهي لم تفهم ماهي الحريه و ماهو مفهوم الديمقراطيه, ان هذا الزواج الشاذ والقاصر والذي لايملك شروطه الطبيعيه سوف ينتهي ولن تقوم له قائمه الا بانهيار تام للسلطه واعاده تركيب الاساس القانوني والدستوري والاجتماعي للدوله على اعتبارات وقيم وطنيه عراقيه متحضره,ان الدوله العراقيه بدات باساس صحيح في 1920 عندما تاسست الدوله العراقيه في بدايه تكوينها بالرغم من انها كانت سلطه جنينيه غير متكامله ولكن كان لها اساس مدني ودستوري وعراقي حيث تطورت واستمرت بتكوين اجزائها والى مابعد ثوره 1958 حيث تحولت الى حكم مركزي مشوش ,لقد بقى هيكل الدوله العراقيه بمؤسساته قائما لحد مجئ صدام حسين الى الحكومه حيث ان الدوله في زمنه اصبحت بجميع مؤسساتها عباره عن ادوات خاضعه لشخص واحد حيث لم يكن فيها اي فرز على اساس دوله حره مستفله والتي كان من المفترض ان تتمثل في هيكليه الدوله المتحضره فالكل مسخر لخدمه راي وقرار الرئيس ولااحد غيره
اننا الان لانعيش ضمن مفهوم دوله واحده موحده ومتكاتفه وانما مؤسسات حكوميه عباره عن سلطات مذهبيه تم تقاسمها وتوزيعها على اساس حصص طائفيه,ولكل من هذه المؤسسات سلطه مستقله وغير خاضعه للمحاسبه او المسائله لانها تمثل سلطه مستقله مدعومه بمليشيات دمويه مسلحه لاتتهاون بقطع اي راس يقف ضد طموحها وهدفها الطائفي, وبين هذا وذاك يراوح جهاز قضائي جبان استهلك شجاعته صدام والان يساوم معه وعليه شيوخ المذاهب وياخذونه بنزهه واينما يقررون ويبتغون
ان الكتاتوريه التي نعيشها الان هي الدكتاتوريه المذهبيه والتي تفرض القيمه والاصول
ان سقوط الدوله العراقيه اصبح بشكل واضح جدا من خلال الفوضى الدمويه وفوضى السوق وتمرد المليشيات والجماعات المسلحه وغياب الامن والتخطيط وعدم مقدره الحكومه في ضبط المؤسسات الامنيه والاداريه والقانونيه,وان استمرار الوضع القائم سوف يقود الى فوضى عارمه تجتاح العراق وتجعل منه دويلات وفوضى واشلاء بشريه مبعثره بعد ان تدخل بحروب اهليه شرسه,وهذه نتائج طبيعيه لحكومه ضعيفه ,عنصريه, جبانه
على الذين يدعون الوطنيه والشرف وحب العراق ان ياخذوا المسؤوليه على عاتقهم وبينوا العلاقات بين ابناء العراف الواحد على اساس نطام دستوري وطني وبعيد عن الطائفيه والمذهبيه وان دعت الصروره ان يتدخل الجيش العراقي وضباطه الشرفاء وياخذون المسؤوليه على عاتقهم ليصححوا المسيره الخاطئه التي بدأها الطائفيين والغير وطنيين وان يتم الغاء الدستور واعاده صياغته مجددا على اساس الولاء للوطن فقط وان تتم محاسبه جميع من اشترك بقتل العراقيين وسرقه ترواتهم وجلبهم الى المحاكم واينما كانوا ليواجهوا الشعب العراقي مجددا وكفى تملقا باسم الحريه والديمقراطيه والشعب العراقي يدفع حياه ابنائه وبناته واطفاله ثمنا لها,ان الحريه والديمقراطيه تستمد قوتها وشرعيتها من حكومه وطنيه متحضره وقويه وليس حكومه مذاهب وطوائف
اكرم النشمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف