الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين كلابنا وكلابهم دماء تنزف..!!

كريم كطافة

2013 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


في تصريح بدا لافتاً لرئيس الوزراء حول فضيحة أجهزة السونار، أراد منه أن يؤدي وظيفتين مزدوجتين الأولى تطمين المواطن والثانية تخويف الإرهابي، قال؛ أن ليس كل الأجهزة مزيفة بل بعضها. هذا رغم أن صاحب الشركة التي باعتهم الأجهزة الحقيقية هو الآن في السجن واعترف بذنبه كاملاً أمام قضاء بلده. ثم أضاف دولته (أقصد رئيس الوزراء) ولذات الهدف النبيل تدعيم البنية النفسية للمواطن التي باتت مهلهلة آخر هلهلة؛ أن الدولة خلاص اقتنعت أن الحل يكمن في الكلاب البوليسية..!!
وهنا بصفتي مواطن صاحب بنية نفسية مهلهلة، أضع أمام (دولته) جملة مخاوف لعبت بعبي مثل ما يلعب الفار، أضعها أمامه علّه يثب إلى رشده:
1. أن الكلب هو حيوان. والكلب البوليسي حيوان بمهارات خاصة، لكنه رغم خصوصية مهاراته لا يستطيع العمل بمفرده ومن تلقاء نفسه، بل يحتاج لبشر يقوده. وعلى هذا البشر لكي يتعامل مع الكلب بانسجام وتفاهم، أن يتوفر كحد أدنى على شيء من الثقافة الحيوانية. أن يحترم الكلب. وحسب علمي لا يوجد عراقي من ظهر عراقي جندي كان أو شرطي يمتلك مثل هذه الثقافة.
2. لأسباب تتعلق بديمقراطية التحاصص، سيتشكل الوفد المفاوض في الصفقة القادمة من المكونات المتحاصصة في البرلمان، ومعلوم أن الكائنات البرلمانية عندنا ليس فقط تفتقر للثقافة الحيوانية بل هي تتطير من الكلاب تحديداً باعتبارها تفسد الوضوء. الأمر الذي سيلفت انتباه الشركة المصنعة للكلاب البوليسية ويجعلها تكتشف ثغرة مهمة في التفاوض وهي غشامية الوفد المفاوض. تضاف لها ثغرة مزمنة في كل الوفود الحكومية التي سبقت هذا الوفد هي دناوة النفس واستسهال دفع المال العام وهذا ما ستنتبه له الشركة المصنعة برفع السعر بل واقناع الوفد بسعرين واحد معلن لكنه غير حقيقي والثاني حقيقي. وهنا تتكفل الشركة بتفريق الفارق بين السعرين محاصصةً بين أعضاء الوفد وتحويله على حسابات في مصارف أجنبية. يعني صفقة فساد في الطريق.
3. أن عدد السيطرات في بغداد وحدها لا يعرفها حتى الجن الأصفر لكثرتها، ما بالك بالطرق الخارجية والمحافظات. عليه إذا كانت كل سيطرة بحاجة إلى أربع كلاب تعمل مناوبةً على أربع وجبات يضاف لها اثنان احتياط لعوادي الزمن كأن يستشهد أحد الكلاب أثناء أداء الواجب أو يمرض..إلخ هذا يعني أننا سنستظيف جيشاً لجباً من الكلاب البوليسية. وهذا الجيش يحتاج إلى معسكرات ومستشفيات ومعالجين متخصصين وتغذية خاصة بمعنى بنية تحتية حيوانية بالكامل.. في وقت أننا ما زلنا نفتقر لبنية تحتية للبشر.
4. لأسباب تتعلق بوساخة الضمير وبنفوذ محسوس للإرهابيين من كل المكونات الكريمة في الجيش والشرطة، أتوقع أن تجري عمليات استبدال الكلاب المصنعة في الخارج بعد قتلها بكلاب محلية الصنع. وكما هو معروف لك أن كلابنا مغلوبة على أمرها بسبب الحصار والجوع والعطش والتهميش العنصري القاسي وبالتالي مجساتها لن تكتشف سوى رائحة اللحم في أكياس المتسوقين والمتسوقات.
5. لأسباب كذلك قادمة من المحاصصة سيطالب الأقليم بحصته البالغة 17% من الكلاب البوليسية. وستنشأ مشكلة جديدة مع الإقليم سببها قناعة الكائنات البرلمانية المنتمية للتحالف الوطني أن الإقليم لا يحتاج إلى هذا العدد لأنه (أي الإقليم) يشبه بيت أبو سفيان من دخله فهو آمن.. لكن الإقليم سيعاند ويتعامل مع القضية باعتبارها قضية سيادة لا يمكن التنازل عنها.
لهذا بصفتي مواطن فقدت من عائلتي وأصدقائي وأحبتي الكثير وكلهم شباب في حمامات الدم الجارية فصولها على أرضنا لا أجد الحل في الكلاب يا سيادة رئيس الوزراء... بل في مكان آخر لا علاقة لك به لأنك ما زلت تتعامل مع القضية باعتبارك ممثل لطائفة عادت إليها السلطة بعد ضياع 15 قرن.. والآخرون ممثلون لطائفة كانت تملك السلطة وضاعت منهم.. لن تقوم لنا قائمة قبل أن نكنس هذا الوسخ الطائفي العالق بالأحزاب والكتل الكبير منها والصغير وهي تلعق دماءنا كل يوم من على الشاشات مدعية أن ما يحصل عندنا يحصل في أشرف البلدان..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز