الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النكبه والامل بالعودة

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2013 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


خطوات ثابتة تدب الارض توحي بالكثير من الوجع، مثقلة بغبرة الروح والطريق، خطوات لم تعد تنتظر فرحة في التلاقي ولا حتى حسرة في الوداع، لان الوداع ما عاد الا شأن عادي من غير رحمة. القلب مكبل بالوجد والانين، والامل بالعودة يشبه الامل ببلوغ النجوم. نتعثر بطوق النجاة،- لا نجاة من غير الوطن-. حشود بشرية تفترش الارض وتغط بالحزن ولا تسمع سوى انينها الداخلي، تتزاحم من اجل الحصول على ساتر من القماش، الاصوات تختلط ببعضها الشكوى اصبحت كزبد البحر تكبر يوما بعد يوم.
البكاء هو الشيء الوحيد الذي نستطيع ان نراه بكل صوره اذ لا يحتاج المرء الى عين فاحصة، فالحزن يفيض على جنبات الروح. الايدي ترتفع لا لتخفي ابتسامة مفاجئة بل لتمسح الدموع المتساقطة بين الحين والاخر. صراخ الاطفال يقطع استمرار تدفق طواحين المرارة وعلقم الهجرة عن الوطن في نفوس العابرين الى مكان قد لا يكون عابرا، الصدمة اقوى من الاصوات المارة حتى لو كانت اصوات مألوفة.
جموع غفيرة تفترش الارض في مخيمات اللجوء تخبر عن نكبة جديدة لا تقل بوجعها عن النكبات التي سبقتها، لكن العدو هذه المرة له صور متعددة حتى يبقى اصبع الاتهام مرفوعا وضالا طريقه الى الحقيقة التي اصبحت عبئ يشق على النفس تحمله، لان ما نراه من صور الدمار، واللجوء اكبر من خصام الاشقاء مع بعضهم واوسع.
تمر نكبة فلسطين بعقودها التي تجاوزت اصابع اليد وهي ما زالت بكامل مشمشها بحسب شاعرنا محمود درويش، وما زالت المأساة على حالها بل وتزداد بؤسا يوما بعد يوم. الليل طال على اصحابه في المخيمات والشتات وكأن الحياة تمضي بهم على هامش العودة من غير نكهة او امل بالعودة.

لن يضير نكبة فلسطين ان تحدثنا عن نكبة جديدة تحيق بوطن اخر عزيز بأبنائه الذين ضلوا هم ايضا طريقهم وجربوا اللجوء عن الوطن. لن نقول شيئا غريبا او مستعصيا اذا قلنا ان العدو هو ذاته الذي يغير الخرائط ويهجر الاسر ويصادر على المستقبل ويقضي على الاحلام.
لم استطع ان امنع دمعة حارة وانا اشارك احد الاطفال المنكوبين بالهجرة الجديدة من وطن جار لفلسطين بكائه وصدمته على وفاة والدته والتي توفيت في مخيم اللجوء وقد سارت مسافات ولم تتعب لكنها تنفست البؤس والهجرة في حريق عابر حتى تفنى بعيدا عن الوطن في المنافي. كثيرة هي القصص الانسانية ان كانت فلسطينية او عربيه التي ترزح بالذاكرة.
رحلة التحرير لم تبدأ بعد وغبرة الطريق ما زالت عالقة، والأجيال تتوالد موجوعة بالانتظار والامل بالعودة الى الوطن كل ارض الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذة عبلة عبد الرحمن المحترمة
ليندا كبرييل ( 2013 / 5 / 31 - 23:41 )
بقدر تعاطفنا الشديد وألمنا لما يحصل للفلسطينيين بقدر ما نلوم قادتهم على الاستسلام لعوامل التفرقة التي ابتدع الحكام العرب في التلاعب بها ، شقوا صفوف المقاومة وخلقوا حركات جديدة تابعة لكل دولة عربية تمولهم
لا أنسى عراك صديقتين إحداهما تابعة لفتح والأخرى لحماس وتدخلنا بينهما إذ كاد يتطور النقاش إلى شد الشعر ، وأنا لا أمزح، ، فعندما تدفع هذه تلك بصدرها وتقف فوق رأسها وهي رافعة يدها كأنها تهم بضربها يصبح الأمر غير معقول ، ويصبح مفهوماً ما يحصل على مستوى القيادات من تضارب بالآراء، وبينهم وبين شريحة كبيرة من الفلسطينيين الذين يريدون السلام لا العداء ولا الحرب.
الوطن العربي لم يعد نكبة فلسطين فحسب .. أصبح نكبات، وتفرقت أوصاله إلى فلسطينيات حتى كادت قضية فلسطين الأولى لا تذكر أمام ما يحصل من تدهور
قلوبنا مع كل المشردين والمهاجرين والعائشين في ظروف مهينة لا إنسانية
مع التحية والاحترام


2 - وطن منكوب
سيمون خوري ( 2013 / 6 / 1 - 15:32 )
الاخت عبلة المحترمة تحية لك شكرا على جهدك .
المشكلة ان المنطقة كلها اصبحت منطقة منكوبة وهنا اتفق مع حديث اختي ليندا المحترمة مع اضافة قصيرة انه يجدر ممن يسمون انفسهم قيادات معارضة الاهتمام بمشاكل اللاجئين في اقطار الجوار بدل الاقامة في فنادق عشرة نجوم وبعضهم اصبح بين ليلة واخرى من كبار رجال الاعمال بسب اموال المساعدات التي اختفت. شئ محزن كنا في موقع الحوار أول من نبه الى قضية تعرض المرأة السورية في هذه المخيمات الى عملية إضطهاد وبيع . لكن لشديد الأسف تجار الخليج أقوى من صوتنا. مع التقدير لك


3 - كم دقت على الرؤوس نكبات
مجدى زكريا ( 2013 / 6 / 1 - 18:09 )
تحية للعزيزة عبلة
مقالك اليوم هيج الكثير من المواجع
ففى زمن تدحرجت نكبة فلسطين امام ناظرينا حيث لم نعد نراها او نحس بها من كثرة النكبات المتلاحقة
سواء على مستوى الوطن او على المستوى الشخصى. ويبدو ان كل ما نعزه فى فى هذه الحياة تصيبه نكبة. وقانا الله شر النكبات. تحية لعبلة على مجهودها الرائع


4 - الاستاذة ليندا كبرييل المحترمة
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 6 / 1 - 19:53 )
تحية اختي وصديقتي ليندا
الحقيقة ان نكبة اخواننا السوريين والتي اشاهد فصول طويله منها بالزعتري تجرحني كما تجرح غيري نتيجة سياسات الظلم. وحده الانسان هو الذي يدفع اخطاء الساسة واطماعهم كما قلت اختي ليندا المجتمع العربي بات كله نكبات
تقديري واحترامي لفكرك وقلمك


5 - استاذنا المبدع سيمون خوري
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 6 / 1 - 20:17 )
تحية تقدير واحترام استاذي سيمون خوري
الكارثة تكاد تصيبنا جميعا ولا احد منا قادر على النجاة بنفسه من ويل المسؤولية ليت اصوات النخبة تصل للساسة لكانت الصورة تبدلت وتلونت بلون الانسانية
استاذي العزيز سيمون خوري روحك الرائعة وعطاءك نبراس لنا حتى نكون على قدر المسؤولية
دامت صحتك بالخير شكري وتقديري لك


6 - الاستاذ مجدي زكريا المحترم
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 6 / 1 - 20:23 )
تحية استاذ مجدي افتقدنا ابداعك
لا احد منا يبحث عن الوجع، الوجع وحده هو الذي يعرف طريقه الينا ابعد عنك الوجع وعن جميع الاحبة
سررت بمرورك الرائع وبرأيك الذي اضاف الكثير للمقالة


7 - بعد التحية لحضرات الكرام ، الأستاذ إيفان المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 6 / 2 - 07:59 )
بعد إذن الكاتبة المحترمة

أخي السيد إيفان ، يؤسفني أن حذف المسؤول تعليقك ، وأرجو أن تحاول إعادة كتابته بطريقة أخرى أو التقدم بشكوى إن لم يكن مخالفاً للقواعد
الموضوع الذي تطرقت له الكاتبة المحترمة مهم جداً ونتمنى من كل الأطراف أن يدلوا بآرائهم حولها فنحن لا نرجو إلا السلام لشعوبنا وأن يجد المواطن العربي أينما كان فسحة الحرية ليشعر بكينونته وإنسانيته .

شكراً، سلامي للجميع


8 - شكوى لمن
ايفان علي عثمان ( 2013 / 6 / 2 - 13:11 )
يا اخت ليندا يا درة الصفاء والنقاء
عن ماذا تتحدثين ولمن تتحدثين لهؤلاء الذين يسمون انفسهم الحوار المتمدن
طبعا سيحذفون تعليقي هذا شيء وارد
ثقافتهم هكذا مبادئهم هكذا هكذا تعلموا الثقافة
يا ريت تبقى على حذف التعليق
يا اختي ليندا
قبل الان حجبوا تعليقاتي ومن خجلهم اعادوا لي منفذ لتعليقاتي
والارعن من ذلك
لم ينشروا موادي
فهيئتهم المشكلة من اناس اشكال وانواع غريبة وسيفي غريب قرروا حجب مواضيعي وعدم نشرها
افيقي يا ليندا يا اختي الفاضلة
انهم طغاة في زي التمدن
انهم اعداء الكلمة
انهم عبدة المبادىء المزيفة
لمن اشكو يا اختي ولمن ارسل شكوى
يمعود ترى حاميها حراميها
المشكلة ليس فيهم احد يمكن ان يناقشه المرء بعقلانية
المشكلة انهم اعداء الابداع والكلمة
الحمد لله انني تبت لله وسلكت طريق الاسلام
خليها ترى السالفة طويلة
انا اعرف من هؤلاء جيدا
انت بريئة اختي ليندا اتمنى ان تنكشف حقيقتهم لك
تقولين لي اشكو على حذف تعليقي
يمعود
طززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززز


9 - الأستاذ ايفان علي عثمان المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 6 / 2 - 15:56 )
الحياة اختلافات ، حتى في إسلامك وكتابك الكريم يؤكد الله على اختلاف البشر
تصور كم ستكون الحياة مملة لو كنا كلنا نحمل نفس الصفات والآراء
شخصيا أتعامل مع إيجابيات كل إنسان ، ظاهرة، عمل، فكرة ، وأحاول أن أتفهم السلبيات ومناقشة نفسي لعلي أنا المخطئة،
دوماً أسأل نفسي قبل أن أوجه التهمة إلى غيري، وأتمنى أن تُسبَغ عليك نعمة الصفاء الروحي في اهتدائك إلى الطريق الذي تعتقد أنه الأصح
أتمنى لك الحياة الموفقة مع احترامي
شكراً للأستاذة عبلة الصديقة الكريمة وتفضلي احترامي


10 - تعلموا من ليندا
ايفان علي عثمان ( 2013 / 6 / 2 - 19:24 )
وانا ارفع قبعتي احتراما لك يا ليندا كبرييل
يا من كانت لها بعض الفضل في توبتي
بكلماتها واسلوبها
يا ريت كلهم يكلموني باسلوبك
يا ريت كلهم يعرفون معنى الثقافة مثلك
يا ريت يتعلمون منك بعض الادب واللباقة وفن التعامل وكسب الاخر بالعقل
ومعرفة المفتاح الصحيح لدخول قلبي وعقلي
انت فقط من ناقشتني بجدية ورقي وفن ولباقة
يا حوار لامتمدن
يا هيئة حوار لا متمدن
يا شلة رزكار عقراوي
يا كتاب وكاتبات الحوار اللامتمدن
تعلموا من ليندا كبرييل
الفن في التعامل
الاسلوب الجميل
التخاطب مع العقل والوجدان
الرقي في الحديث
اختيار الالفاظ الناعمة الشرسة في الحوار
التي تدخل القلب والوجدان
ليندا كبرييل
يا درة الصفاء والنقاء
انت مدرسة في فن التعامل
انت جامعة سوربون شرقية ملحمية اسطورية
الله عليك يا ليندا كبرييل
كم ينشرح صدري لكلماتك وتعابيرك التي تعيدني الى رشدي
يا درة الصفاء والنقاء
الحديث معك يطول العمر 100 سنة
تثقفوا يا من تعيشون في اوروبا
تثقفوا يا من تديرون مؤسسات اعلامية
ابشرفي لو رشحت نفسك لرئاسة امريكا
ستكتسحين اوباما بجولة واحدة
انت الوحيدة التي عرفت كيفية التعامل معي


11 - تحياتي أستاذ إيفان علي عثمان المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 6 / 3 - 05:00 )
أسبغت علي من الأوصاف ما أخجلني حقاً يا أستاذ إيفان
اسمح لي فقط أن أشير إلى الجملة الأخيرة
عليك أن تسعى بدورك لاكتشاف الناس، فلا تنتظر أن يأتي من يفهمك هابطاً من الأعلى، وكي نتمكن من ذلك ، علينا أن نتخلص من أحقادنا وسلبياتنا لننظر للأمور نظرة موضوعية
ستجد حتماً في طريقك الجديد من يقدم لك العبرة والعمل الحسن، فتعمل معه على خدمة نفسك
والناس
أتمنى لك التوفيق ودمت بخير

اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم