الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يصبح الحل السياسي رجسٌ من عمل الشيطان

عمر المقداد

2013 / 6 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الارتكان إلى المعركه تارةً وإلى الله تارة أخرى ..الضياع عنواناً .
عندما يصبح الحل السياسي رجسٌ من عمل الشيطان يستوجب الاجتناب والاستخفار .

لاشك أن الثوره السوريه دخلت في مرحلة انعدام الرؤيا ودخلت في مرحلة ردات الفعل الثأريه , وضياع لأخلاقايات الخطاب الذي ميز المتظاهرين يوماً عن السلطه وبشكل واضح , بل ربما كان أخطر ما حل بالسلطه على الاطلاق هوالفارق الأخلاقي الشاسع في الشعارات التي كرستها الثوره على مدار عام كامل امام عنف غير اخلاقي وغير مبرر للسلطه وبات يتوضح يوماً بعد أخر
بل وجمحت في خيال الحرب والذهاب إلى معركه يعلم الجميع في قرارة أنفسهم أن لانهاية لها , ولن تحقق أي مما هو مطلوب أن تحققه الثوره او العمل العسكري تحديداً ضمن الامكانيات المتاحه حالياً
المشكله هنا ليست في العمل العسكري كحاله كان لابد من الدخول والوصول إليها في لحظات اليأس المطلق وامام عنف السلطه وألة حربها التي لم تستثني حجر ولابشر ,
ولكن يبقى السؤال على أشده إلى أين ستنتهي المعركه؟
أو كي يكون السؤال أكثر دقه كيف ستنتهي المعركه ؟
وهل بات واجباً علينا الوقوف بحزم امام معركه لم تعد مجديه ضمن ظروفها الحاليه ,ومنطق غياب الرؤيه ؟
لاشك أن الجماعات الحاشده لخطاب الحرب دفعت الجمهور بل قامت بتوريطه بمعركه لاتمتلك حسمها , وتركوه عالقاً في معركة لايعلم متى ستنتهي , وقامت أيضاً بتهيئة المناخ لمعركه اعتمدوا في إعلانها على دعم دولي علموا بعد حين وبشكل واضح أنه لن يأتي ,أو سيأتي على خجل, ثم لجئوا إلى إشعال الداخل بفوضى الأسلحه البسيطه والمجموعات الغير عارفه بأصول وفنون الحرب خاصة عندما تكون ضمن الاقليم الواحد وفي الاحياء السكنيه أمام عدو له السياده الجويه والأرضيه والغزاره الناريه , ودفع السلطه إلى التمادي اكثر بإجرامها لعل هذا يقود لتدخل دولي ما ينهي الحال بسرعه .. وأيضاً بات واضحاً وجلياً انه لن يحصل .
المشكله اليوم لم تعد بالمعركه نفسها , بل بالمنظومه الموتوره والحاقده المليئه بالكره المدافعه عنها والتي تضع جرائم السلطه بوجه من يخالفها, تلك المنظومه نفسها التي حولت الدوله برمتها إلى هدف مشروع بحجة مقارعة السلطه ,مع رفضها المستمر لأي مشروع تفاوضي أو أي تكريس لوضع سياسي قد يأتي بتحقيق مطالب الناس ولو بعد حين ..
لا شك أن الطريق ليس بالسهوله بمكان ,ولكن غياب الرؤيه السياسيه والمعارضه السياسيه هو مايزيد ظلمة المشهد ويبعد أي مشروع حل .
يضاف إلى ذلك أن الثوره فشلت في إنجاز قيادات سياسيه , أو حتى على الأقل مجلس حكماء ثوره من النخب المثقفه القادر على انتزاع مسامع الناس ,تلعب دور الموجه والناقد ,وعوضاً عن ذلك ذهبت هذه النخب المثقفه في لعبة شراء ولاء الجمهور ,بالصمت على ما يحصل تارةً او اتباع سياسة النأي بالنفس تارةً أخرى , أو حتى الاعتكاف على خطاب توصيفي يتحدث عن جرائم السلطه أكثر مما يضع حلول ورؤى وخطط لألية سقوط السلطه , ووقف هذه الجرائم .
المعارضه لاتزال تعتبر نفسها فصيل ثوري ,لافصيل سياسي , ولكنها في الوقت نفسه ترفض الدخول والعوده للمشاركه بالأعمال الثوريه على الأرض ,ولم تمارس ماهو مطلوب منها خارج سوريا سياسياً ,فحجزت بذلك وصادرت قرار ومصير أمه دون وجه حق .فلاهي قادت الثوره وساهمت بانجازها وانضاجها , ولاهي قدمت الحلول السياسيه لها
ماتفعله المعارضه اليوم يرقى إلى مستو جرائم لاتقل شأناً عن جرائم السلطه على الأرض .
وأسوأ ماحل بالثوره ,هو أغلبيه صامته ضمن الثوره ساهمت بمفاقمة الأوضاع وايصالها إلى هذا الحال .













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا