الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار الوطني ردٌّ سريع على الفرقةِ والمحاصصة..!

سنان أحمد حقّي

2013 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الحوار الوطني ردٌّ سريع على الفرقةِ والمحاصصة..!
نحن بطبيعة الحال لا نتنبّأ ولو فعلنا فتنبؤاتنا علميّة ومنطقية تقوم على أسس الواقع ومعطياته ، فنحن المثقفين أو أنصاف المثقفين أو المواطنين البسطاء، لمن يحلو له أن يصفنا بأي صفة يشاء! ننتهج هذا المنهج ونؤمن به لأنه بالنسبة لنا منهج مجرّب .
لو إفترضناجدلاأن وسيطا كائنا من يكون وقد رضي به الفرقاء المعنيين من أجل الشروع في إقامة أي نوع من الحوار الوطني ؛
فكيف سيبدأ عمله؟
يعلم أهل السياسة جميعا أن مثل هذا الوسيط سيبدأ بلقاءات متعددة وربما مكوكية بين الفرقاء السياسيين كافة بعد تحديد دائرة المعنيين بالفعل السياسي طبعا، و مع خارطة تقريبية للقوى السياسيّة ، والأهم منه أنه سيقابل كل فريق بطريقة يمثّل فيها موقف الضدّ أي انه سيستمع لوجهة نظر هذا الطرف ويرد عليها وكأنه ندّ أوخصم او نقيض وعندما يعود إلى الطرف الآخر فإنه سيفعل نفس الشئ وهكذا يفعل في كل مرّة وعندما تجتمع لديه جميع المواقف فإنه يقوم بتقييم تلك المواقف والأفعال وكلما زادت سلبيات طرف شدّد في الضغط لطلب تنازلات أكبر لصالح الطرف صاحب السلبيات الأدنى وهكذا دواليك حتى تتقارب ( الحجوم) ويحصل اللقاء على أساس ما إجتمع للوسيط من مؤشرات ودلائل ليجعل الفرقاء المتعددين يرضون ويوافقون على مبدأ التنازلات المتقابلة بعد سلسلة من المساومات السياسية التي لا بد منها لإطفاء الفتن .
والآن لنفترض أن أحد الأطراف لم يُبدِ مرونة مقبولة وبقي يُراوح في موقعه
وان هذه المواقف لم تكن لدى الوسطاء إيجابيّة من حيث المبدأ فماذا سيجري؟
في الغالب أن هذا الطرف سيُمعن في نهجه ويزيد سلبياته إن كانت له سلبيات وبالتالي سيتطلّب الأمر أن يُقدّم تنازلات أكبر من ذي قبل ،في المرحلة أو الجولة القادمة ، لا سيما وأن القضية داخليّة وليست نزاعا خارجيا يمكن أن يتعزّز بوقائع تحصل على الأرض أو نتائج في تغيّر خارطة القوى السياسيّة أو العسكريّة وتحليلاتها ، هذا فضلا عن إحتمال إرتماء ما تبقّى من الفرقاء الوطنيين في أحضان القوى الخارجيّة والإقليميّة والتي لا تقدّم نصحا مجانيا لأحد كما هو معروف .
لقد قال الرئيس اليوغوسلافي الراحل تيتو بعد أن طلب تعزيزات عسكرية وأسلحة من ستالين ولكن ستالين لم يوافق قال تيتو وهو في أسوأ الحالات والمواقف العسكريّة حينها: هذا أفضل بالنسبة للقرار الوطني اليوغسلافي فسوف لن يكون لأحد علينا فضل بعد الآن ،
إن صيانة الصف الوطني بكل أطرافه ومتنافسيه مهمة الجميع وعلى رأس الجميع هي مهمة الحكومة والدولة ومن تلك المهام إزالة الذرائع التي يتذرّع بها بعض من الذين تلتقي منافعهم مع بعض المغرضين
إن تعبيد الطريق إلى الحوار هو أيضا من مهام المرحلة الحالية ولا ينبغي وضع أية جواجز أو عقبات باتجاه تحقيقه بأسرع وقت.
هكذا نرى أن التأخير في التوجّه إلى الحوار سوف لن ينفع أي طرف بل سيُكلّفهم قدرا أكبر من الجهود والمواقف وقد يتطلب في النهاية تنازلات تحتاج إلى قرارات شجاعة فوق الإعتيادي وتكلف المتنافسين أكثر من ذي قبل
إن الإسراع في إقامة حوار وطني يستهدف تعزيز وتكريس الجبهة الداخليّة ووحدة الصفّ من أهم ما تحتاجه البلاد بل من أهم ما تحتاجه حكومة الشراكة بهدف تحقيق أهدافها وسياستها وإنفاق ما مخطط في البرامج السنويّة والخمسيّة باتجاه الإعماروالتشييد و معالجة قضايا الفقر والبطالة والتنمية والخدمات على أنواعها بشكل سريع وفعال ، إذ أن أي طرف يُدرك تماما الآن أن التقصير في إعادة التيار الكهربائي لكافة أنحاء البلاد ويوميا ولأربع وعشرين ساعة ، طيلة هذه السنوات العشر أمرٌ لا شك كان يحتاج إلى تآزر وتعاون كافة القوى الوطنيّة وأن الكهرباء ليست ضروريّة للخدمات فقط على أهميتها الماسة في هذا ولكنها مهمة جدا أيضا لتدوير عجلة الصناعة والعمل وأن ما حصل من تأخير طويل كان من أوجه مسبباته حالة التشرذم وغياب الإجماع الوطني والتعاون الشامل وهكذا هي حال مختلف القطاعات الأخرى.
إلى الحوار البنّاء أيها العراقيون
ففيه الردّ الحقيقي والعملي على سياسة المحاصصة والفرقة !
ليس هناك وقت لنضيعه أكثر مما ضاع لحد الآن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تقصف شحنة أسلحة تابعة لحزب الله على الحدود اللبنانية


.. ممثلة إسرائيل: لن نسمح لحماس بإعادة تجميع قدراتها| #عاجل




.. جولة بلينكن.. جهود أميركية مستمرة من أجل التهدئة| #غرفة_الأخ


.. واشنطن والرياض.. اللمسات الأخيرة لمعاهدة أمنية تشمل التطبيع




.. مجلس الأمن يتبنى -مشروع بايدن- لوقف إطلاق النار في غزة