الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلب عمل

خليل كلفت

2013 / 6 / 1
الادب والفن


طلب عمل
قصة: روبرت فالزر
Robert Walser
ترجمة: خليل كلفت (عن الإنجليزية)
السادة المحترمون،
أنا شخص فقير، شاب، عاطل فى مجال الأعمال، اسمى فينتسيل، وأنا أبحث عن وظيفة مناسبة، وأسمح لنفسى بسؤالكم، بلطف وأدب، ما إذا كانت توجد وظيفة شاغرة فى حجراتكم اللطيفة، البهيجة، المشرقة. وأنا أعرف أن مؤسستكم السامية ضخمة، وكبيرة، وقديمة، وغنية، ولعلنى أترك نفسى لافتراض سارّ هو أن يكون متوفرا لديكم مكان صغير، لطيف، سهل، ظريف، يمكن أن أسقط فيه، كما يسقط المرء فى صندوق صغير دافئ. وينبغى أن تعلموا أننى مناسب بصورة ممتازة لشغل ملاذ متواضع كهذا بالضبط لأن طبعى رقيق تماما، فأنا بصفة جوهرية طفل هادئ، ومؤدَّب، وحالم، خُلِقَ ليسعد بأشخاص يعتقدون أنه لا يطلب الكثير، ويسمحون له بأن يمتلك بقعة صغيرة جدا، جدا، من الوجود، يمكن أن يكون مفيدا فيه بطريقته الخاصة وأن يشعر بالتالى بالراحة. ودائما كان مكان صغير، هادئ، حلو، فى الظل، الجوهر الرقيق لكل أحلامى، وإذا كبرتْ الآن أوهامى عنكم بشدة بحيث تجعلنى آمل فى أن يتحول حلمى، الصغير والقديم، إلى واقع حىّ لذيذ، فإنكم ستجدون، فِىَّ، الخادم الأكثر حماسا والأكثر ولاءً، الذى سيعتبر مسألة ضمير أن يؤدِّى بدقة وعلى أكمل وجه كل واجباته. وأنا لا أستطيع أداء المهام الكبيرة والصعبة، والالتزامات من النوع البعيد المدى مُجْهِدة لذهنى. وأنا لستُ ماهرا بصورة خاصة، وأوَّلًا وقبل كل شيء لا أحبّ إرهاق ذكائى بصورة مفرطة. فأنا حالمٌ أكثر منى مفكِّرًا، صفرٌ أكثر منى قوةً، بليدٌ أكثر منى ذكيًّا. ولا ريب فى أنه يوجد فى مؤسستكم الكبيرة، التى أتخيَّل أنها تفيض بوظائف ومناصب رئيسية وثانوية، عملٌ من النوع الذى يمكن أن يقوم به المرء فى حلم؟ - وأنا، إذا عبَّرْتُ بصراحة، صينىّ؛ أىْ، شخص يعتبر كل شيء صغير ومتواضع جميلا ومبهجا، ويكون فى نظره كل ما هو ضخم ومرهق مخيفا وفظيعا. وأنا أعرف فقط الحاجة إلى أن أشعر بأننى على راحتى، بحيث أستطيع كل يوم أن أشكر الله على نعمة الحياة، بكل بركاتها. والولع بالذهاب بعيدا فى العالم غير معروف لى. وأفريقيا بصحاريها ليست أكثر أجنبية بالنسبة لى. حسنا، وعلى هذا فإنكم تعرفون أىّ نوع من الأشخاص أنا. – وأنا أكتب، كما تروْن، بخطٍّ رشيق وسلس، ومن الضرورى ألَّا تتخيلوا أننى خالٍ من الذكاء بصورة كاملة. وذهنى صافٍ، لكنه يرفض أن يفهم الأشياء التى تكون كثيرة، أو كثيرة جدا إلى حد كبير. وأنا مخلص وأمين، وأُدركُ أن هذا يعنى القليل جدا فى العالم الذى نعيش فيه، ولهذا سأنتظر، أيها السادة المحترمون، لأرى ماذا سيكون سروركم بالرد على خادمكم المفعم بالاحترام، الغارق بصورة إيجابية فى الطاعة.
فينتسيل
1914








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ العزيز خليل كلفت
جمشيد ابراهيم ( 2013 / 6 / 1 - 19:51 )
عزيزي خليل
قصة جميلة يجب اعادة كتابتها لتناسب سخرية الواقع الحالي خاصة في البلدان الاوربية عنما يتقدم اكثر من 100 شخص على طلب الحصول على وظيفة شاغرة واحدة و كل واحد يحاول اقناع رب العمل بانه اكفأ من الاخرين في منافسة شرسة تهين كرامة الانسان و يجعله يظهر كالشحاذ
تحياتي الاخوية


2 - العمل عمل ربنا
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 2 - 00:57 )

الدنيا لعب ولهو
لم نكن وخلقنا الله - أتذكر ابنتك ؟ - وبعدها نموت رغم أنوفنا ثم نبعث ونحاسب
بسم الله الرحمان الرحيم
والعصر ان الانسان لفي خسر
الا الذين امنوا وعملوا الصالحات
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
صدق الله العظيم

هذه قصة الوجود


3 - أنتَ الأولى بكتابة القصة المقترحة
خليل كلفت ( 2013 / 6 / 3 - 02:45 )
عزيزى الأستاذ جمشيد إبراهيم
شكرا جزيلا
كشفت جوهر القصة المترجمة إذن أنتَ الأولى بكتابة القصة المقترحة


4 - الاخ العزيزخليل كلفت
جمشيد ابراهيم ( 2013 / 6 / 4 - 16:11 )
عزيزي استاذ خليل
اولا اريد ا اثني على ابداعاتك و اهتماماتك و ثانيا اردت ان اقول باني سوف اتطرق طبقا لاقتراحك الى هذا الموضوع المهم بطابعه الحاضر في يوم من الايام اذا سمحت
تحياتي القلبية

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي