الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة -جنيف 2-

جواد البشيتي

2013 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



هل يُعْقَد؟ وهل يُعْقَد في حزيران 2013؟ وإذا ما عُقِد، هل يؤسِّس لحلٍّ (متَّفَق عليه) لـ "الأزمة السورية"؟ وهل يُنفَّذ هذا الحل؟ ومتى يتوصَّلون إلى "الاتفاقية"؟ ومتى تُنفَّذ، إذا ما توصَّلوا إليها؟
هذا بعض من أسئلة مؤتمر "جنيف ـ 2"؛ أمَّا الأجوبة فَلَمْ تأتِ بَعْد.
أوَّلاً، لا بدَّ من حلِّ مشكلة "مشارَكة (أو إشراك) إيران" في المؤتمر؛ ولا بدَّ، من ثمَّ، من حل مشكلة "تأليف وفد المعارضة"، ومشكلة "سلطة الرئيس بشار الأسد"؛ فالمعارضة تريد "وفداً حكومياً" يفاوضها في "جنيف ـ 2"، لا يضمُّ أعضاء ملطَّخة أياديهم بدم الشعب السوري، ويملك من سلطات وصلاحيات التفاوض (والتوقيع والتنفيذ) ما يجعله يبدو المالِك الفعلي لسلطات وصلاحيات الأسد في هذا الصَّدَد، إلى أنْ تُحَل في سياق الحل النهائي (لـ "الأزمة السورية") مشكلة "مصير الأسد (وشركائه)".
وعَقْد "المؤتمر" إنَّما يعني أنَّ اتفاقية لوقَفِ القتال وكل الأعمال العسكرية قد بدأ تنفيذها في الوقت نفسه؛ فلا مؤتمر يُعْقَد في غير هذا المناخ.
وإذا ما أريد لمؤتمر "جنيف ـ 2" أنْ يُعْقَد عمَّا قريب (وقبل نهاية حزيران 2013) فلا بدَّ لهذه "الهدنة" من أنْ تتضمَّن "تَفاهُماً"، بمقتضاه تَمْتَنِع فرنسا وبريطانيا على وجه الخصوص عن تزويد المعارضة أسلحة، وتمتنع روسيا، في الوقت نفسه، عن تزويد الحكومة صواريخ "أس 300". وأتوقَّع أنْ تمارِس إسرائيل من الضغوط ما يكفي للتوصُّل إلى هذا "التفاهُم (الضِّمني)".
لكنَّ "اللغم الأكبر" الذي بانفجاره يمكن أنْ ينفجر "المؤتمر" حتى قبل عقده هو استمرار "حزب الله" في أعماله العسكرية في سورية، وفي المحافظات السورية المحاذية للبنان على وجه الخصوص، والعواقب التي يمكن أنْ تترتَّب على ذلك.
إنَّ بشار وإيران و"حزب الله" يريدون "تغييراً عسكرياً جغرافياً إستراتيجياً" قبل انعقاد مؤتمر "جنيف ـ 2"؛ وأحسبُ أنَّهم سيستمرون في عرقلة انعقاده حتى إحداث هذا التغيير، أو حتى تأكُّدهم أنَّ هذا التغيير غير ممكن، وأنَّ استمرارهم في هذه المحاولة شرع يلحق بهم مزيداً من الخسائر الميدانية والسياسية والتفاوضية.
وقوام هذا التغيير هو السيطرة العسكرية لـ "الحزب" على مناطق ومواقع سورية، تسمح السيطرة عليها بإنشاء مَمَرٍّ آمنٍ يَصِل معاقل "حزب الله" بـ "المنطقة العلوية الجبلية ـ الساحلية"، وبميناء طرطوس على وجه الخصوص، وتسمح، أيضاً، بوصل هذه المنطقة بالمواقع التي يسيطر عليها بشار في دمشق.
وهذا التغيير العسكري الجغرافي الإستراتيجي هو ما تقضي به مصالح إستراتيجية مشترَكة لروسيا وإيران و"حزب الله" وبشار الأسد؛ فمداولات "جنيف ـ 2" قد تطول، والنتائج النهائية يكتنفها الغموض؛ ولا بدَّ لهذه الأطراف من أنْ تحتاط، وأنْ تذهب إلى المؤتمر وهي مطمئنة إلى أنَّ "حصَّتها الإستراتيجية (أو الحد الأدنى منها)" في الحفظ والصون، وفي أيديها، ولو كانت العاقبة النهائية هي حَلٌّ يقوم على "أقْلَمة" سورية، أيْ تحويلها إلى أقاليم، تمثِّل، في الوقت نفسه، مناطق نفوذ لقوى دولية وإقليمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مسجدا يؤوي نازحين في دير البلح وس


.. مقتل وإصابة طلاب بحادثة انقلاب حافلة في كولومبيا




.. رحلات الإجلاء تتواصل.. سلوفاكيا تعيد رعاياها من لبنان


.. ما الذي قدمته إيران إلى لبنان منذ بدء الهجوم الإسرائيلي؟




.. فرنسا.. مظاهرات في باريس تنديدا باستهداف المدنيين في لبنان و