الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء من العامة الى الخاصة

اسماعيل شاكر الرفاعي

2013 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




( بمجرد ان تلتقوا انتم خواص العراق ولو شكلياً تنخفض العمليات الارهابية الى مستويات دنيا او تتلاشى ) هذا ما نعتقده نحن عوام العراق . فالمسألة كما نعيها أكبر من الكلمات التي اطلقها صالح المطلك وأعمق من ان تلامسها كلمات رئيس الوزراء . فما الذي يحول بينكم وبين الاجتماع الى بعضكم ؟ الستم (اولي امرنا ) الذين عليكم حمايتنا وعلينا واجب طاعتكم ؟ ألم نذهب الى صناديق الاقتراع وسط دهشة العالم متحدين الارهاب لنضع تاج السلطة فوق رؤوسكم ؟ فأين عقولكم الاستراتيجية التي حدثتمونا عنها وعن خططها العبقرية التي أعددتموها سلفاً لهزيمة الارهاب ؟ اين انتم ؟ اية حصون علينا ان نقتلع ابوابها ، واي أسوار علينا ان نتسلقها لكي نصل اليكم ؟ هل انتم هنا وتشاركوننا سكن هذه الارض ؟ فأين نخوتكم ، ألم تهتز شواربكم لهذه المجازر الدموية اليومية ؟ متى يلتقي جمعكم وتفكوا رقابنا من أسر سكين الارهاب الذي تسلط فوقها . لقد بُحت اصواتنا من النداء عليكم حتى أدركنا اليأس والخوف من عدم العثور عليكم . نحن خدامكم وعبيدكم : ماسحي احذيتكم واحذية نسائكم واطفالكم ، ومنظفي زبالة شوارعكم ، وصباغي دوركم الفارهة الجديدة ، نستجديكم الرحمة والعطف . لا نطالبكم بندوات جماهيرية تخطبون فيها لساعات عن منجزاتكم الوطنية الباهرة ، خوفاً عليكم من العنف والارهاب ، ولذا قررنا الطواف بحثاً عنكم ، فأين انتم ؟ ليس من عادة الزعماء الديمقراطيين التخفي .هذه هي الساعة التي عليكم فيها الخروج لملاقاتنا . ولأننا نعرف انكم أصبحتم خبراء في الجلوس الى الطاولات المذهبة باحلامكم الامبراطورية ، وانكم ماهرون في فن المناورة ، ولا يشق لكم غبار في اطالة امد المفاوضات ، قررنا نحن عوام العراق ان تستغرق مفاوضاتكم ساعات وليس سنين ، فليس ثمة شئ أغلى من رقابنا . نحن نستجديكم لأنكم أمسكتم بقرارات العراق الامنية والاقتصادية والسياسية ، ومن يملك مفاتيح الاقتصاد والسياسة ، يملك ان يصنع من الحياة على هذه الارض جنة او يصنع منها جهنم . ولقد صنعت ازماتكم من حياتنا سلسلة متواصلة من الخوف والرعب والقلق ، فليست حياة هذه التي نستقبلها صباحاً بدوي الانفجارات ونودعها مساءً ببرك من الدماء . لو ظلت في البلاد مؤسسة واحدة لم تطيحوا بها ، لذهبنا اليها ولشكونا اليها ما نعاني من عري ، فنحن مكشوفون للارهاب كما لو كنا في فلاة وليس في بلاد مسورة بليون جندي . لماذا تستكثرون علينا شراء اجهزة صالحة للعمل لحمايتنا ، وتبذرون المليارات على استيراد تكنولوجيا متقدمة لحمايتكم . لا تبرير لذلك من وجهة نظر خطة امنية متماسكة تحترم شعبها . لقد استعدتم في هذه الممارسة ثنائية : السادة ــ العبيد ، او الخواص ــ العوام ، فأنتم الخواص الذين يجب ان لا يمسهم شئ مما يمسنا من سوء كل يوم وكل ساعة .. لم تظل في البلاد مؤسسة نهرع اليها . لقد حطمتم كل المؤسسات . ومع انكم لا صفة قانونية لكم ، فنحن مضطرين الى ان نهرع اليكم ، فأنتم القانون الاساسي للبلاد ولا قانون سواكم بعد ان اصبتم بالخرس كل المؤسسات ، ووضعتم انفسكم فوقها ، فعممتم بهذا السلوك ثقافة كره المؤسسات . قبلنا بان يحكم العالم علينا باننا مجرد كسالى ومشاغبين : فنحن لا ننتج طعامنا ، ولا ننتج شيئاً مما يستر عرينا ، لكن المسألة تعدت حبسنا الاجباري عن الفعل في التاريخ ، وتجاوزته الى تصفيتنا جسدياً . ومع انكم مثلنا لم تنتجوا شيئاً ذا بال غير الازمات ، وهذا جوهر ثابت لسياساتكم ، وليس شيئاً طارئاً او عرضياً ، نحن مضطرون الى استجدائكم . فمن أجل رقابنا التي يعز علينا ان تُنحر في الساحات والطرقات واماكن العبادة : نحر الخراف ، اوقفوا ازماتكم .. ومن اجل الاجيال التي لا نريدها ان تولد وفي دمائها يجري مصل الخوف والرعب من الحياة : حلوا أزماتكم ، فنحن مَن ألبسكم تاج السلطة . اجتمعوا لتصفية مشاكلكم وسنلبسكم تاج السلطة من جديد ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل