الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الميدان: صحيفة شيوعية بلا شيوعيين

محمد عثمان ابراهيم

2013 / 6 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كتبت عنه مرة على الإنترنت تحت عنوان (رجل طيب لا يفهم) وكنت أعني ذلك تماماً فهو طيب بالفعل في مجادلاته لكن مجادلاته لا تصدر في أغلبها عن فهم. المذكور مدون سوداني يكتب خاطرات متناثرة على شبكة الإنترنت بغرض الترويح عن نفسه لكنه يغفل، في كتاباته، عن حقيقة أن الإضطلاع بمهمة الكتابة مع تفادي القراءة الراشدة يشبه تماماً دخول السوق دون رأسمال والإعتماد على (الفتاكة) فقط كمؤهل وحيد. الرجل يقرأ لي بكثافة ويتتبع مقالاتي وأعمدتي كظلها لكنني لست فخوراً بذلك، بل على العكس فإنني اشعر بقدر غير قليل من الإنزعاج كونه يسيء دائماً فهم ما أكتب. يعتمد الرجل في تعليقاته عني على الإتيان بمقاطع من كتاباتي ثم الدوران عليها بشكل أخرق لا يسبب ضرراً، لكن ما يرعب فيه أنه يحاول تمرير سوء قراءته (فهمه) للآخرين. قبل أيام وصفت بياناً أصدره السيد نصر الدين الهادي المهدي بأنه بيان كسيح كأن كاتبه هو من يكتب افتتاحيات الميدان، فعلق قائلاً " عندما يستخف الصحفي بزملاء المهنة، ممن شهد لهم الجميع بالإستقامة المهنية، يكون كمن يبني صيتاً خاملاً على قواعد من زبد!" وعلامة التعجب من عندي بسبب هذا الكلام العجيب إذ لم يحن لي التعرف بعد على ما يمكن تسميته بال(صيت الخامل) المبنى على قواعد من زبد! (بالمناسبة هل هي زَبَد بفتح الزاي والباء، أم زُبْد بضم الزاي وتسكين الباء؟). لا علينا، فالمهم هو أنني لم أستخف بأي زميل أو خصم ولكنني أشرت تعريضاً الى عجز بيان صحيفة الحزب الشيوعي وعيّها وحصرها وعقدة لسانها. مؤسف أننا لا نقرأ تحليلاً (ماركسياً) لأزمة الحرب والسلام في السودان، ومثير للأسى ألا نجد في افتتاحية صحيفة أحد أقدم الأحزاب الشيوعية في المنطقة ما يحيلنا الى تذكر أن هذه هي صحيفة حزب قوامه الماركسية اللينينية. أكاد أجزم أن من يكتب الإفتتاحية ومعظم من يكتبون مقالات الرأي والأعمدة ذاتها غير شيوعيين وغير مؤهلين على نحو مقنع للتباهي في معرض اللغو "وحياة شرفي الماركسي". أن تكون شيوعياً أو ماركسياً ليس بالأمر السهل، وإنما يتأتى هذا بعد دفع استحقاقات كبيرة، مرتبطة في كثير منها بتحصيل المعرفة خصوصاً فيمن يتولون مهام القيادة والتنوير. لا يكفي أن تقول أنا شيوعي ليصدقك الناس مثلما لا يصح أن تقول أنا أخ مسلم ثم تسرق المال العام. جريدة الميدان، بكل أسف، تصدر مثل نشرة مشاغبة وهذا لا يليق بالشعب السوداني الذي يستحق خدمة تنويرية أفضل وأرفع وأرقى. صحيح أن اصدار الصحيفة يواجه معوقات كبيرة من قبل السلطة ولكني أحسب أن المعوق الأكبر هو في الصحيفة ذاتها وإلا لماذا لا يكتب الشيوعيون المشهود لهم برفعة المنتوج الفكري والأدبي والثقافي في صحيفة حزبهم، ويهربون بكتاباتهم الرفيعة الى الصحف التي تٌشتَم كل يوم بتهمة موالاتها للنظام؟
غني عن الذكر أنني لا أصدر في مقالتي هذه عن خصومة إذ أنني من قراء (قاسيون) و(الجماهير) و(المدى) و(الأهالي) وأسعد بالنشر في (الحوار المتمدن) حيث زار صفحتي هناك ما يزيد بكثير عن المائة الف زائر. إذا أرادت (الميدان) أن تكون شيوعية يتعين عليها أن يكون كتابها ممن قرأوا مروة وعامل ولوكسمبورج وغرامشي وتروتسكي وكاوتسكي ولينين وهيجل وماركس، أما إذا أرادت ان تبيعنا مثل هذه القصيدة : (آه منك يا من أضعت زماني/ وحبستني مخموراً/ في اصطفاف السقيفة/ علقت في أذني/ قميص عثمان وجرس الخديعة/ وتركتني كالشاة أنزف على باب الحديقة...) فإنها ستغلق من تلقاء نفسها ولن تكون بحاجة لأي تضييق حكومي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان