الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل بقي قدرة على تحمل ازدواجية الاحتلال والسلطة الواقعة تحت الاحتلال؟

عماد صلاح الدين

2013 / 6 / 2
القضية الفلسطينية



نحن الفلسطينيين نعيش حالة شاذة وغير طبيعية تاريخيا، نحن لسنا دولة كدول العالم سواء كانت دولة متقدمة او متخلفة، وايضا نحن لا نعيش في ظل احتلال طبيعي او مستعمر تقليدي او في ظل هيمنة على دول متخلفة او عالمثالثية، نحن شعب تعرضنا للتهجير والطرد من قبل منظومة احلالية تريد تطهير البلاد من سكانها الاصليين، وحالة التطهير هذه لا زالت قائمة لا بل متسارعة من خلال موجة الاستيطان المتفاقمة.

وهذه المنظومة الاحلالية الصهيونية هي في الاساس حالة سياسية وعسكريتارية غير طبيعية لها دور وظيفي خارج عن السياق والتاريخ مرتبط بمنظومة مادية غربية لا ترحم وليس لديها اي نوع من ثبات على مستوى التعامل الاخلاقي لا مع نفسها باتجاه الداخل المجتمعي ولا في علاقتها مع الشعوب والدول الاخرى.

اذن هي بحد ذاتها وفي سياق احتلالها الاحلالي لفلسطين وما يرتبط ذلك من تأثير سلبي ومدمر بالمحيط العربي والاسلامي فاجعة تاريخية غير مسبوقة لفلسطين واهلها وعموم العرب من المحيط والخليج.
المسألة المأساوية اعلاه انتقلت الى حالة يراد لنهايتها انهاء الوجود الطبيعي والسياسي للفلسطينيين وايضا انهاء للمعنى المجتمعي وكأمة للشعوب العربية منذ جاءت اتفاقيات اوسلو وموجوداتهاوتفاعلاتها على الارض منذ عام 1993 وحتى كتابة هذه السطور.

المراقب للاوضاع في فلسطين المحتلة عام 1948 و1967 يرى انه كلما تقدم عمر مشروع التسوية، كلما ازدادت مأساة الفلسطين سواء على مستوى الارض التي ينهبهاالاستيطان، او على مستوى معيشة الفلسطينينن اقتصاديا واجتماعيا.
والغريب في الموضوع انه وبرغم تفاقم مأساة الناس على المستوى الاخلاقي والسياسي والانساني مع تقدم مشروع التسوية في العمر، نرى تناغما مأساويا مع هذه الاوضاع الفلسطينية الغاية في الخطورة من قبل المستوى السياسي الرسمي الفلسطيني، من خلال التأكيد على حلول سياسية يرفضها ويناقضها الطرف المحتل، وعلى مسار اقتصادي استهلاكي ربوي طائش ادى الى مزيد من البطالة الحقيقية والمقنعة ورفع من درجة الاستهلاك كأننا في السويد او الدانمارك، وادى الى رفع الاسعار بطريقة جنونية، والناس اولا لا ينتجون ومداخيلهم والاوضاع المشار اليها اعلاه لا تسعف احتياجاتهم الاساسية في الاساس. وبهذا غرق الناس في وحل الديون الربوية من خلال مؤسسات القروض البنكية وغيرها، واصبح المشهد الحالي حالة من الاحباط العام الساكت على قهر مؤسس له منذ اكثر من عقدين ضمن ازدواجية خطيرة وغريبة جدا تاريخيا بين واقع احتلال وسلطة واقعة تحت الاحتلال.
الله يستر من الايام القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ