الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عرس لا كالأعراس-

مصطفى ملو

2013 / 6 / 2
الادب والفن


إلى مليكة مزان التي قالت ذات يوم:"من الأشياء التي بحثت عنها و لم أجدها الحب"
أخيرا تقرر موعد العرس بعد انتظار طويل,فحضر المدعوون من كل صوب و حدب و من كل فج عميق,أغلب المدعوين من العشاق و المحبين.
بدأت أطباق المأكولات تأخذ مكانها فوق الطاولات المصطفة ومختلف المشروبات توزع,انطلق الغناء و الطرب و الرقص بعد أن فعلت بنت الكرمة في العقول فعلتها,فصرت لا ترى إلا أجسادا تتمايل كحقل سنابل هبت عليه ريح صرصر عاتية.
دخلت العروس في أبهى حلتها وجلست على الأريكة المخصصة لها على منصة ترتفع قليلا عن مكان جلوس باقي الحضور.
لقد انتظر الجميع أن يدخل معها زوجها آخذا بيدها كما يفعل الأزواج مع زوجاتهن ليلة الزفاف,لكن لا شيء من ذلك حصل,فسرت علامات من الدهشة و الاستغراب على الوجوه,انتظروا و انتظروا و لكن مكان العريس بقي شاغرا,فطفقوا يسألون بعضهم بعضا:
-أين العريس المحتفى به؟
تناهت همهمتهم إلى أسماع سلطانة تلك الليلة فأجابت:
-العريس مات.
ردد الجميع بصوت واحد:
-العريس مات؟! ولكن كيف؟
-العريس قتلته منذ زمان.حينها تدخل مدعوون آخرون,كان من بينهم الغدر و زوجته الخيانة و الجشع و زوجته "تمارة" و المال و عشيقته المهانة و "مكردول" و خطيبته الحقارة,والمشكل و زوجته و أمه و أخته المشكلة وهتفوا بصوت واحد:
-...ولقد شاركنا في تنفيذ الخطة
ثم أضافت نجمة تلك الليلة:
-العريس مات منذ أصبح الصداق بآلاف الدراهم و ليلة الزفاف تقام بالملايين.ثم علق المدعو المال:
-العريس كان حيا بينكم,حرا طليقا,حين كان المهر قالب سكر و سورة الفاتحة,عندما كانت المرأة تزف إلى زوجها محمولة على البغلة راضية مرضية بدون شروط مسبقة,العريس مات حين أضحت سيارة الليموزين متبوعة بأسراب السيارات و ضجيج منبهاتها الباعثة على الاشمئزاز هي وسيلة نقل العرائس,لما صار من أول شروط الزواج فيلا فاخرة و سيارة فارهة و حساب بنكي سمين.
حبيبته لم تقف موقف المتفرج,بل كان لها رأيها أيضا,فقالت متسائلة:
-لا شيء أصبح يربطكم بالعريس,فقرر أن يرحل,أو قل قررنا نحن قتله مادام لم يعد لوجوده معنى.
حضر كل شيء في تلك الليلة من مأكولات بمختلف التسميات و مشروبات متنوعة و فساتين مزركشة و أضواء و أجواق...كل شيء حضر إلا المعني بالأمر فما حضر!
بعد لحظت صمت سادت أثناء انهماك المدعوين بنهش ما لذ و طاب و شرب ما حلى و عذب,دخل على الجمع رجل نحيف,هزيل,مدرج في دمائه بالكاد يتحرك,دخل متثاقلا,متمايلا كالعربيد و مرددا بصوت أقرب إلى الهمس:
-مازال العريس حيا في بعض القلوب,مازال العريس حيا في بعض القلوب.
حينها تشجع مدعوون قليلون من بين الحضور كان من بينهم الصدق و زوجته الكرامة و الوفاء و محبوبته العزة و الإخلاص و خطيبته القناعة:
-يحيا العريس,عاش العريس.
وقتها أدركوا جميعا أن الرجل النحيل الذي دخل عليهم لم يكن سوى العريس الذي غدر به و تمت محاولة تصفيته فما مات,بل بقي حيا يصارع البقاء و لو في قلوب قلة قليلة,إنه الحب و علموا عندئذ أن تلك الزوجة الخائنة لم تكن سوى الكراهية.
في ركن من الساحة الفسيحة المخصصة للحفل كان يرقد طفل صغير,متعب,أرهقه السهر و طول الانتظار,بعد دخول العريس شرعت أمه الإنسانية تحاول إيقاظه:
-ضمير,ضمير,فق لقد حضر العريس أخيرا
- و من يكون يا أماه؟
-إنه الحب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل