الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورقة هامة للمناقشة

عمر قاسم أسعد

2013 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



وفي مجمل الاحداث التي تعصف بالمنطقة وامتداد تأثيرها على الساحة الاردنية ــ على الرغم من أن الاردن لم يمر لهذه اللحظة بأحداث جسيمة تؤثر على النظام القائم ــ إلا أن الحراك النظري والعملي قد بانت بعض ملامحه واتضحت معالمة ـ وهذا ليس سرا ــ إذ تتناقله وسائل الاعلام وبعض مواقع التواصل الاجتماعي ــ ، ولا يجب علينا أن ننكر أن القادم ربما لا يبشر بالخير ، وعلى الرغم من ذلك هناك حالات وعي لدى الكثيرين من أبناء الوطن الذين ما زالوا متمسكين بالحراك السلمي ورفع شعارات الاصلاح في كافة المجالات .
لا شك أن مدينة الرصيفة ليست بمعزل عن باقي مناطق المملكة تؤثر وتتأثر ، وقربها من العاصمة عمان ومدينة الزرقاء وتركيبتها الديمغرافية فإن ذلك يؤدي حتما إلى أن تكون مدينة الرصيفة ذات خصوصية ومحط الأنظار .
مدينة الرصيفة تعرضت ــ وما زالت ــ للتهميش المتعمد في كل مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والخدمية والبيئية والتعليمية ... الخ ،
ومدينة الرصيفة تزخر بحالات نوعية من خيرة شبابها من مثقفين وسياسيين ورجال حريصين كل الحرص على الوطن ومقدرات الوطن ويسعون لبث روح المواطنة الحقيقية ، هؤولاء يشكلون حالات نوعية يجمع عليها كثير من المواطنين ، ولكن دورهم يكاد يكون هامشيا من خلال عدم قدرتهم على التحرك والتغلغل بين صفوف المواطنين ، ــ ليس لقصور منهم ــ بل لأن غيرهم من المطبلين والمسحجين قد علت أصواتهم فوق كل الاصوات ، وقد تسيدوا الساحة وبرزوا في كثير من مجالات الحياة الاجتماعية وتصدروا منابر من الخطأ أن يعتلوها ،وقد ظن هؤولاء أن الساحة قد خلت إلا من وجودهم وأنهم يمتلكون تأثيرا عميق لدى الاهالي ويوهمون أنفسهم أنهم قادرون على السيطرة على المواقف ، إن الحقيقة الراسخة أن هذا التفكير والاعتقاد سطحي جدا وبعيدا كل البعد عن الحقيقة والواقع ــ حتى وإن بدا غير ذلك ــ .
وما التحركات الاخيرة والتي قام بها مجموعات من المواطنين لخير دليل على ان الشرارة ما زالت مستعرة في داخلهم لأن الحد الأدنى من الحقوق والحياة الكريمة لم تعد موجودة وهناك اشارات كثيرة حول ذلك ليس أهمها مشاكل المياه والخدمات والخميرة والتلوث ووو الخ .
في كثير من المجالس يتحدث البعض بحسرة والم ويتحدثون بمقت وغضب ، ويلعنون في علانيتهم كل مسؤول ارتكب جريمته بحق سكان الرصيفة ، ويلعنون في سرهم كبير المسؤولين ، في صدر المواطن لا توجد خطوط حمراء أو ملونة ولا يعترف إلا بخط كرامته الأحمر ،
ألا يعني ذلك الكثير ؟؟؟ !!!
في مدينة الرصيفة شريحة واسعة من المثقفين وكلهم حرص على وحدة هذا الوطن وتماسكه وحريصون على الحفاظ على مقدراته وانجازاته ولكن من المحزن أن يتم تهميشهم لصالح فئات تسعى خلف الجاه والمنصب والمصالح الشخصية ، من المحزن أن يتم تولية الأمور في مدينة الرصيفة لأشخاص ليس لهم علاقة بأحداث تعصف بالوطن ، ليس لهم علاقة ولو بالحد الأدنى من متطلبات المناقشة الحوار والتمكن من لغة الاقناع وذلك لأن بعضهم كطبل أجوف فارغ من مضمون وجوهر ، كما أن بعضهم لا يحظى بسمعة طيبة لأن اسلوبهم هو نفس الاسلوب وطريقتهم هي ذات الطريقة ونهجهم ثابت في زمن المتغيرات وكل الامور عندهم سواسية ، ربما يعتقدون أن وضعهم الاجتماعي يمنحهم شعبية وهاله وصلاحيات لتدخلهم في كل امر يعنيهم او لايعنيهم ، لذلك هم حريصون على أن يكونوا في الصفوف الأمامية ويستميتون في الظهور في كل المحافل التي تعنيهم ولا تعنيهم ، وهم يدركون تماما أن وجوههم كالحة مقيتة وأنهم لا يشكلون أي قيمة مادية أو معنوية لدى غالبية كبيرة من سكان مدينة الرصيفة ولكنهم فرضوا على المدينة وسكانها وتخندقوا تحت مظلة مناصبهم التي لا يستحقونها وتمترسوا بعلاقاتهم مع مسؤولي المدينة وأوهموا الاخرين أنهم أهل الحل والربط وأنهم من يسيرون الأمور .
كل ذلك على حساب شرائح أخرى كثيرة من مجتمع مدينة الرصيفة من مثقفين وكتاب وشعراء وأكاديميين وحقوقيون ... الخ .
لو اجتمع كل المتوهمون والحالمون بصدارتهم مشهد المدينة وأصدروا بيانا في أي شأن من شؤون الحياة ، فمن سيصغي لهم ؟ ومن سيقرأ لهم ؟
ولو تداعى كل المتوهمون بأنهم محور ومركز المدينة ومحط أنظارها ، لو أقامو مهرجانا او احتفالا تحت أي مسمى ، ربما سيحضر الكثير ولكن ما النتيجة سوى نعتهم بألات مبرمجة لا تتقن سوى الزعيق والتزمير والتطبيل والتسحيج ،
في المدينة كثير من مدعي الولاء والانتماء والكثير من المسحجين والمطبلين بلا أسباب وهناك الكثير ممن يزجون أنفسهم بكل شاردة وواردة ويظهرون في الصفوف الأمامية والمصيبة أن بعضهم يمتلك منابر ثقافية أو اجتماعية ، وهو لا يمتلك الحد الأدنى من الثقافة أو علاقات اجتماعية جادة ملتزمة ، .
أما آن الآوان لمراجعة ذاتية وإصلاح ما آلت إليه الأمور من تردي ، ليس من الصعب البدء إذا كانت النية صادقة ، ليس من الصعب البدء بخطة عمل منهجية ذات إطار ومضمون وجوهر ، ليس عارا أن يتم توجيه دعوة لبعض المثقفين والتربويين والحقوقيون والاستماع لهم ، ليس عيبا ان يتم التواصل مع أشخاص لا يحبون الظهور في الصفوف الامامية ولكنهم قادة في مناطقهم ويشكلون حالات نوعية تلقى قبولا حقيقيا لدى الآخرين ومن ثم تنبثق عدة لجان تكون بمثابة مرجعيات لمسؤولي المدينة ولمؤسسات المجتمع المدني ، هؤولاء لديهم القدرة والقوة في التأثير على الاخرين من خلال قيمتهم الحقيقية كمفكرين حريصون على الوطن وأمن الوطن .

عمر قاسم اسعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحبط مخططا إيرانيا تخريبيا يهدف للعبث بأمن واستقرار ا


.. وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان: حماس والسنوار




.. 3 شهداء برصاص الاحتلال وعدد من الإصابات في مدينة طولكرم بالض


.. مسيرات في مدن فلسطينية عدة لإحياء الذكرى الـ76 للنكبة




.. بعد انسحابها.. قوات الاحتلال تخلف دمارا واسعا في حي الزيتون