الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمة السورية وصراع النفوذ

عبدالله محمود أبوالنجا

2013 / 6 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لا يستطيع كائن من كان ، أن يزعم زوراً وبهتاناً ، أن مايجرى على أرض سوريا من تدمير وذبح وقتل وسحل وهدم وتخريب للبنية التحتية ، المملوكة للشعب السورى ، هو من أجل مصلحة السوريين وحقوقهم فى الحياة الحرة الكريمة !! أية حقوق وأية حياة كريمة والحياة تنتهك ليل نهار والرقاب تتطاير هنا وهناك ؟؟!! لا فرق بين شاب وشيخ أو بين رجل وامرأة أو بين حجر وشجر ؛ كل شىء ..كل شىء تطاله أيادى الارهابيين بالابادة والتدمير !! لا لشىء الا لازاحة بشار الأسد ونظامه عن سدة الحكم !! تدمير شعب ودولة بأكملها من أجل تغيير نظام !! أى عقل سوى وأى منطق خالى من الهوى يمكن أن يقبل بهكذا معادلة ؟!! لا يقبل بهكذا معادلة ويحاول تمرير هكذا منطق مغلوط الا من لهم مصالح ذاتية يريدون تحقيقها على حساب الشعب السورى والدولة السورية ولا يستطيعون تمريرها فى وجود بشار الأسد ونظامه ! لا يمكن لعاقل أن يتقبل ماتروجه وسائل اعلام العربان وتوابعها أن الشعب السورى هو الذى يحمل السلاح ضد بعضه البعض ويتقاتل ويدمر ويخرب بناه التحتية من أجل الاطاحة ببشار الأسد ونظامه ! الحكاية ببساطة أن الجهات والدول الداعمه للمعارضة المسلحة تريد تحقيق أهداف استراتيجية يستحيل تحقيقها فى وجود بشار الأسد ونظامه . فالسعودية مثلاً ترى أن نظام الأسد يشكل بتحالفه مع النظام الايرانى خطراً على استقرار دول مجلس التعاون الخليجى وأمنها ومصالحها . وقطر ترى أن نظام بشار يقف عائقاً أمام تطبيع العلاقات بين الدول العربية وبين اسرائيل . واسرائيل ترى أن من مصلحتها قيام نظام اخوانى فى سوريا ، يخاطب رئيسها فى برقياته بـ ( صديقى الوفى ) أو( صديقى الحبيب ) على غرار نظام الاخوان المسلمين فى مصر ، ولتذهب القدس وليذهب الفلسطينيون جميعاً الى الجحيم ، وليذهب الشعب السورى قبلهم الى حيث ألقت ! وأمريكا والاتحاد الأوروبى يجدون فى استمرار المعارك بين المعارضة المسلحة ونظام بشار الأسد متنفساً لأزماتهم المالية مادامت خزائن السعودية وقطر مفتوحة على مصراعيها لتمويل جبهة النصرة وغيرها بكل مايلزم من عديد وعتاد يتم استخدامه فى تدمير كل مظاهر الحياة على الأرض السورية . وهاهو حتى الاتحاد الأوروبى يسمح لبنوكه بالتعامل المالى مع قادة المعارضة المسلحة ! أى عقل وأى عدل وأى شرع يمكن أن يتقبل تغيير أنظمة الحكم بالتدخلات الخارجية فى شئون الدول . لعمرى ان ذلك لهو الخروج على كل منطق وكل عدل أو انصاف . انها شريعة الغاب التى تضرب مواثيق منظمة الأمم المتحدة فى مقتل ، وتجعل من العالم غابة البقاء فيها للأقوى . اذا لم يكن ذلك هو الطغيان والجبروت فماذا يكون ؟ لقد بغى وطغى العربان واستخدموا أموالهم فى تخريب أوجه الحياة فى تونس وليبيا واليمن والسودان ومصر وسوريا بتوظيفهم تيارات الاسلام السياسى الارهابية للتحكم فى رقاب الشعوب . وطغت أمريكا والاتحاد الأوروبى باستجابتهم لمطالب العربان مقابل المليارات التى يحصلون عليها من خزائن السعودية وقطر ، ضاربين عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية ..لكنهم سيدفعون ثمن طغيانهم ان عاجلاً أو آجلاً . سيدفعون ثمن مغامراتهم المدمرة لمصالح الشعوب مهما طال الزمن !
بقلم / عبدالله محمود أبوالنجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة