الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معتصمو الساحات ... لا تذعنوا لكل ما يقال ولما لا يعقل !!

لؤي الخليفة

2013 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لم يزل البعض ممن يحضر الى ساحات الاعتصامات مفتون بخطب اصحاب المنابر , تلك الخطب التي لم يتغير فحواها منذ بدء هذا الحراك قبل ما يقارب الستة اشهر ... تهديد ووعيد ودعوات الى القتل والذبح وتمزيق الوطن , ونفث السموم من خلال عباءة الدين والتظاهر بالتقوى ... .ولو عدنا الى خطبهم لوجدنا كلماتها هي نفسها الا ان مواقعها يختلف في كل مرة , اعتقد انه ان الاوان ليقول المعتصمون لتجار الدين كفى , لقد شبعنا هراء واتخمنا كلاما لم يعد له اي طعم ورائحة او لون ... كما حان لهم ان يعرفوا حقيقة هؤلاء ومن يقف ورائهم من السياسيين الباحثين عن مصالحهم ومكاسبهم الشخصية , اؤلئك الذين لم يعد صراعهم من اجل مبدأ او عقيدة او مذهب , بل صراع سلطة ونفوذ وجاه ... لذا نجد عويلهم وصراخهم يتصاعد كلما احسوا ان ثمة خطرا يهدد هذه المصالح .
هؤلاء واشباه لهم , هم نفسهم من كان يمجد طاغية النظام السابق ونظامه في اي محفل او في نهاية خطبة كل يوم جمعة , ولست بمتجنن اذا ما قلت انهم الان على اتم استعداد للاصطفاف الى جانب النظام الحالي اذا ما اطمئنوا الى منافعهم ومكاسبهم الشخصية ... بل انهم سينقلبون عليكم , انتم يا من مكثتم في الساحات من اجل مطالب مشروعة وينعتوكم بسيء الكلمات , وهم لا يملكون غيرها يسخرونها حيثما اقتضت ضروراتهم . فلا يغرنكم معسول كلامهم فهو ليس الا سم زعاف , ولا حلو لباسهم فهو مرسل اليهم من خارج الحدود , ولا مشهد توحدهم خلف المنصات فواحدهم لا يثق بالاخر وكل منهم يتربص بصاحبه وبكم ايضا .
يقول الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد عن اؤلئك الذين تلاعبوا بالاديان وسخروها لبسط سيطرتهم ونفوذهم (( لقد جعلوا النفاق سياسة والتحايل كياسة والدنائة لطفة والنذالة دماثة ... )) .كما ان بطون الكتب حافلة بأمثال هؤلاء ممن بنى مجدا زائفا سواء من خلال التأمر او بالتقرب والزلفى او بالنفاق والدجل ... وان كان بعضهم حضي بشهرة وظل اسمه يتردد على الالسن منذ فترات بعيدة الا ان صفاته السيئة تذكر معه ايضا ... فأبن خلدون مثلا والذي كان احد علماء عصره وواضع اسس علم الاجتماع , لم يكن سوى انسانا نرجسيا منافقا يتودد الى هذا السلطان ويتملق ذاك ويتامر على الاخر , ولم يتوان من كتابة قصيدة في نحو مائتي بيت الى اجد السلاطين الذي اودعه السجن كلها ثناء وتملق ومدح ورياء ليعفي عنه وما ان حقق مراده حتى عاد الى سيرته المعوجة ودجله , يتامر وينافق ناقلا ولائه من سلطان الى اخر وحيثما وجد مصالحه .

حدثني احد معارفي عن ذلك الزمن الردي , حينما كان يخيم الظلام فوق بلدنا واستمر عقودا ليفرز فيما بعد كل هذه التناقضات والماسي التي يعيشها مجتمعنا اليوم , قائلا (( كنت حاضرا ندوة لكوادر حزب البعث في حي الاسكان غربي بغداد اشرف عليها احد اعضاء قيادة الحزب القطرية , وكان هذا القائد يتكلم العربية بلكنة فارسية ذلك وحسبما يذكر صاحبي ان اصوله كانت ايرانية , وما ان اعتلى المنصة حتى راح يجيل يناظريه يمنة ويسرة مستصغرا الحضور , وقبل ان يحييهم قال ... اريد ان اسألكم عسى ان يكون احدكم نبها ويجيبني ... يقول صاحبي , ساد القاعة سكون مطبق لما يزيد عن الدقيقة والكل ينتظر سؤال هذا الجهبذ ... واذا به يشير ياصبعه الى احدى الجالسات في الصفوف الخلفية من القاعة , قائلا - لماذا هذا المره لابس زيتوني , يلا هذا منو يئرفه -والجملة معناها باللغة العربية لماذا ارتدت هذه السيدة اللباس العسكري , يضيف صاحبي , ذهلنا جميعا ونحن نلتفت صوب صاحبة البدلة الزيتوني , مشيرا الى ان سخافة السؤال لا تعفينا الاجابة , فهو القائد ونحن مساقون لا حول ولا قوة لنا , فقال احدهم لانها احدى عضوات الحيش الشعبي او لا ادري ما كان اسمه وقال اخر انها تحب الوطن وثالث , انها حزبية مخلصة ورابع وخامس وعاشر والقائد يرفض اجاباتهم , يقول انتهت الندوة وكل يدلو بدلوه حول الزيتوني دون ان يخبرنا هذا الجاهل عن السبب الذي دعا - هذا المره يلبس زيتوني - )) .
وفي الاثر ايضا ثمة حادثة قديمة شبيهة بهذه , فحواها ... ان نادى المنادي الناس في المدينة ان فلانا يدعوكم الى المكان والزمان المعينين لحديث هام و وما التئم الحشد حتى صعد الداعي المنبر قائلا - اريد ان اخبركم شيئا فهل تعرفوه - ؟ فأجاب الجميع بالنفي فقال بما انكم لا تعرفوه فما الفائدة من ان اعرفكم به وغادر المكان ... وفي الاسبوع الثاني عاد المنادي ينادي العامة ان اجتمعوا في ذات المكان والزمان المعينين لحديث هام ومن يستطيع الا يذهب , فقرروا اذا ما سالهم السؤال ذاته ان يجيبوا يالايجاب , وما ان صعد المنبر وسأل سؤاله حتى اجاب الجميع ب- نعم نعرفه فقال طالما تعرفوه فقد انتفت الحاجة الى اجابتي ونزل وذهب مع حاشيته الى قصره , وفي الاسبوع الثالث نادى المنادي ايضا واتفق العامة ان يجيب نصفهم بنعم والاخر بلا , ولما حان الوقت وصعد الى المنبر واستمع الى الاجابة كما اسلفت قال لهم , من يعرف الاجابه يخبر بها من لا يعرفها والسلام عليكم ... .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل