الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( يونامي) وغوبلز عراقي يدعو لمزيد من القتل

ميثم محمد علي موسى

2013 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



بالرغم من سياسة تبويس اللحى بين سياسيي العراق بين فترة وأخرى بعد سيل من الإتهامات المتبادلة ، وبعد عشرات التفجيرات الدموية التي تشكل فتيلاً ملتهباً للصراع و التفرقة الطائفية ، فأن الصورة القاتمة لوضع العراق لم تتغير . فالوضع بين توتر أقل أو أكثر ، دموية أقل أو أكثر ولايمكن أن يكون الصراع الذي مهما حاول البعض التظاهر بالأستعباط أو أستعباط الآخرين بتفسيراته الطائفية المقيتة فأن مفاتيح الوضع هذا بيد دول أخرى لها أجندة خاصة ، ويفهمها كل حصيف.
مجرد ألقاء نظرة إلى تقرير بعثة منظمة الأمم المتحدة للعراق (يونامي) يرفع من وتيرة التشاؤم . ففي شهر أبريل وحده حسب كوبل مارتن رئيس بعثة يونامي سقط أكثر من 700 قتيل . أما في شهر مايو وحسب التقرير فأن عدد القتلى جراء العنف والتفجيرات والقتل على الهوية بلغ 1405 أما الجرحى فقد قدر عددهم بحوالي 2397 . يقول التقرير أن عدد القتلى المدنيين وصل إلى 963 والباقي من أفراد الجيش والشرطة ، كما بلغ عدد الجرحى والمصابين من المدنيين 2191 والباقي من الشرطة المدنية وأفراد الجيش وقوات الأمن . ويؤكد كوبلر مارتن رئيس البعثة أن هذا الرقم قياسي بالنسبة للسنوات المنصرمة وهو أمر مأساوي – حسب تعبيره. وقد توجه كوبل مارتن للسياسيين العراقيين طالباً منهم أتخاذ أجراءات فورية وسريعة لوقف نزيف الدم اليومي في بغداد والمدن الأخرى ، لكنه لم يحدد ماهي نوع الأجراءات المطلوبة والممكنة ، ويبدو نفسه عاجزاً عن تحديد ماهيتها !
نصيب بغداد كان هو الأكبر في عدد الضحايا ، فقد قتل أو أصيب مالايقل عن 1871 مدني ، منهم 532 قتيلاً ، والبقية هم من الجرحى والمصابين الذين سينضم معظمهم إلى قائمة المعاقين الذين خلفتهم حروب الطاغية صدام وسياسته الدموية في العقاب الفردي والجماعي للمدن . تلي بغداد في عدد الضحايا المحافظات حسب نسبة ماسقط فيها من قتلى وجرحى : صلاح الدين ، نينوى ، الأنبار ، ديالى وكركوك .
الأرقام تتحدث بلغة يصعب هضمها عندما تتكلم عن القتلى والموتى والجرحى في صراع عبثي على كراسي السلطة والنفوذ وبتهييج طائفي ، وعندما يكون الهدف أعادة عجلة الزمن إلى وراء وأحياء رميم صدام وحزب البعث . نظرة سريعة على التقرير تبين أن عدد الحوادث الأمنية المسجلة في مايو بلغت 560 ، منها 178 من أسلحة تفجير مرتجلة تسببت في قتل وجرح 886 مواطناً مدنياً على أقل تقدير ، و 82 حادثاً عن طريق تفجير السيارات المفخخة وتلك التي فجرها أنتحاريون وأدت إلى مقتل وأصابة مالايقل عن 1435 . أضف إلى ذلك حوادث أطلاق نار باسلحة خفيقة بلغت 243 حادثاً أدت ألى قتل وجرح مالايقل عن 470 مدنياً. في أسبوع واحد سقط في بغداد وحدها أكثر من 100 قتيل وجريح.
بعثة الأمم المتحدة نفسها تؤكد أن هذه الأرقام ليست دقيقة ، بسبب الوضع الأمني المتردي الذي لايتيح التحري بشكل كامل عن عدد القتلى والجرحى . ومع أن هذه الأرقام مفجعة فلا يتردد واحد شبيه لغوبلز ( سعيد اللافي) في إعتلاء منصة مؤتمر في قطر بشأن الأزمة السورية ليبث سموماً طائفية مقيتة ينكرها كل مثقف وذو ضمير ، ويردد شعارات تحفز وتدعو لتقاتل أبناء الوطن الواحد. و أذا كان من حق أي أنسان التمتع ( ! ) بكراهية أي بلد أو أي قومية يشاء ، فأنه ليس من حقه الدعوة لقتل أبناء وطنه . هؤلاء الذين يدعون لقتل أبناء جلدتهم وتقاتلهم لايفهمون من الوطن سوى ساحة معركة تشبه ساحات معارك الداحس والغبراء ، ساحات حرب عبس وذبيان ، ساحات حرب يدفعون إلى إتونها شباب الوطن ، أما هم ففي قطر ملاذهم الآمن!
أليست دعوة لحروب عرب الجاهلية الجديدة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو