الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Windows 2000

عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)

2013 / 6 / 3
الادب والفن


دموعُ التماسيحِ التي تتساقطُ
منْ عيني ذئبِ المدينةِ
لنْ تلقى أرضاً تهبطُ عليها
إلا في قاموسِ الصيادين المحترفين
الذين يُلقونَ شِباكَهمْ في ليل المدينةِ

يفتحُ التمساحُ أنيابهُ
على آخر الصيدِ
ينتظرُ....
حمامةً تهبطُ في النهرِ.

تلكمُ الحمامةُ
كيفَ استساغتْ
أنْ تسبحَ ضدَ التيارِ
في المستنقع الراكدِ
مليئاً بالتماسيح؟

أيجوزُ أنْ نفكَّ أكفَنا المُعلقةَ
بالضوءِ
فنتسلمُ رسالةً معبأةً
بعبوةِ ناسفةٍ
منْ دموعِ التماسيحْ؟

عندما ارتدى ذئبُ الغابةِ
لباسَ الجدةِ
عرفتْـهُ منْ صوتهِ
وعينيهِ
وأنيابهِ المشرعةِ.

في الغابةِ الحبلى بالأفاعي
والذئابِ
والتماسيحِ
لا مكانَ لطيورِ الحبِّ
و لا للكلامِ الجميلِ المصاغِ
بأجنحةِ العصافيرِ والأماني والنورِ
بينَ كماشةِ مخالبِ خمبابا.

الحيتانُ اليومَ تتهاوى
واحداً
واحداً
تحتَ وطأةِ المالِ والبنوكِ،
تتهاوى
في الحفرةِ التي عبّأتها بدموعِ المجاعةِ
ونيرانِ المدنِ العظمى.

"غيرُ مجدٍ في ملتي واعتقادي"*
دمعةُ تمساحٍ
ولا نوحُ حمامةٍ
في منافي الغربةِ
عن الكون المدفونِ
في رصيدِ آلانْ غيتسْ.

الظلامُ يُرخي ستائرهُ على
Windows 2000
حيثُ أزرارُ الكيبوردِ اختلطتْ بالأصابعِ
منْ كلِّ لونٍ وطعمٍ
وحدبٍ وصوبٍ
وأصابعِ ديناميتِ العولمةِ.

نوبلُ ألبسَ قلبَ العالمِ ديناميتَ المليونْ دولارْ
فانفجرَ
ليلدَ سلامَ الشجعانِ!

* هو الشطر الأول من بيت المعري:
غيرُ مجدٍ في ملتي واعتقادي نوحُ باكٍ ، ولا ترنمُ شادِ

عبد الستار نورعلي
الأثنين 20 أوكتوبر 2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير