الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موصلاتي شاهد عيان علي عنجهية الاحتلال وممارساته في المجتمع الفلسطيني ... ولكن من يتحمل المسئولية ؟؟؟‍

محمد بسام جودة

2005 / 4 / 27
القضية الفلسطينية


مما لاشك فيه أن الوضع السياسي والاقتصادي الذي يمر به الشعب الفلسطيني في ظل انتفاضة الأقصى الحالية ، لا يمكن وصفه بالمطلق ، والتي حاولت الحكومة الإسرائيلية ومن خلال ممارساتها البشعة علي المجتمع الفلسطيني القضاء علي كل مقومات حياته وركائز بنيته التحتية ، ضاربة بعرض الحائط كل النظم والقرارات الدولية التي أقرتها الهيئات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن للشعب الفلسطيني ،ولكن رغم كل ما لحق بهذا الشعب من دمار وحصار وهدم للبيوت واغتيالات وسياسة القهر والتجويع ، إلا أنه مواصلا نضاله بالحرية والاستقلال ،إيمانا منه بحقه بالعيش علي أرضه وبعدالة قضيته .
وإذا أردنا الحديث بخصوصية عن ظاهرة ما يسمي بالموصلاتي أو ( التقليط) التي هي حقيقة كارثة مجتمعية ضحيتها الشباب الفلسطيني ، لما يترتب علي هذه الظاهرة من تأثيرات سلبية قد تقضي علي حياة كثير من الشباب الذين يقعون في مصيدة وعواقب هذه الظاهرة الخطيرة ( التقليط) .
ولو نظرنا لهذه الظاهرة منذ بدء انتفاضة الأقصى وحتى يومنا هذا وخاصة علي الحواجز الإسرائيلية ، لاسيما في قطاع غزة وتحديداً حاجز مستوطنة كفار داروم لوجدنا أنها تزداد يوماً بعد يوم وتحاول جلب الكثير من الشباب للوقوع في شباكها .
فمن خلال الحواجز التي وضعها جنود الاحتلال لتقطيع أواصل المدن الفلسطينية بغية الاستفزاز و القهر والمعاناة اليومية للسكان الفلسطينيين ، والتحكم بمداخل ومخارج هذه المدن ، وفرض سياسة الدخول عبر الحواجز للسيارات المارة شريطة أن يكون بداخل كل سيارة ثلاث أشخاص علي الأقل توسعت هذه الظاهرة التي أصبحت ظاهرة يومية اعتاد عليها الناس ، يأتي هذا مع زيادة نسبة البطالة والفقر الفلسطينية والقضاء علي الأخضر واليابس في هذه الأرض كل ذلك كان له دور في إبراز هذه الظاهرة ولكن هناك تساؤل يطرح نفسه في هذا الموضوع ، وهو كم يتراوح عمر هؤلاء الشباب الذين يقعون ضمن إطار هذه الظاهرة وما هو مصيرهم ؟؟؟
إن مؤشرات هذه الظاهرة توضح أن أعمار هؤلاء الشباب لا تتجاوز العشرين عاماً ، علماً أن غالبيتهم هم من الذين لم يكملوا الدراسة الابتدائية ، إن لم يكونوا أميين .
لاسيما وان كل منهم نشأ وفق محددات بيئته الخاصة ( ويمكن هنا وصف الحالة بان هؤلاء الشباب عاشوا في بيئة وتربية غير سليمة من قبل الأهل مما فقدوا جراء ذلك الكثير من القيم والمبادئ والأخلاق الضرورية التي يجب أن تعزز لديهم ويكتسبونها من قبل الأهل).
وإذا أردنا الحديث عن مصير هؤلاء الشباب فهنالك أيضا مؤشرات تقول أن بعض هؤلاء الشباب وفي ظل التنشئة والتربية الغير سليمة في محيط بيئتهم وخروجهم عن الطوع الأخلاقي ساعد وساهم بشكل رئيسي وأساسي في عملية السقوط الأمني ، وهذه عملية ديناميكية يربطها علاقة طردية بين السقوط الأخلاقي والسقوط الأمني ، وذلك وفق معطيات تهيئة الأجواء النفسية والمادية لهؤلاء الشباب من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية ، محاولة منها لإحساسهم بالأمان و إشعارهم بتحسين أوضاعهم الصعبة التي عاشوها وسط أهلهم ومجتمعهم ،وهذا يحفز آليات جذبهم نحو بوصلة الارتباط الأمني ، مما يدخلهم ذلك ضمن بوابة السقوط والارتباط الأمني مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية دون وعين علي هم فيه وما سوف ينتهي بهم هذا المطاف من أبعاد قد تخسرهم حياتهم وحياة العديد من قرنائهم من الشباب .
فمن يتحمل مسؤولية من في ديمومة وتوسع هذه الظاهرة الكل يلقي المسؤولية علي الآخر ، والكل يحمل الآخر المسؤولية ، وأقول هنا أن مسؤولية توسع وانتشار هذه الظاهرة يتحملها الكثيرين ، فالأهل عليه مسؤولية والمؤسسات الشبابية والأطر السياسية ومنظمات حقوق الإنسان وأصحاب القرار والمسؤولين كلهم يقعون تحت طائلة المسؤولية في استمرارية هذه الظاهرة والنظر إليها بشكل طبيعي دون أدنا مسؤولية بل يساهمون أحياناً في التمادي مع هذه الظاهرة ، مع أنها تعي وتدرك جيداً مخططات هذه الحواجز والعواقب الوخيمة التي قد تلحق بهؤلاء الشباب والمجتمع جراء ذلك ، فبدلاً من أن توقفهم وتأخذ بأيديهم تمر من أمامهم وتنظر إليهم وكأن ما يقومون به هو ظاهرة طبيعية وصحية بل والأخطر من ذلك يشاركون في ديمومتها .
فهناك كثير من المؤسسات واللجان ووزارات السلطة والنقابات التي تدخل عليها من الخارج أموال طائلة لمشاريع تنموية وشبابية واجتماعية ، وتقوم بسرقة هذه الأموال ومنهم من يقوم بفتح حسابات بنكية لذاتهم ،كل ذلك علي حساب هذا المجتمع الذي جعلوا منه وسيلة لجمع الأموال والشحدة والنصب والاحتيال علي حسابه .
فكل الحرج والآسف الشديدين الذين لم يستطيعون أن يجعلوا كل من عليه المسؤولية أن يخجل علي مسئوليته أمام هذا المجتمع الذي لم يحتمل عدوين لمحاربته عدو يقتل ويدمر ويعربد في الأرض وعدو آخر هو عدو الذات ، الذي لم يخجلنا من أنفسنا وأفعالنا ويبعدنا عن مسؤولياتنا الملقاة علي عاتقنا تجاه قضايا هذا المجتمع لأجل مصالحنا الذاتية.
يا أصحاب الضمائر الحية في هذا المجتمع ويا أصحاب القضية والإرادة والعزيمة والإخلاص لهذا الوطن ، أفيقوا من سباتكم العميق ، وتحملوا مسؤولياتكم تجاه قضايا هذا الشعب ، أحموا شبابكم وأطفالكم وبيوتكم من مخلفات ومخططات هذه الظاهرة الخطيرة علي حيوية و ركيزة هذا المجتمع وهم الشباب قبل أن تطال أياً منكم .
وعوا جيداً أن سياسة وضع الحواجز علي مداخل ومخارج المدن الفلسطينية والتحكم بها من قبل الجيش ومخابراته الإسرائيلية ، لم يكن بالأمر العابر فهو سياسة مدروسة ومدبرة من قبل حكومة الإرهاب الصهيونية ، لتنفيذ مخططاتها في القضاء علي الشباب الفلسطيني وإسقاطه أمنياً للعمل معها ومساعدتها في تنفيذ عدوانها واغتيالاتها الهمجية والبربرية علي المجتمع الفلسطيني .
فنحن لا نريد أن تنتقل التجربة اللبنانية (جيش لحد) ومخلفاتها مرة أخري إلى فلسطين، ومن هذا المنطلق أقول أن كل منا مسؤول عن هذه الظاهرة الخطيرة وأخص بالذكر المؤسسات الشبابية العاملة والأطر السياسية والنقابية هنا علي ضرورة التحرك الفوري والعمل بكل جدية ومسؤولية علي هذا الموضوع كقدر المستطاع للحيلولة دون الوقوع فيما ترمي وتهدف إليه مخططات العدو الصهيوني جراء هذه الظاهرة أو ظواهر أخري يمكن أن تطرأ في المستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا