الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكيم .. سلالة عقل

سليم سوزه

2013 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


سنونٌ مَضَت وانا لم امدح فيها سياسياً عراقياً واحداً. لا شيء مُشجّع يجعلني امدح. الاحباط نال مني كالآخرين والوضع من سيء لاسوأ. خرابٌ يُخيّم على واحة الامل وعراق مُمزّق بسكاكين مراهقي السياسة، يبرز فيها الحكيم عمّاراً ويجمع ابناء يعقوب على مائدة واحدة، علّها تكون مائدة السلام التي انتظرناها عشرة اعوام.

السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي ينجح مؤخراً في جمع فرقاء السياسة الى مؤتمره الرمزي الذي دعا له قبل ايام. سمّاه المؤتمر الرمزي لانه لا يناقش خلافات او اجندات ولا حتى يحتوي خطباً او كلمات، بل هو فقط اجتماع لكسر جليد العلاقة بين قادة غير متوافقين من مدة، اختلافهم أزّم الشارع العراقي بمفخخات وعبوات وميليشيات ظننّا خطأً انّها احزان ولّت الى غير رجعة.

كان الحكيم واثقاً من نفسه وهو يلقي كلمته على حضوره، الثقة لم تأت من فراغ، بل كانت نتاج اربعة اعوام من الرئاسة بعد ابيه المرحوم عبد العزيز الحكيم. حيث كنت اراقب اداءه السياسي منذ الفترة التي استلم فيها رئاسة مجلسه. كان اداءاً رزناً لدرجة جعلت منه شخصاً مقبولاً عند النخب السياسية "السنية"، ناهيك عن "الشيعية" و"الكردية" منها. عارض المالكي باخلاص المؤيد ودافع عنه بسلوك المُعارض. وتلك لعمري جعلته شرطاً عراقياً يشترطه الجميع في مفاوضاتهم كما يقول طالب الشطري في آخر مقالاته التي اضع رابطها في نهاية المقالة، الرجل الذي عوّدنا على شتم الاسلام السياسي بمناسبة ودونها يصف الحكيم بأنه شخصية مستقرة تبتعد عن الاستعراضات او بناء المواقف وفقاً للخضّات.

الكل اجمع على ان الحكيم مؤهل لهذه الدعوة والكل قَبَلَها انطلاقاً من ايمانهم بحيادية الحكيم ورجاحة رأيه السياسي، فهو لم يكن طرفاً في حروب كسر العظم التي دارت بين الحاكمين والمعارضين ولم يتورّط بكلمة سوء ضد هذا او ذاك، والحقيقة انه الوحيد الذي لم يشترك في حكومة المالكي، لكنه لم يعارضها معارضة آخرين كانوا قد اشتركوا فيها بارادتهم. لهذا السبب ارى من واجب الكاتب والمثقف المُراقب ان يكتب عن اي شخصية يراها تستحق المدح. وحدها هذه الشخصيات مَن تصنع الامل لدينا في عراق عابر للطوائف. انا مع الحكيم بمقدار حفاظه على هدوئه واتزانه وادعمه مادام منحازاً للعقل والحكمة في الازمات السياسية.

نعم، كان لقاءاً رمزياً لكنه مهمٌ جداً طالما اجتمع الفرقاء وتحدثوا وجهاً لوجه، فهذا يشجّع على التواصل ويبعث على الامل من ان القادة تغلّبوا على انفسهم وصافحوا بعضهم بعضاً في وقت استحالت فيه المصافحة او حتى النظر في وجه الغريم السياسي.
أي بلد هذا، صرنا نحلم فيه ان يصافح السياسي سياسياً وصار مجرد الاجتماع بين فرقائه انجازاً نحسد انفسنا عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة