الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 1

حبيب هنا

2013 / 6 / 3
الادب والفن


الوتر الأول :
اثنان فقط لا يبكيان مصيرهما .. أحدهما عاش مختلف المآسي فلم يجد جدوى من البكاء بعد أن جربه كثيراً وفضل العيش صعلوكاً لا يحسب حساب المصائب .
والثاني الذي وهب نفسه للوطن والدفاع عنه، ولم يعد يعبأ بالدموع التي لا طائل منها، ولا تستطيع تحرير شبر واحد من الأرض .





-1-
منذ الصباح أخذت تنظر إلي هاتفها المحمول كعادتها تنتظر رنينه الخاص الذي يعلن عن اتصال خطيبها قبل بدء عمله اليومي، كي يسمع صوتها ويمني نفسه بقرب موعد الزفاف، غير أنها انتظرت طويلاً هذه المرة ..
أعدت أمها وأختها التي تصغرها سناً مائدة الإفطار ، ثم استدعتا أفراد العائلة ..
تحلقوا حول المائدة وكأن على رؤؤسهم الطير ، غابت ابتسامة تالا عن التحليق والمداعبة التي لا تنقطع عنها ، والمزاح الذي لا يتوقف والتعليقات التي لا تنتهي إلا مع الانتهاء من الإفطار بعد كل اتصال بينها وبين خطيبها خليل .
لم يجرؤ أحد على سؤالها عن سبب عدم اتصاله ، ثم أن لا أحد يملك الإجابة التي من الممكن معالجتها لأي خلاف قد يكون طرأ بينهما ، فغدا كل ما يهمهم هو الانتهاء من تناول الإفطار ومغادرة المكان قبل أن ينصب وابل من الغضب على رأس من تسول له نفسه التدخل في أمرها الخاص .
وهكذا ، قرأ أفراد الأسرة ما ينتظرهم من تقاطيع وجه تالا الذي قل ما كان على هذا النحو من العبوس، لاسيما وأنها تمتاز عنهم بالمرح وحلو الحديث والشهادة العليا التي حصلت عليها حديثا وأهلتها بالتالي للعمل في واحدة من المؤسسات غير الحكومية التي يتقاضى موظفوها راتبا مضاعفا عما يتقاضاه غيرهم في المؤسسات الحكومية .
على أية حال ، تباشير اليوم بدأت منذ صباحه ، فض عن وجهه غموض المفاجآت ولم يعد أليفاً كعهده، جعل الأمر معلقاً بين الاحتمالات المفتوحة على المجهول والتي توجس بكثرة الخيارات التي يتوصل إليها كل من حاول الانغماس في التساؤلات المغلقة ، العصية على التنبؤ بما يمكن أن تؤول إليه الأحداث جراء عدم الاتصال المفاجئ .
وكان صوت تالا يعلو في الداخل دون سماعه من أحد ، كان يحاول الوصول إلى أمر قاطع غير الذي قررته بعد أن مضى على عدم الاتصال قرابة ساعة :
لن أسأل عنه ما دام لا يسأل عني !
وفجأة ، أمعنت في الموقف بعيدا : أغلقت الهاتف الخلوي في تطور نم عن عصبية مفرطة وهي تحدث نفسها بصوت مسموع كمن يؤشر للذين يسترقون النظر إليها من حين لآخر : هكذا أفضل حتى تأتي زاحفاً إلى باب البيت !
خرجت صوب المؤسسة التي تعمل بها وهي تقول لأمها :
- لا تنتظروني على الغداء ربما أتأخر اليوم أكثر من المعتاد ..
- أين ستتأخرين ؟
- أين سأكون ؟ في العمل طبعاً .
- إن تأخرت اتصلي بنا ..
- لقد أغلقت الهاتف ولا أريد استخدامه اليوم .
- كما يحلو لك ..
في العمل ، غدت عصبية المزاج والسلوك معا .. تحاشاها الموظفون الزملاء خوفاً من مشادة هم في غنى عنها .. حاولت أن تكون طبيعية وتمارس عملها وفقا للأصول ولكنها لم تستطع ، بين الفينة والأخرى ، كانت تضبط نفسها متلبسة بالتفكير في خليل خطيبها الذي لم يتصل فخلق من نفسه محور تفكيرها على نحو ما ، وكلما جهدت للتقليل من أهمية الحادث دخلت في متاهة جديدة لم تحسب حسابها فتنصب على نفسها باللائمة ، وأخيرا قبلت بالأمر وهي تعترف في سريرتها : إنه الحب الذي لا يستطيع المرء الفكاك منه بمجرد قرار انفعالي لا قيمة له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب