الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقارير وأخبار ح/2

حميد غني جعفر

2013 / 6 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



كما قلنا في الحلقة الأولى بأن كل التقارير والأخبار والتصريحات ومن مختلف المصادر ومختلف وسائل الإعلام – محلية – وعربية – وأجنبية – تشير إلى خطورة الأوضاع وكل الأوساط أعربت عن قلقها ومخاوفها من نشوب حرب أهلية وعودة سنوات الاقتتال على الهوية التي حصلت في الأعوام 2006 – 2007 - المريرة بل وستكون أكثر وأشد عمقا ، وهذا ما يسعى إليه الطائفيون في حملة مسعورة من التجييش الطائفي بين الطائفتين ولم يكن ذالك إلا لمصالح أجندات خارجية – مدفوعة الثمن – إقليمية – و مجاورة – وأجنبية – لا تريد الخير للعراق وشعبه ، وتؤكد أن هناك مؤامرة خطيرة على وحدة بلادنا وشعبنا ولعل أبرز هذه المؤشرات هي التظاهرات والاعتصامات – المشبوهة – والمدفوعة الثمن في المحافظات الغربية ، وكان رأينا هذا منذ لحظة انطلاقها قبل أكثر من أربعة أشهر في مقالة نشرت على -موقع الحوار المتمدن – وكانت - وجهة نظرنا – خلافا لرأي الحكومة والقوى السياسية الأخرى التي ترى فيها على أنها مطالب مشروعة ، لكن الأحداث أكدت صحة ما قلناه – في حينها – ولا زالت هذه القوى تواصل تحركاتها ومساعيها المحمومة بهدف إرباك الأوضاع وإضعاف الحكومة ، ويتضح ذالك من خطابات رجال الدين في ساحات الاعتصام وظهور قيادات تلك التظاهرات مثل العلواني – عضو البرلمان – والعيساوي – الوزير السابق – ورفع أعلام – العهد السابق – واستعراض عسكري لجيش النصرة يضاف إلى ذالك الشعارات والهتافات التحريضية والتي دعت للقتال علنا ، ثم حضور عدد من – ممثلو الشعب – أعضاء في البرلمان في مؤتمر إسطنبول المعادي للعراق والذي عقد بهدف التآمر على العراق وإسقاط نظامه وهو بمشاركة قطر ... فهل بربكم أن النواب الذين حضروا هذا المؤتمر هم ممثلو الشعب أم يمثلون الأجندات الخارجية ؟ - مدفوعة الثمن – ومن عجائب وغرائب ما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية – أن هؤلاء ( الصناديد ) يتآمرون على نظام هم طرف أساسي فيه ويمثلون أعلى سلطة تشريعية في البلاد فيبيعون ضمائرهم وشرفهم للأجنبي لقاء حفنة من الدولارات ، ليس هذا وحسب بل أن رئيس البرلمان ذاته النجيفي – المحترم – يقوم بذات الدور المشبوه فهو يستأجر طائرة على نفقة الدولة ومن أموال الشعب البائس ويطير بها مع أعضاء كتلته – متحدون – واللقاء بالبارزاني هناك للتباحث بشأن إنشاء إقليم جديد للعرب السنة ويضم محافظات – الموصل و كركوك وديالى وصلاح الدين وتكون عاصمة الإقليم كركوك ورافقت كل هذه التحركات المحمومة سلسلة أعمال إجرامية همجية – مفخخات وإنفجارات وأحزمة ناسفة واغتيال بكاتم الصوت راح ضحيتها المئات من أبناء شعبنا الأبرياء – نساء وأطفال وشيوخ - وبالمقابل ظهور المليشيات المسلحة – من الطائفة الأخرى - في الشوارع وأيضا في الفضائيات ، وكل هؤلاء الضحايا وهذه الدماء الزكية من الأبرياء هي من صنع هذه القوى ذاتها لكنها تتخذ من تنظيم القاعدة الإرهابي واجهة لإخفاء جرائمها اللاإنسانية ، وليس حكومة ورئيس الإقليم بأفضل حال من هؤلاء المتهافتين على السلطة والمال ، فلرئيس الإقليم وحكومته علاقات واسعة – مشبوهة – مع العديد من الدول والأطراف الأجنبية والمجاورة وله أيضا اتفاقات ومعاهدات مع العديد من تلك الدول والأطراف – دون علم أو استشارة حكومة المركز – وأنها دولة مستقلة ، وليست جزءا من العراق الواحد وترتبط بالحكومة الاتحادية ، الأمر الذي يؤكد بوضوح – لا يقبل الشك - - بتقديري – أن كل هذه القوى مجتمعة – وبلا استثناء – شاركت بذبح الشعب العراقي وجعلت من العراق غنيمة يتقاسمونها فيما بينهم وبالشراكة مع أمريكا الامبريالية – الراعية والحامية للديمقراطية اللصوصية – وعلى حساب استباحة الدم العراقي الطهور ونهب خيراته وثرواته .
وخلاصة القول : أن كل ما يجري على الساحة العراقية وفي داخل حلبة المصارعة السياسية من صراعات وتهديدات وتجييش طائفي إن هو إلا مقدمات تمهيدية وتبريرات لتحقيق مشروع بايدن الخبيث بتقسيم العراق ، وما تصريح بايدن الأخير قبل يومين – 1 – 6 – 2013 – إلا تأكيد لهذه الحقيقة ، قال بايدن : ( الأقاليم الثلاثة خيار ملح وضروري لاحتواء أزمة العراق ) إذ وجدت أمريكا أن الوقت المناسب قد آن أوانه لتحقيق ما كانت تخطط وترسم له منذ تسعينات القرن الماضي ، وهذا ما يؤكد أيضا صحة ما ذهبنا إليه في مقالة سابقة نشرت على موقع الحوار المتمدن ، يوم احتدم الصراع بين أربيل وبغداد على خلفية تشكيل قوات دجلة ، وأقام الأكراد الدنيا ولم يقعدوها على أن المالكي يريد شن حرب على الأكراد ، وقلنا في المقالة ، بأن الأكراد وبالذات – البارزاني والطالباني – يدركون جيدا بأن قضية الحرب ليست بيد المالكي وأن قرار الحرب يأتي من بلاد الدنيا البعيدة عبر القارات والمحيطات ، فلماذا كل هذه الضجة المفتعلة ، وقلنا أيضا ( أن لا حرب ولا أمن ولا استقرار ولا إعمار ولا استثمار – إلا أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ويحقق مشروع بايدن بتقسيم العراق إلى دولة كردية ودولة عربية سنية ودولة عربية شيعية وربما دولة رابعة تركمانية ، وهاهو مشروع بايدن آت لا ريب فيه ، فإلى متى يبقى العراقيون في سباتهم .
وأخيرا على العراقيين أن يعوا من سباتهم ، وأن يدركوا جيدا بأن اللطم والبكاء والنواح على آل البيت – ع – أجمعين قد عاشوا مظلومين واستشهدوا مظلومين من أجل قضية عادلة شريفة بوقوفهم ضد الظلم والطغيان ، كما وقف آل البيت مضحين بالغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة الحق ... لا أن يكتفوا فقط باللطم والبكاء والنواح .سس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت