الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين أو المعادلة التي بقيت دون حلّ

عثمان أيت مهدي

2013 / 6 / 4
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها


كثيرا ما أتساءل عن هذه المنطقة التي حباها الله بأنبيائه ورسله، وأنزل عليها الزبور والتوراة والأنجيل وعرّج منها خير الأنام إلى عرش الرحمان، أولى القبلتين وثاني الحرمين، أعمق أمّة في التاريخ وأشرف شعب على الأرض، لمَ هذا المصير الذي حوّلها إلى أخطر بقعة في العالم؟ قنبلة إن انفجرت احترق العالم كلّه بلهيبها، لأن الحرب لا تتوقف عند الشعبين بل تتجاوزه إلى الديانتين الإسلامية واليهودية، وقد تتعداها إلى المسيحية المتحالفة مع هؤلاء وأولائك.
هل ما سيقع بعد ذلك من غايات الدين التي جاءت به رسل بني إسرائيل ورسول الإسلام وتسعى لنشره على الأرض؟ خراب وتشريد، جوع وموت، أم أنّ الإنسان لربه لكفور والقضية حسابات بين البشر ولا علاقة للدين فيما يقترفه الناس ويرتكبونه باسم النبي سليمان أو موسى أو محمد عليهم الصلاة والسلام جميعا؟
إذا كان الدين براء، فمن هو المتهم في هذه القضية؟ اليهود الذين يعتقدون بأنّ أرضهم سلبت منهم وحان استرجاعها أم الشعب الفلسطيني الذي هجّر بالقوة من أرضه وموطنه أم العرب الذين اتخذوا من فلسطين سجلا تجاريا يشترون السلم الداخلي ويبيعون به الخطب الجوفاء كقولهم من دول الممانعة، أو أنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، أو رئيس لجنة القدس... ومن إسرائيل بعبعا يخيفون به شعوبهم المقهورة، أم أمريكا التي جعلت من إسرائيل خير شرطي لها يحرس خيرات الخليج النفطية من تكالب القوى العظمى الأخرى عليها.
القضية في غاية التعقيد، وليست كما يعتقد البعض، تصفية احتلال بحمل السلاح ضد المستعمر. إذا افترضنا وهذه الفرضية ضعيفة جدا، أنّ إسرائيل قد حملت أمتعتها كما فعل المستعمر الفرنسي بالجزائر الذي قام بإجلاء مئات الآلاف من رعاياه المقيمين بالجزائر أيام استقلال هذه الأخيرة، فقد تخسر الأنظمة العربية حليفا استراتيجيا خفيا ضد شعوبها، وتخسر أمريكا سادنها بالخليج العربي ويخسر زعماء القضية الفلسطينية مشجبا يعلقون فيه تخاذلهم وفشلهم في استرجاع الأراضي المغتصبة بعد 1967م. الكلّ له منفعة في وجود إسرائيل وإسرائيل ترى في بقائها بأرض فلسطين حياة لها.
هل هذه المعادلة دون حلّ؟ كلا إن توفرت الإرادة السياسية عند الجميع، بداية بالشعوب العربية التي يجب أن تنتهج سبيل الديموقراطية حتى تجد إسرائيل المحاور الشرعي لها الذي يحقّ له التكلم باسم الشعب الفلسطيني، أو الشعب السوري، أو الشعب اللبناني، أو المصري، أو الأردني.. ثانيا، وجوب التخلي عن الأفكار غير الواقعية نحو قولنا: الجسم الغريب، تدمير إسرائيل.. وثالثا، الجلوس إلى طاولة الحوار ونزع عباءة الدين عن المتحاورين.

عثمان أيت مهدي
03/06/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت